"ليبانون ديبايت"

بدل أن يكون تفشّي فيروس "كورونا" عنواناً للرحمة في بلدة رحبة وسائر قرى "الجومة" قضاء عكّار، تحول إلى منصةٍ للخلاف ونكءِ جروح الماضي وإحلال الخلاف السياسي مكان المنطق والتعاون الشعبي.

على ما يبدو، القصة تحمل الكثير من الأوجه السياسية المستمدة من فترة الانتخابات النيابية الاخيرة وطغيان منطق النزاع لدى البعض على ما عداه ما احال الاشتباك "البلدي" المفترض إلى نزاع يأخذ الطابع السياسي وسط اعتقادات بأن رئيس بلدية رحبة واتحاد بلديات الجومة فادي بربر لا يهمه سوى التسويق لنفسه كمرشحٍ متقدم صهوة الانتخابات النيابية المقبلة، أو هو أقربٌ إلى خطر على آخرين يعملون في الشأن نفسه ضمن البلدة والقضاء.

يُقال أن بربر الذي له بصمات في مجال تقديم المساعدات الانسانية العينية إلى أهالي منطقته يعمل من وراء ذلك إلى حجز موقعٍ له ضمن لوائح المرشحين المفترضين إلى الانتخابات النيابية، أمرٌ من هذا القبيل استدعى شحذَ همم المنافسين الذين يبدو اخيرًا أنهم وجدوا في فيروس كورونا منصة للهجوم على البلدية بشخص رئيسها واعضائها.

قبل أيام، استيقظ أهالي المنطقة على تداول أخبار تدعي تعمّد غياب رئيس بلدية رحبة فادي بربر عن إدارة شؤون وظيفته، وفي مكانٍ آخر لمّح البعض بشكلٍ واضحٍ إلى خوفه من أن تنتقلَ إليه عدوى كورونا مفضلاً البقاء في المنزل على ما عدا كل ذلك تاركًا احوال البلدية جانبًا لكن الحقيقة تظهر لاحقًا، حيث تشير معلومات خاصة بـ"ليبانون ديبايت" الى أن ما يحول دون وقوفه عند نشاط بلديته إلزامه من قبل الدولة اللبنانية إكمال فترة الحجر الصحي ومدته 14 يومًا بعدما عادَ قبل عشرة أيام إلى بيروت على متن الطائرة قادمًا من إحدى الدول الاجنبية.

إذًا ما يحول دون وجوده له صلة بإجراءاتٍ وقائيةٍ لا أكثر، أي مسألة إنسانية لم تلزم البعض في كبح جماح رغباتهم من الاقتصاص بل وجدوها فرصةً للنيل من "مشروعٍ نيابي مفترض"، هكذا يقولون.

أكثرُ من مصدرٍ يكشف لـ"ليبانون ديبايت" وجود خلافاتٍ بين بربر ومعظم العاملين في الحقل السياسي ضمن المنطقة له علاقة إما بطموحاتٍ سياسيةٍ مفترضة أو بنزاعٍ حول الشرعية والحضور واستمالة الشرائح الاجتماعية، أي أنّ الخلافات في غالبيتها ذات منحى شخصي تطورت بفعل التسابق السياسي إلى افتعال المكائد والأفخاخ التي لا تضر سوى ابناء المنطقة وتجعل من البلدية سلطة فارغة المضامين.

في الايام الأخيرة، بدأ التسابق بين الجميع على إعداد العدة لمواجهة "كورونا"، لكن ذلك استتبع بتصرفاتٍ اشبه بعملياتِ انتقامٍ خاضَ بتفاصيلها أكثر من طرفٍ في المنطقة، فما عادت المساعدات الانسانية تؤتي ثمارها في ظل وجودِ سياسةِ المكائدِ ما دام أنّها وسيلة لشق الصفوف أو خرقها أو اشاعة اجواءٍ سلبيةٍ داخل المنطقة أو تحويل المسألة إلى حفلاتٍ تمهد لانقسام البيئة الشعبية وهذا ما ورائه سيل من المحظورات التي قد تتحول إلى نزاع أهلي حقيقي في حال بقية الامور تعتمد على هذا النحو.

فادي بربر بصفتهِ "المتضرر" من أفعال مماثلة ومن المعنيين بحفلة "ضرب السمعة"، قرر الخروج عن صمته لكن من دون الخوض في مجال التنافس "غير الشرعي" الجاري على ارض رحبة أو الرد على أحد أو اتباع أي من الوسائل الضارة.

معلومات تكشف لـ"ليبانون ديبايت" أن فترة الحجر الصحي التي خضع لها شارفت على الانتهاء، وهو بصددِ التوجه إلى بلدة رحبة خلال الايام القليلة المقبلة علمًا أنه لم ينقطع عن تتبع امورها سواء الشعبية أو الادارية التي لها علاقة بوظيفته.

بالتوازي، ابلغت مصادر بلدية "ليبانون ديبايت" أنّ بربر وهو رئيس بلدية رحبة، قارب على الانتهاء من انجاز الاعمال في مستودعٍ مُخَصَّصٍ لتخزين المواد الغذائية على أن يجري استخدامه كـ"احتياط ذاتي" في حال تطور ملف "كورونا" أو طالت مدة وجوده في لبنان.

ومن الاجراءات الفورية التي يخطط لها أن تبدأ بلدية رحبة بتنفيذها بمساعداتٍ عينيةٍ يقدّمها رئيسها، توزيع 1000 حصة غذائية على أهالي البلدة على أن يستكمل انجاز المخطط بدءًا من منتصف الاسبوع الجاري.