Beirut
16°
|
Homepage
باسيل لحزب الله : غيّروا أولوياتكم!
وليد الخوري | الاحد 21 حزيران 2020 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - وليد الخوري

في المضمون والتوقيت كانت لافتة إطلالة رئيس التيار الوطنيّ الحرّ النائب جبران باسيل. فهي أتت للمرة الثانية، بُعيد اطلالة الامين العام لحزب الله السيد نصرالله الناريّة، وعشية مؤتمر بعبدا الحواري الثاني، ليضعَ فيها مجموعة من النقاط على الحروف، في عملية بيّنت أكثر فأكثر تمايزه عن حلفائه في محور الممانعة، وحتّى عن رئاسة الجمهورية، رغم دفاعه عن قراراتها.

بعيداً عن الردودِ المفهومة في السياسة، فإن ما ساقه الوزير السابق من مواقف وآراء حقٌّ له، في إطار استراتيجيته الواضحة مع إخراجه نفسه من السلطة بحكم الأمر الواقع والتوازنات التي قامت بعد ١٧ تشرين الاول، والتي صوّبت بالتحديد نحو النائب البتروني وتيّاره، الذي قرر "من الآن وصاعداً أن لا يسمح بالتعدي المادي والمعنوي على حزبه ومحاولة اغتياله سياسياً".


التمايز مع الحزب بدا واضحاً حيناً، وباهتاً احياناً، كما رفضه للمصالحات والتسويات باعتبارها لزوم ما لا يلزم، مع "لعبة الوقت التي لا تصبّ في صالحنا"، إذ "يمكن لكل واحد من موقعه ان يساهم بالانقاذ"،" قافلاً بذلك الباب امام المصالحة مع بيك زغرتا وشيخ السراي وحكيم معراب، غامزاً من قناة اللقاء الجنبلاطي - الارسلاني معتبراً ان القرار الظني في قضية قبرشمون واضح،" "ما يدفعنا الى مزيد من التسامح".

واذا ما أردنا الذهاب أبعد في تشريح" خطاب الرئيس العازف عن الترشّح"، يمكن أن نتوقف عند عدد من النقاط الاساسية أبرزها:

1-في موضوع الحكومة، يحمل كلامه الكثير من التأويل، إذ لديه شرطَين واضحين لبقائها، الاول، ان تنجز، وهي حتى الساعة لا زالت مكانها أياً كانت الاسباب، والثاني، توفر البديل، فهل يعني ذلك ان الامور مع الشيخ سعد ما زالت على حالها ولم يحدث اي تبديل في المواقف او اي تقارب بعد؟ علماً انه انتقد سياستها في مسألة" الضخ المحدود للدولارات التي عم تروح ضيعان"، واصراره على ضرورة ان تحارب الفاسدين لا ان تكتفي بأن لا تكون فاسدة. وهنا تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول عدد من الوزراء.

2-انتقاده "لمظاهر الحماية الذاتية المزيفة" على قاعدة "عم حاكيكي يا قوات لتسمع يا حزب"، واضعاً اجتماع بعبدا في اطار" درء الفتنة" ، وهو هدف قد يكون الاول الذي تحدث عنه بهذا الوضوح.

3-انتقاده الواضح للقوات اللبنانية وتيار المردة، وجزمه بأن التعامل من اليوم وصاعداً سيكون على مثال الوزيرة بستاني، واعداً "بفضح الكذابين"، كاشفاً عن استهداف التيار في الادارة عبر عملية ابتزاز للحكومة من اؤلئك الذين "يهددون بالاستقالة رغم اختيارهم اشخاص بأسوأ السير الذاتية للتعيين وإلّا حردوا وقاطعوا".

4-وضعه معادلة واضحة، إمّا صندوق النقد وشروطه، وإمّا النموذج الفنزويلي وتبعاته المدمرة. حيث كان حازماً وجازماً بموقفه وتحذيره الجدي من مخاطر الانقلاب في موضوع صندوق النقد ورهان البعض على الوقت لافشال المفاوضات لان في ذلك نهاية للبنان. فالموقف في هذا المجال لا يقف عند حدود التحذير الكلامي بل يتعداه الى الأفعال عندما اتخذ رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس المجلس المبادرة بتشكيل لجنة نيابية برئاسة ابراهيم كنعان لإزالة ألغام الأرقام من أمام المفاوضات. ولعلّ المهم هنا بروز موقف التيار الواضح لاول مرة وقناعته بصوابية خيار صندوق النقد خلافاً لكل ما كان يُسرب ويُقال، بعد ان حسم "معمعة" موقفه في البداية والتي يعود سببها الى وقوفه على خاطر حزب الله.

5-عدم قطعه للخطوط مع الغرب وواشنطن خاصة، تاركاً الباب مشرعاً امام مفاوضاته معها، وهو ما يزيد الريبة عند حزب الله، الذي كان أمينه العام "هدّد" جماعة الداخل المنفتحين حديثاً على الاميركيين" الذين نريد ان نحافظ على صداقتهم ولا نريد مواجهتهم" ، واضعاً خيار الانفتاح على الشرق في باب توسعة مروحة العلاقات اللبنانية لا من قبيل قطع العلاقات مع الغرب، وهنا يظهر جلياً تقاطعه مع موقف الرئيس بري الذي عبر عنه الوزير السابق علي حسن خليل في برنامج "صار الوقت".

6-قلبُ المقاييس في مسألة الملف السوري على قاعدة "مكره اخاك لا بطل"، فنحن لا نريد لقيصر ان يخنق لبنان، وكذلك لا ان نؤذي الغاية التي من اجلها وضعت اميركا القانون"، انها معادلة القوي القادر على فرض قوانينه، لذلك علينا كلبنانيين" ولمصلحة وطننا، ان نضبط الحدود، نوقف التهريب، نمنع تسرب الاموال الى سوريا"، اي عملياً نلتزم بقيصر، في موقف مخالف تماماً لما اعلنه الامين العام لحزب الله الذي وضع لبنان في المحور السوري.

7-دعوته الى عدم الرهان على الخارج وانتظار الانتصارات لان الجميع في مأزق والجميع سيغرق، مبشراً بسقوط "مقولة" اولوية المقاومة لحماية الدولة، بعدما بات الخطر الوجودي يطال الدولة وبناءها والمقاومة وحماية لبنان". فاتحاً هنا نافذة على المطالبة بتطبيق القرار 1559 وربطه بصفقة القرن ومخطط التوطين. ولعلّ في ذلك مؤشر كبير الى مستقبل حزب الله وتاريخ انتهاء صلاحية سلاحه، اذا ما أخذنا بعين الاعتبار المعلومات المتداولة عن حل يدرس لمسالة اللاجئين بات في طور وضع اللمسات الاخيرة عليه، من ضمن صفقة القرن الشاملة والتي ارتضاها "أهل القضية وأمها وأبوها".

النائب البتروني، الذي ما كاد ان ينتهي عن الكلام المباح، حتى خرجت موجة تعليقات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي أشعلت الجبهات السياسية ومناصريها من القوات الى المردة وما بينهما، مع بروز تغريدة لافتة وسريعة، في ظاهرة هي الاولى من نوعها، لأحد أبواق حزب الله والناطقين بإسم حارة حريك، بدت واضحة التصويب باتجاه جبران، محذرة وداعية الى تصويب القراءة في خطاب السيد ومراجعته اكثر من مرة.

يوماً بعد يوم يتظهر الافتراق الاستراتيجي بين التيار والحزب في كافة الملفات الداخلية والخارجية، باستثناء موضوع العداء مع اسرائيل، بعدما ضاقت قواعد التيار بسياسة الحزب والاضرار التي ألحقها بالعهد وحلم العونيين بالتغيير والاصلاح. هي أصوات وصلت الى رأس الهرم البرتقالي وفعلت فعلها، حيث يبدو جلياً ان ثمّة اعادة تموضع على اسس جديدة اقرّتها القيادة السياسية في وثيقتها، في مقابل كلام واضح لحزب الله على لسان نائب امينه العام بالتمسك بوثيقة العام 1985، والتي كان اعتبر الكثيرون ان زمنها قد ولّى مع ابرام "اتفاق مار ميخائيل".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 9 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 5 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 1
بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 10 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 6 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 2
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 11 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 7 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 3
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 12 بيان "هام" من الشؤون العقارية 8 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر