Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
عن الـ "update" بين حزب الله وباسيل
صفاء درويش
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاحد
24
أيار
2020
-
6:21
"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش
منذ توقيعها عام 2006 كانت ولا تزال ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر عرضةً للهجوم والتصويب من قبل المتضرّرين من تقارب الحزبين الأكبرين على الساحتين الشيعية والمسيحية. لم ينكفئ هؤلاء عن محاولة التفرقة بين الطرفين في مختلف الإستحقاقات ومكامن التبدّلات الإستراتيجية التي مرّ بها لبنان والمنطقة. حرب تموز وانتخابات الرئاسة عام 2008، الحرب السورية، انتخابات الرئاسة عام 2016، والأزمة الإقتصادية الحالية.
خبِر هؤلاء هذه المعركة، عملوا على نقاط ضعف الجمهورين واستغلّوا التباينات بين الحزب والتيار. أصابوا أحيانًا فوجب الردّ، وذهبت جهودهم سدًى في مختلف الأحيان الأخرى. اليوم يصوّب هؤلاء على الإتفاق من جديد، لعدة اعتبارات، ولكن فاتهم أنّ الإختلافات وليس الخلافات تحصل منذ توقيع الإتفاق تحت سقف الرؤية الإستراتيجية التي آمن بها كل من الرئيس عون والسيّد نصرالله لحظة دخولهما قاعة كنيسة مار مخايل.
منذ الـ2006 يتفق الطرفان على المضمون العميق لورقة التفاهم. رسّخا سويًا إبعاد شبح الفتنة الطائفية، أعطيا بعدًا وطنيًا لمسألة حماية المقاومة في الداخل والخارج، ثبّتا الوجود المسيحي في الشرق لوقت طويل، وأنجزوا في السلطتين التشريعية والتنفيذية ما استطاعوا القيام به.
اليوم، ورغم إختلافات أكبر في وجهات النظر، يبدو أن التيار الوطني والحر وحزب الله متمسّكان بورقة التفاهم التي تعتبر بحسب أجوائهم غير آيلة للسقوط. علاج الإختلاف في وجهات النظر في عدد من الملفات التي باتت ملحّة اليوم أكثر من لحظة توقيع الإتفاق يبدو أنّه يتطلب update معيّن على نص الإتفاق، أو عدد من ورشات العمل للوصول إلى رؤية مشتركة لما يعتبره أحد طرفي علاقة الحب والود أنّه غير واضح ومزعج في بعض الأحيان، وهو في النهاية مسار اجباري للعبور نحو بناء الدولة.
مكافحة الفساد التي يعتبرها التيار الوطني الحر اليوم أنّها معركة حياةٍ أو موت، ورغم أنّ حزب الله يشاطره بالنظرة العامة نحوها، إلّا أن التيار يعتقد أن الحزب لا يجاريه فيها بتاتًا، لما له من حسابات شيعية-شيعية وشيعية-سنية وحتى شيعية-درزية.
جو الإمتعاض داخل قيادة التيار ليس جديدًا، ولكن سقفه هو "عتب على قدر الشراكة"، ولا يمكن أن يؤدّي إلى طلاق لا يريده أحد. يعتقد التيار أن تطوّر مرحلة تحوّل الحزب نحو رأس حربة يواجه حلفائه وأخصامه على السواء يسير ببطءٍ شديد، فيما يسلّط أولئك السيف على رقبة التيّار ليحمّلوه كافة أزمات لبنان منذ ما قبل دخوله السلطة.
ينتظر التيار من الحزب اليوم تسريعًا في ملفات عديدة أبرزها الضغط من أجل اتمام التعيينات في الهيئات المالية ومصرف لبنان، حيث أن تأخير تعيين نواب الحاكم يؤخر أي اجراء جدّي بمحاسبة رياض سلامة. ينتظر أيضًا ضغطًا من الحزب على سليمان فرنجية من أجل تسليم أحد المتهمين بملف الفيول المغشوش، الأمر الذي قد يُجلي حقيقة عرقلة ملفات الكهرباء منذ سنوات وحتى اليوم. كل هذه الملفات تندرج تحت عنوان عريض:"حزب الله يراعي السلم الأهلي حتى أبعد الحدود" فيما الجوع بات اليوم هو التهديد الأكبر للإستقرار الأمني والسياسي.
حزب الله، وبحسب ما تشير أجواء حلفائه، يبدو أنّه بدأ التخلّي عن حذره في هذا الموضوع، انطلاقًا من حاجة الناس لإصلاح حقيقي يقيهم خطر الجوع. مقابلة الشيخ نعيم قاسم قبل أيام، وما قد يختزنه كلام السيّد نصرالله الثلاثاء المقبل، كفيلان بوضع القطار على السكّة الصحيحة. لذلك، يدحض التيار أفكار المروّجين للخلاف والمصوّبين على أزمة لم تقع بعد، ولن تقع في المستقبل القريب بتاتًا.
أمّا الحزب، والذي لا يعلّق على هكذا ترّهات، من وجهة نظره، يعتبره المصوّبون على ورقة التفاهم منزعجًا من العلاقة القديمة الجديدة التي تجمع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالجانب الأميركي، لا سيّما بعد لقاءاته المتكررة مع السفيرة الأميركية في بيروت.
الجواب على "حرتقة" هؤلاء بسيط، فمن الطبيعي على أي مكوّن سياسي اقامة علاقات سياسية مع الدول التي تملك تمثيلًا دبلوماسيًا في بلده، فكيف في حالة التيار الوطني الحر الذي يمثل بطريقة أو بأخرى عهد رئيس الجمهورية، اضافةً إلى كون رئيس التيار وزيرًا للخارجية في أكثر من حكومة سابقة، مع التسليم المسبق بالفرق الشاسع بين من يلتقي السفيرة لتلقّي خارطة طريق معيّنة وبين من يلتقيها لمناقشة ملفّات حسّاسة لدولتها تأثير كبير فيها. فالتصويب على باسيل هنا لم يشهده أي حليف آحر للحزب كان يجري لقاءات دورية مع المبعوثين والسفراء الأميركيين، الأمر الذي يوضح موقف الحزب ربّما، ونوايا المصوبّين بشكل أكيد.
لقاءات عديدة حصلت بين قيادة حزب الله والتيار الوطني الحر، ولقاءات ستحصل، فورقة التفاهم الفتيّة لن تموت بفعل عتبٍ من هنا ومحاولة تحفيز على الإنجاز من مكان آخر، بينما ستبقى آمال البعض بالإستفراد بالتنظيمين كل على حدى هي كحلم إبليس في الجنّة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا