Beirut
16°
|
Homepage
دياب يتحدى "المستقبل"!
عبدالله قمح | الاربعاء 11 آذار 2020 - 7:33

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

للمرة الثالثة في أقل من شهرٍ يضرب رئيس الحكومة حسان دياب على مكامن وجع تيّار المستقبل.

الدكتور الخارج من رحابِ الجامعة الأميركية أعادَ الكرّة مجددًا حين ذكّرَ بحقبةِ الثلاثين عامًا حمالة مسؤوليات ما يدب في الربوع اللبنانية من أزمةٍ إقتصادية - مالية، وهو كلامٌ يصنَّف على نحو الزيادة في منسوب ضغطِ التيار الأزرق المُثار من شفافيةِ الرئيس وصراحتهِ.


يعتبر تيار المستقبل أن مناوبة دياب على تحميل حقبة الثلاثين عامًا الماضية وزر ما يحصل يحمل في طياتهِ إتهامًا سياسيًا، فهو في الحالاتِ الطبيعية لا يُمكن هضمه فكيف إذا كان يصدر عن رئيس حكومة لبنان "السُنّي" وفق الاعرافِ الطائفيةِ المعمول بها؟

مفهومُ وجع "المستقبليين" من صراحةِ دياب وأنّ كلامًا من هذا النوع يصدر عن موقعِ رئاسةِ الحكومة بالتحديد لما يحمله من أبعادٍ تخص الطائفة يشكل علامة فارقة يصح اعتمادها عند كل مرة يريد البعض إلصاق إتهام التدهور بسياساتِ ما بعد الطائف وإستطرادًا بالحريرية السياسية، وبالتالي "يستأهل" هذا الكلام إطلاق موجةِ ردودٍ عنيفة ضده تتجاوز حدود المحظورات.

أصل المشكلة بالنسبة إلى "التيار الازرق"، أنه يعتبر أن وجود دياب منزوع الغطاء أو الحضور السني الشعبي الواضح والغريب عن ثقافةِ رؤساءِ الحكومات في موقع الرئاسة الثالثة يحرره من المفردات التي تراعي ما سلف من رؤساء، وبهذا المعنى يُصبح حرًا في إطلاق السياسات والتوصيفات والإجراءات بمعزلٍ عن "الخطوطِ الحمر" المتبعة أو المرعية من قبل أعضاء إتحاد النادي السابقين.

ثم أن ما يحمل دياب على اطلاق تصريحٍ من هذا القبيل قد يعني ترجمة لتحول أكثر عمقًا يطاول البنية الاقتصادية القائمة ومرد ذلك إلى عدم إيمانه الشديد بالهوية الاقتصادية الحالية المعمول بها في لبنان المنتجة في معامل الحريرية السياسية، وعليه لا شيء يحول دون إحتمال وجودِ أفكارٍ تطبيقية لديه تطاول جوهر فكرة تعديل وتبديل النهج الاقتصادي اللبناني، أي بمعنى أوضح نسف الثقافة الاقتصادية القائمة حاليًا المبنية على ميزان الاقتصاد الريعي لقاء أخرى جديدة، يعتبرها التيار الازرق انها تمس بالجوهر الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ثم أن وضوح دياب هو أكثر ما يثير غضب "المستقبليين" أو أعضاء نادي "الدولة العميقة السنية" التي تحمل ذات الافكار تقريبًا، فلم يسجل في ما سبق، أن تجرأ رئيس حكومة "سني" واحد (أو غيره) على تناول فكرة تعديل المفهوم الاقتصادي اللبناني المطبق ولو على سبيل المزاح!

لقد بات من الثابتِ، أن هذا النموذج قد إنتهى بفعل الازمات الحالية التي تعصف بالبلاد، وبالتالي يصبح من الضرورة إيجاد نظامٍ اقتصاديٍّ بديل، والخوف أن يكون الرئيس دياب في صدد التأسيس له أو حقنه بالجينات الاولى ما يوفر له على المدى البعيد أفضلية سياسية وإقتصادية واستشارية استنهاضية، ويضعه في مصافِ "الاخيار" في حال نجح بما يرسمه، وربما قد يؤسس على ظهره ما أسلف وأسسه الحريري سابقًا على ظهر النظام الاقتصادي الحالي.

تلك العوامل كلها، هي بالنسبة الى تيار المستقبل من خلفه "دولته العميقة" بمثابة أسباب تنفره من الرئيس حسان دياب وتدفعه إلى الخوض في مزيدٍ من التحريض ضده وربما تشكيل "جبهة معارضة" تحد من اندفاعة الرجل المتكئ على سلسلة دعمٍ تبدأ من الضاحية وتمر في عين التينة ولا تنتهي في بعبدا، عمادها المستفيدون من استمرارية النظام الاقتصادي الراهن.

على أي حال، بات سلوك تيار المستقبل تجاه حكومة حسان دياب واضح، ويقوم على محاولة عرقلتها ووضع العصي في دواليبها قدر الإمكان، وإظهار أو الاضاءة على تفسخاتها أمام الرأي العام، وتجريدها من أي مضامين إقتصادية تغييرية أو شيطنتها إن أتيح ذلك، ومحاولة تشويه أي خطةٍ عبر التسلل من خانة "الإجراءات الموجعة" وهي السيف المسلط الصالح لـ"الحرتقة" على الحكومة الحالية كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

من الواضح، أن المشكلة مع حسان دياب لم تعد سياسة الطابع فقط بل تتدرج في منحى أكثر تشددًا له صلة بالابعاد الشخصية النافرة بين الجانبَيْن، بين فكرتين تقومان على نهجين مختلفين ما يُتيح توسيع بيكار المواجهة إلى أماكنٍ أبعد من تلك الموجودة، وتتيح توسيع أعمال "الوشاية" بدياب وحكومته بدعوى حملها لأفكارٍ تأسيسيةٍ لجمهورية ثالثة يضعها الغرب مقام الصيغة الحالية نفسها لقاء أخرى أكثر وضوحًا وخالية من الدسمِ الاقتصادي الغربي.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر