Beirut
16°
|
Homepage
سيناريو الضاحية... بين النفي والتأكيد
علي الحسيني | السبت 28 آذار 2020 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

عند مداخل الضاحية الجنوبية وداخل بعض شوارعها وأحيائها، كان الحدث الجمعة. مجموعات من الغرباء تنوي القيام بعملياتِ إنزالٍ بريّة من أجل نشر فيروس "كورونا" بين الناس. خبريةٌ ظاهرها يبدو أقرب إلى أفلام الخيال في مشهدٍ يُقرّر فيه سكّان الفضاء، اجتياح كوكب الأرض وتدميره عن بكرةِ أبيهِ.

ضاحية لها في كل عرس قرص، ولها في الأزمات النصيب الوافر من التهديدات والخضّات سواء في السلم أو الحرب، لكن في زمن انتشار "كورونا" تقف هذه البقعة الجغرافية اليوم عند حدٍّ فاصلٍ، استعدادًا للمرحلة الأصعب وربما الأسوأ في تاريخها وهذا ما ظهر في كلام رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين عندما راح يتحدث عن الخطةِ المُعدّة لمواجهة مخاطر الفيروس، وحد الرعب الذي يعيشه الأهالي بعد ورود معلوماتٍ تتعلق بأشخاصٍ مصابون بـ"كورونا" ينتمون لجهات معادية لحزب الله يتحضرون لنشره داخل محالٍ تجارية وبين الناس.


المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" بحسب بعض الاهالي، أن حزب الله وعند تلقيه المعلومات، نفّذ على الفور إنتشارًا أمنيًا عند مداخل الضاحية الجنوبية وبين شوارعها ومناطقها حيث عمد إلى وضع نقاطٍ وحواجزٍ ثابتة ومتنقّلة في أكثر من منطقةٍ، بشكلٍ أعاد إلى الأذهان الإحتياطات التي كان يتخذها في زمن الأحزمة الناسفة المتنقلة بين شارع وآخر أو منطقة وأخرى.

هذه التسريبات أخذها جزء كبير من الذين وصلتهم المعلومة على محمل الجد، ربما لما تحمله المنطقة من أهميّةٍ قصوى وبالغة لدى حزب تُشكّل بالنسبة اليه عاصمة عسكرية وأمنية وسياسية ولطالما تردّد في الأوساط الشيعية وغيرها مقولة، إذا كانت الضاحية بخير فهذا يعني أنّ حزب الله بخير، والعكس تمامًا. من هنا، كانت المخاوف الجمعة، من اتساع رقعة انتشار "كورونا" ضمن خطة تقوم على ضرب "الحزب" وبيئته بحربٍ جرثومية قد تُصيبه في مقتل على الرغم من الإحتياطات المتخذة.

بين الحقيقة والوهم، ثمة مسافة قصيرة يتحكّم بها العقل، وضرورات قطع الشك باليقين ولو بنسبةٍ متفاوتةٍ، تتطلب الوقوف عند ما يقوله حزب الله أو ما يُريد الإفراج عنه ربما لضروراتٍ أمنية أو وفقًا لما تقتضيه المرحلة.

مصادرٌ مقربة من حزب الله أكدت لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ ما أُشيع هو عارٌ عن الصحة ولا أساس له، متسائلة: كيف للحزب أن يُميّز اهالي الضاحية عن الغرباء وهل يجوز أن يتم التدقيق في بطاقات الجميع؟

واعتبرت المصادر أن الضاحية تعوّدت على الشائعات التي تُنشَر عند كل مفصل من أجل خلق حالة أزمة ثقة بين الحزب وبيئته وهذا سبق أن رأيناه في حرب تموز ومع بداية ومنتصف الحرب في سوريا، واليوم يُريد هذا البعض الإستمرار بوظيفته من خلال اللعب على ترهيب الناس وخلق حالة فوضى وذعر في مناطق حزب الله، داعية المشكّكين الى التجوّل في أرجاء الضاحية كلّها لتبيان حقيقة الأمر و"البيّنة على من ادعى".

لم تتراجع المصادر المقربة من حزب الله عن تأكيدها بأن ليس ما يدعو "الحزب" للقيام بتطويق الضاحية ولا بنشر حواجزه على خلفيّة معلومات مُفبركة، فالمهمّة هنا هي للجيش اللبناني وحده ومعه القوى الأمنية. وكذلك الامر بالنسبة الى شهود العيان الذين واكبوا الجمعة إنتشار عناصر "الحزب" عند بعض المداخل وعدد من الاحياء وتأكيدهم أن التسريبات صحيحة، وفي الحالتين يبقى القول أن الضاحية الجنوبية تعيش أصعب أيامها تمدّد فيروس قاتل، لا يطلب إذنًا مُسبقًا لا من حزب الله ولا من الأهالي ولا حتّى من القوى الأمنية، للتفشيّ والإنتشار بين الناس.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر