Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
حسّان دياب باقٍ... إلى ما بعد بعد العهد!
عبدالله قمح
|
السبت
04
تموز
2020
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
قالوا للحكومة "لقد وقعتي على الموت" فردّت، "لا نُبالي إن وقعنا على الموت أم وقعَ الموتُ علينا" طالما أن إتجاهنا في التضرّع نحو الله وحزبه. والحزب، وحتى تاريخه، لم يطرأ على سجلاته شيء اسمه تعديل وزاري أو تغيير حكومي، ووفق معلومات "ليبانون ديبايت" أبلغ موقفه ليس فقط إلى حسّان دياب بصفته رئيساً للحكومة وهدفاً أميركياً – آذارياً مفترضاً، بل إلى جموع المتلاعبين من أبناء حلفه، والأسباب معلومة، يكفي فقط دراسة خريطة الانتشار الاميركية الحالية وموقعها من الحكومة لفهم خيارات الحزب.
البديل بالنسبة إلى حزب الله عن حسّان دياب هو حساب دياب ونقطة على السطر، وإذ ما اختير تحريك وضعية الحكومة بإستخدام "الودائع الناعمة" وتحويلها إلى مستقيلة، فإن الانتقال إلى حالة تصريف الاعمال سيشمل ما تبقى من أعوام العهد وربما أبعد من ذلك، و "حراج أن يأتي أحد ليناقشنا بإسم رئيس للحكومة" حسبما قالت أوساط مطلعة على موقف الضاحية.
والكباش الحاصل الآن يدور بين مستويَين، واحد أميركي، ويجد مكسباً في إسقاط الحكومة ونقل الوضع اللبناني إلى حالة الفراغ تماشياً مع التبدّل السياسي الموضعي الذي طرأ على النظرة الأميركية حيال لبنان وسقوط "ستاتيكو" تحييده، والثاني خلفه الحزب ومن معه، ويقول بخلق جدار حماية أمام الحكومة عبر زيادة منسوب التعاون بين أركانها المشكلين لها، ما يعني خفضاً في منسوب التشنجات السياسية بين الأعضاء ونزع صواعق التفجير وتمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة ومحاولة خلق توازن مع الكباش الأميركي إلى حدود الخريف في محاولة لإفشال المخططات الأميركية – الخليجية.
و"عين التينة" التي لا تخرج عن الخط الإستراتيجي لموقف الحزب، والحليف البرتقالي، فهما الرسالة. وأصلاً، الرئيس نبيه بري أبلغ إلى سائليه أن لا بديل عن حسّان دياب، وبري يعلم أنه الثاني على قائمة الاخضاع في حال نجح الأميركيون في مسعاهم. أمّا الثالث، فلا بدّ أن يكون النائب جبران باسيل الذي لن ينقذه من "وعكة العقوبات" أضغاث تصريحات من هنا وهناك ولا فلتات "تعميمات" تخرج عن مصادره حيال الموقف من الحكومة ولا تحريره لألسنة الصقور من كوادره، على أن تبقى التحركات "النسائية" فلكلوراً إعلامياً.
وإذا كان الحزب واضحاً، فالغموض يلف هيكلة التحالفي من فوق ومن تحت. أصحابه من فئة الباحثين عن مكاسب ومصالح بالسراج والفتيلة هم العلة، وأصل العلة تكمن في كبر رأس بعضهم الذي بات يظن نفسه عطفاً على موقعه، صاحب موقعٍ مقرّر في تحالفٍ يربط الشرق بجسورٍ واقفة على أعمدة من بارود وحديد خطها بالعرق والتعب وليس بفلتات التصريحات الجوالة من المقار او عبر الصفحات الزرقاء.
والآذاريون كلهم، كل من تقاسم الشهر إن في أوله أو منتصفه، يلهجون بذكر لغة واحدة على ألسنتهم، حسان دياب، ولا يفقهون في شيء إلا الفرار من العقوبات الأميركية حتى ولو كلّف ذلك الانبطاح أمام بوابات عوكر. ظنّوا أن في حضور موسم العقوبات خلاصٌ لهم من تحالفٍ هم اختاروه، فأعدوا إنضاج علاقتهم بالسفارات على حساب علاقتهم مع الاصلاء أصحاب الفضل في منحهم موقعهم. بأساً لهكذا حلفاء، بعضهم مثلهم كمثل أخوة يوسف الذين ألقوا أخاهم في البئر غيرةً وغيلةً ومضوا إلى أباهم يشكون الذئب!
والذئب في ديارنا أميركي، يصول من سفيرٍ إلى آخر باحثاً عن استنهاض "لوبي" يراد منه ممارسة الاخضاع في السياسة بالتوازي مع الاخضاع الجاري تطبيقه في الإقتصاد والنقد والمال، ملزماً إلى بعض الدخلاء أمر عمليات على شكل إثارة الشغب في السياسة والشارع، وفي مكانٍ آخر تُعقد الاجتماعات على بركة الأموال التي تبحث بعض الدول الخليجية عبر سفرائها ضخها "إعلامياً" في الشرايين اللبنانية على شكل "هبات سياسية" تشبه إلى حدٍ ما هبة الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، من خارج علم حسان دياب كرئيس للحكومة، وعبر إستدراج عروض مقدم من "حاكمية المصرف المركزي والأربعين بنك". ودياب يجري إستبعاده عن دائرة القرار، يحصل ذلك في ظل صمت القبور المخيم على نادٍ لرؤساء الحكومات يتحدث بلغة الأنا والصلاحيات، ويبلع لسانه عندما يكون المصدر أميركياً خليجياً.
والعتب هنا ليس على الغريب بل على الحليف القريب، من طراز نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والوزير السابق وئام وهاب، اللذان أعليا شأن مصالحهما وعلاقاتهما الشخصية على مصالح تحالفاتهما.
والفرزلي الذي لجأ إلى مضارب بيت الوسط بحثاً عن حجر يرمى به حسان دياب وجبران باسيل سواسية ما لشيء إلّا لخلاف شخصي بحسب مصادر "ليبانون ديبايت"، لم يعثر عند "مشيخة آل الحريري" سوى على تساؤلات حول الضمانات وعدم الرغبة من تولي موقعٍ في ظرفٍ حساس، يعلم الحريري أن الآتي سيأكل أخضر البلاد ويابسه، فلم يكن من الفرزلي إلا وعمّم "أمره" إلى وهاب الذي عالج الأمر بتغريدة أشاعت جواً من "الريبة السياسية" بعدما ارتكزت إلى سلسلة من إجتماعات كانت تجري، سرعان من سحبها نزولاً عند رغبة "قبطان السفينة".
وعملاً بمبدأ "وكانت النصيحة بجمل"، تواصل الحريري سريعاً مع "مركز المختارة لرصد الزلازل السياسية" فأوفدَ إليه سريعاً الوريث تيمور جنبلاط مصحوباً ببركة النائب وائل أبو فاعور مزودين بتقرير حول حركة الصفائح الصخرية عند الفوالق الزلزالية، أكدت له أن النشاط الجيولوجي – السياسي لا يتعدى غرف النكايات السياسية، ولا إمكانية لتولي أية أدوار راهناً أو مصلحة في "شيل" الحمل عن ظهر حسان دياب ورميه فوق ظهورنا.
وبحسب مصادر "ليبانون ديبايت" أتت خلاصة الاجتماع على إبقاء منسوب الهجمات السياسية مرتفعاً ولما لا تطعيمها ببعض التصريحات والتلميحات لاثارة الفضول، على شكل تلك التي ادلى بها الحريري أمام الصحافيين: "لدي شروط للعودة إلى رئاسة الحكومة ونقطة على السطر".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا