Beirut
16°
|
Homepage
"لعنة كورونا" تُحاصر حسان دياب
عبدالله قمح | الخميس 12 آذار 2020 - 2:01

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

يتعامل رئيس الحكومة حسان دياب مع مسألة "الكورونا" كما وأنها لعنة حطّت في الزمان والمكان غير المناسبَيْن، لكنه لا يقللّ من شأنها تمامًا كعدم تقليله من شأن الازمة الإقتصادية - المالية التي تعصف بلبنان.

لم يكن ينقص البلاد سوى "كورونا" لتزيد الطين بلّة، بيد أن المشكلة لم تعد تكمن في أصل الداء الخبيث وجنوحه نحو تكديس أعلى رقمٍ من المصابين، بل في التعامل معه لناحية التحذيرات المتوالية منه ما خلق ردات فعل سلبية جدًا وأثار الخوف في نفوس المواطنين، مع العلم أن تقديرات المصالح الطبية تعتبره بمثابة "رشح مرتفع القدرات" ونسبة الشفاء منه تتجاوز الـ90 في المئة!


لكن هذا ليس دافعًا للتفريط في مخاطر "كورونا" كما وأنه ليس سببًا لتجاهل آفة الفيروس الخبيث ونحن نشاهد الكميات الهائلة من المصابين التي تُسجل يوميًا في أقطار العالم.

بالنسبة إلى رئيس الحكومة حسان دياب، مسألة كورونا "أزمة وبتمرق" لكن طبعًا ليس بالدعاء فقط بل بإعتماد الإجراءات التي تكفل تجاوز المخاطر و"الرّك" على الشغل والوقاية والالتفات إلى ما يمكن أن يحصل في بلدٍ قدراته محدودة كلبنان وأخذ ذلك في الإعتبار.

عملانيًا، لا يؤثر "كورونا" على نشاط الرئيس دياب على الرغم من أن موضوع الوقاية يأخذه على جانب واسع من الأهمية لكن ليس لدرجة الإفراط في الشك و"السرساب". وعلى ما ينقل زواره، فمكتبه غير محتل من قبل مستحضرات الوقاية والـ"Gel" الذي التهم الاسواق وارتفعت أسعاره، بل على العكس يمارس العقلانية في مسألة الوقاية كممارسته العقلانية والشفافية في السياسة.

قد يجد البعض مقولة أن دياب لا يتعامل بجدية تذكر مع موضوع الفيروس لناحية الإجراءات التي يتبعها لوقاية نفسه، لكن بالنسبة إلى زواره قد يقيس الأمور بمنطق أن الافراط في الهلع يولد عوامل سلبية تؤدي إلى خلق ندوب في الجهاز المناعي للجسم، فـ"السرساب" هو أصل البلاء على أي حال.

سياسيًا، لا يُعكر "كورونا" مزاج دياب. هو الآن في طور الإعداد لجولته العربية التي وعد بإتمام مراسمها في النصف الثاني من الشهر الحالي، بصرف النظر عن تداعيات "كورونا" والأقاويل الرائجة حول نيته تأجيل جولته عطفًا على إنشغال بعض الدول المرشحة للزيارة في موضوع مكافحة "كورونا"، مؤكدًا الفصل التام بين النشاط السياسي وإجراءات مكافحة الفيروس المتفشي.

وعلى نحوٍ واضحٍ، يجد بحسب زواره، أن البعض وجد في "الكورونا" سببًا لممارسة "الحرتقة" عليه، صحيًا وسياسيًا وطبيًا، وأن البعض انتقل من خانة الاستهداف الصحي من بوابة انتقاد إجراءات الحكومة في ما خص مكافحة الكورونا إلى خلق أجواء لاستهداف سياسي يدعي محاصرة الفيروس لنشاطِ الرئيس دياب، وهذا غير صحيحٍ.

يقّر زوار دياب أن حكومته تتجه نحو اتخاذ اجراءاتٍ اكثر قسوة في الأيام المقبلة اذا ما زادت الاصابات، والاجراءات نفسها في صدد تعميمها على النشاط السياسي في الخارج ولن يفرمله هذا الفيروس على الرغم من اعتباره بمثابة "الخبيث" كونه حضر في زمن اندفاعة دياب والحكومة نحو توفير ظروف الإصلاح والإنقاذ، ما يدفع نحو تصنيفه "عدوًا شريريًا".

خلافًا لما يجري تعميمه، على جدول أعمال الرئيس دياب لائحة تتألف من ٤ موافقات على زيارات خارجية ذات وجه عربي - خليجي طلبها منذ مدّة ونال القبول عليها تتوزّع بين مصر وعُمان والكويت وقطر، وهو في صدد جدولتها وإبلاغ الدول المعنية بالتواريخ وجداول أعمالها.

على المستوى الأوروبي، تكشف أوساط دياب لـ"ليبانون ديبايت"، أن لدى رئيس الحكومة دعوة مفتوحة لزيارة العاصمة الفرنسية، وقد أبلغه السفير الفرنسي لدى بيروت برونو فوشيه استعداد باريس لاستقباله متى أراد زيارتها وما عليه سوى تحديد الموعد.

الموافقة الفرنسية ولدت أجواء إيجابية على مستوى زيارة دول أوروبية وازنة، أبدت استعدادها ايضًا لاستقبال دياب "متى أراد"، لكن رئيس الحكومة يتريث بسبب نيته إفتتاح جولاته من الدول العربية.

وعن زيارة السعودية والإمارات، لا تُنكر أوساط دياب وجود حالة "إنقطاع عن الزيارات بين رئيس الحكومة والسفيرين السعودي والإماراتي في بيروت"، لكنها في المقابل تؤكد عدم وجود نفورٍ سواء معهما أو مع قيادتهما السياسية بدليل عدم ورود إشاراتٍ سلبيةٍ من جانب الرياض ولا حتى من سفيرها لدى لبنان إلى الرئيس دياب وأن الأخير يتعامل بحُسن نية، تمثلت، وفق معلومات "ليبانون ديبايت"، ببعثه منذ فترة قصيرة رسائل إلى كل من الرياض وأبو ظبي عبر وزارة الخارجية تولى إيصالها الوزير ناصيف حتّى، أبدى دياب خلالها رغبته في زيارة كلا العاصمتين "متى أرادتا ذلك" طالبًا منهما تحديد موعدٍ له.

لغاية الساعة، لم يصدر أي رد من الدولتين الخليجيتين سواء إيجابي أو سلبي أو غير ذلك. في الشق البروتوكولي، للسعودية والإمارات الحق في دراسة الطلب، ولهما صلاحية الاجابة سواء بعد يوم أو عشرة أو شهر، لا مشكلة وهذا يقف عند رأي الدولة المقترح عليها تمامًا.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 9 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 5 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 1
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 10 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
تقريرٌ يكشف مصادر تمويل حزب الله 11 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 8 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر