Beirut
16°
|
Homepage
هَل ينتحرُ حزب الله؟
ميشال نصر | السبت 04 تموز 2020 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

لا شكّ أن حزب الله في موقف مأزوم، والخيارات أمامه أحلاها مرّ، خصوصاً أن المعلومات كلها تتقاطع عند نقطة "التوتر" القائم مع النظام السوري، والذي بدأ ينعكس على الارض بين الطرفين من تضييق مجبر الاسد عليه لا بطل، وفي ذلك عامل اساسي في حساب تحركات الحزب من جهة، والمحور "المناهض له" من جهة ثانية.

يوم رفع سيد المقاومة إصبعه مهدداً ونزلت "موبيلاتات الممانعة" "تسحسح للعالم برياض الصلح"، عملا بمقولة "عم لطشك يا جارة لتسمعي يا كنة"، بهدف منع الرئيس الحريري من الاستقالة، كان أمين عام حزب الله مدرك تماماً للكأس المرة التي سيتجرعها، ليس في الحكومة التي ستشكل، بل في ما بعدها، وفي ذلك كان محقاً كل الحق.


فالجميع على كافة مستويات القرار وفي الغرف المغلقة، تقاطعت سيناريوهاتهم عند عقدة واحدة، الاميركيون ببراغماتيتهم المعروفة لم يتركوا خيارا امام القوى السياسية اللبنانية، بعد زرك الجميع في الزاوية، سوى الذهاب الى حكومة على شاكلة حكومة "التكنوقراط" المطعمة التي ولدت من رحم سوري على يد "خلطة دايات" لا رب لها، تبدأ من اقبية المخابرات ولا تنتهي بالقصور الفارهة والحدائق الخضراء، فركبت الاسماء بعملية تذاكي انتهت الى حيث ارادها "العدو" ،انتصار وهمي بمفعول رجعي تدميري، عنوانها 97٪ انجاز و3٪ عطلتها المؤامرة الكونية، شعارها السلاح مقابل الطعام.

في الجهة المقابلة كان ثمة من يرصد، رؤوس المحور الحامية، صاحبة الفكر الاستراتيجي والتجارب الناجحة في مؤسسات الدولة وخارجها، تنظر لاوهام اشترتها من اصحاب الخديعة المنظمة في باريس وقطر، "لينام" الفريق الحكومي اللبناني الهوية السوري الهوى والمتأمرك الجنسية، على حرير مساعدات ودعم، كلما حاد مطلقوا تصاريحها عن الحدود المرسومة، أطل قائد العملية دايفيد شينكر مدعوماً بوزير خارجيته ليصحح المسار ويلجم "الشاطحين"، وتضيع معهم بذلك بوصلة فريق السفارة في عوكر، ويزداد غرق السراي ومن معها مِن مَن وضعوا بيضاتهم في سلّتها.

هكذا استمر المسار الانحداري طوال فترة جائحة كورونا التي اطالت عمر الحكومة وقصفت عمر الشعب اللبناني كله، "ليدوب الثلج ويظهر المرج" على كارثة سيكتب عنها التاريخ، وتدرس في الجامعات كمثال لتعجيل سقوط نظام وبلد. مسار ما كان ينقصه سوى ضربه من بيت ابيه، من اصحاب الهوية الواحدة، وان اختلفت المشارب، "وقوصوا عا بعضن عالتلفزيون".

تكتيكات زادت من قلق حزب الله المتيقن منذ البداية، ان الاوضاع الاقليمية من العراق الى سوريا لا تبشّر بالخير، وبالتالي ما كان شكاً اصبح يقيناً. "رأس حكومة دياب قد ايعن وحان قطافه"، وقد عجل في فرج اللبنانيين اداء وزرائها الذين لا حول ولا قوة لها.

كل ذلك وضع حارة حريك أمّا لحظة الحقيقة، سقوط حكومة حسان دياب، بعد سلسلة الاحداث المتراكمة من ١٧ تشرين الاول حتى اليوم، مع انكسار هيبة الحزب، معناه فقدان الحزب لورقة تاثيره في الحكومة وفي السياسة الداخلية، يعني بداية نهاية حذر منها السيد ذات يوم تشريني.

إزاء ذلك بات لزاماً على حزب الله التحرك لمنع سقوط دياب، بقمصان سود، بسابع من أيار جديد، بفتح جبهة الحدود، لا فرق طالما ان النتيجة واحدة، وفيها طوق نجاة.
تحركات يمهد لها بهجمة سياسية تفاوضية مع جماعات الثورة بغية سحبها من الشارع، واخرى ميدانية اوشكت على نهايتها، سواء جنوبا او في الداخل، وسط المعلومات عن ايام عشر صعاب جدا في الانتظار.

فهل يقدم الحزب على اي من تلك الخطوات ؟ وأيّهما تبقى افضل الاتجاه نحو الحدود ام شارع الداخل؟

عندما يضرب اليأس والخوف شعباً ما يصبح الانتحار خياراً وارداً في ساعة تخلي الهي، سواء للافراد او للجماعات...
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 11 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 7 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 3
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 12 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر