المحلية

الثلاثاء 30 حزيران 2020 - 09:00

لغز "حادثة البقاع"... سيناريو مخطط تفجيري؟

لغز "حادثة البقاع"... سيناريو مخطط تفجيري؟

"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش

بتناقض كبير يتعاطى الرئيس سعد الحريري وفريق بيت الوسط مع حادثة البقاع. الحريري الذي لم يكن على علم بإنفجار جسم غريب يبعد حوالي 500 متر عن مسار موكبه، درس بحرص كيفية استثمار الحادث والإعلان عنه. رفض الحريري نصيحة قدمت له بأن يعلن هو عن المعلومات التي وصلته عبر فريقه الأمني بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي، ليذهب نحو تسريب الخبر لقناة العربية الحدث. بحسب مصادر قريبة من رئيس الحكومة السابق فإن الأخير آثر التعليق على الخبر بعد إذاعته من أجل التخفيف من حدة ردود الفعل المتوقعة. غرّد من حسابه الشخصي على تويتر ملمّحًا بأنه حمايةً للسلم الأهلي فضّل التريّث لحين ظهور نتائج التحقيقات.

تُحسب للحريري عدم رغبته بتفجير البلد، حيث شهد فريقه كباشًا بين من نصح بإصدار بيان قاسٍ وتصعيدي وبين آخر نصح بالتريّث لجلاء المشهد، كون كل المعطيات لا تشير إلى عملية استهداف واقعية، بل قد يكون حادث عرضي لا علاقة لمرور موكب الحريري به. نية الحريري التهدوية، والتي أشار إليها البيان بوضوح، تتناقض تمامًا مع الجهة الإعلامية التي سُرّب الخبر إليها، أي قناة العربية الحدث، والتي اتخذت من نفسها منبرًا تحريضيًا في الأشهر الأخيرة بحسب ما يراها فريق 8 آذار.

مصدر قيادي في 8 آذار يعتبر، ومن دون البناء على معطى حقيقي، أن خبر الحادثة غير محبوك بشكل دقيق، وأن الجهة التي نصحت وربّما رتبت هذا السيناريو لا تعكس خبرة في صناعة البروبغندا. يستبعد المصدر أن يكون الحريري شريك بتركيب "الفيلم" بحسب ما يقول، ولكن قد يكون هو الآخر ضحية "تخويف" من عمل ما لدفعه الى اتخاذ موقف علني وهجومي تجاه حزب الله، وهو ما يبتعد عنه الحريري قدر الإمكان في الفترة الماضية، لا سيما بعد عودته من فترة الإحتجاز السعودي له.

هذا وتزامن الإعلان عن حادثة البقاع مع استنفار للجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من الحدود اضافة لمصادقة الحكومة الإسرائيلية على مشروع التنقيب في البلوك رقم 72 المتنازع عليه مع لبنان، والتي يربطها المصدر بمخطط تفجيري بدأ مع المحاولات الحثيثة لإفشال حوار بعبدا الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال عون وصولًا إلى سيناريو "دفع السنة إلى الشارع في مواجهة حزب الله" بحسب ما يصفه المصدر، والذي يرى أن هناك مساع حثيثة تبذل لمحاولة توتير الساحة اللبنانية لتفجيرها بوجه الحزب من أجل تأمين أرضية ملائمة لأي ضربة اسرائيلية يكون عندها هو فارغ من أي غطاء داخلي. يعكس الرجل ارتياب فريقه من نشاط السفيرة الأميركية والذي يشبه بشكل كبير نشاط السفير الأميركي جيفري فيلتمان في سنوات الإحتقان بين فريقي 8 و 14 آذار.

في الإطار نفسه، تدور أحاديث على أكثر من صعيد أن قرارًا أميركيًا اسرائيليًا اتخذ للقضاء على أذرع إيران في المنطقة بحسب ما يسمونها، ومن بينها حزب الله. يفسّر هذا الترويج انتفاء الحلول الإقتصادية والتي تشترط حلًا لمسألة السلاح مقابل الإتيان بالدعم المادي الخارجي للبنان. تصوير الحزب على أنه العقدة الأساسية، وتشابك المعطيات التي تفيد بمخطط تفجيري ما، يعيدنا معها القيادي في 8 آذار ليؤكد أن خبر انفجار صاروخ بالقرب من موكب الحريري ليس سوى سيناريو يصب في خدمة المخطط التفجيري، دون أن يكون الحريري مشتركًا فيه.

وبعيدًا عن الهدف من الإعلان عن الحادثة، لا تستبعد أجواء 8 آذار حدوث انفجار لأي جسم غريب في منطقة البقاع بالتزامن مع وصول الحريري إلى دارة المفتي الميس، وإنّما لا يمكن ربط هذا الأمر بأي طريقة مع محاولة استهداف الحريري.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة