"ليبانون ديبايت"

بعد مسلسل طويل من معانات أهالي بلدة تحوم البترونية مع معمل "Mega Prefab " نتيجة الاضرار البيئية، المادّية وحتى الخطر على حياتهم الشخصية بنتيجة مرور الشاحنات الضخمة على الطرقات الداخلية بين الاحياء السكنية، يبدو ان أبناء هذه البلدة السياحة الجميلة قرروا القيام بخطوات تصعيدّية لوضع حدّ لتعديات هذا المعمل المتكررة.

وأطلق أبناؤها صرخةً عبر "ليبانون ديبايت" علَّ المسؤولين يلتفتون لما يعانون منه منذُ 25 عامًا. فما يحصل في تحوم يأتي ضمنَ مسلسلٍ طويلٍ من التعديات والمضايقات التي تتعرَّض لها بلداتٌ لبنانيةٌ عدّة، تُصارعُ للحفاظ على ما تبقّى من بيئتها الخضراء وجمالها الريفيِّ النادر.

معملُ mega prefab يختصُّ بإقامةِ منشآتٍ مُعدّة مسبقًا ليتم نقلها عبر شاحناتٍ ضخمة جداً على طرقات تحوم الداخلية بين البيوت السكنية. ويصرح أحد ابناء البلدة لموقعنا، "المعمل قرب بيوتنا، وأصحاب المعمل بعدن بقولولنا الحمدالله على السلامة بعد كل حادثٍ خطيرٍ تتسببُّ بهِ شاحناته التي تحمِلُ الأطنان من الحمولات وتجوب في أروقة البلدة".

فالمعمل بحسب الأهالي يعتمد طريقًا فرعيةً داخل البلدة، محولاً اياها الى طريق خاص به "من دون إحم ولا دستور"، فسخَّر تلك الطريق لنقل المواد الأولية الى المصنع عبر شاحناتٍ ضخمةٍ تسيرُ داخل أروقة البلدة الضيِّقةِ، مسببةً العديدِ من الحوادثِ والمشاكل.

وفي هذا السياق، يَقترح أحد أبناء تحوم أن يقوم معملُ البناءِ بشقِّ طريق خاص به، فالحلولُ والبدائِلُ متوفِّرة وممكنة لهذه المشكلة، وتكون عبر شقِّ طريقٍ فرعيةٍ أخرى بعيدًا عن البلدة، كلفةُ إنشائها رخيصةٌ وسهلةٌ بحسب ما تُشير الدراسات.

لكن مهلًا، فإن حلَّ مشكلة الطريق الفرعية لن تعالج "كل شيئ" يقول شخصٌ آخر، فهو من المُتضررين من وجود المعمل في المنطقة، الذي "سيطر" على مظهر البلدة العام، وجعل من الأماكنِ المحيطة به ومساحات الأرض الشاسعة القريبة منهُ بلا فائدةٍ ومن دونِ قيمةٍ تُذكر فيقول عبر موقعنا، "مش بس أنا، في ناس كتير إخترب بيتها من ورا هالمعمل".

يشكوا أهالي تحوم ايضاً من ان المعمل لم يقم بأي عمل انمائي لبلدتهم للتعويض عن الخسائر، فهم رضوا بالأمر الواقع على مضض لمدة 25 سنة. فيسأل أحدهم عبر "ليبانون ديبايت"، "بماذا إستفادت تحوم من هذا المعمل؟ كم عاملًا من البلدة وظّفت؟"، مسجِّلًا إمتعاضهُ الكبير مِمّا يحصل، فالشركة لم تُوظف بين عمالها الكُثُر سوى شخصٍ واحدٍ من أبناء البلدة، على الرغم من توفُّر الطاقات في تحوم من مهندسينَ وكهربائيينَ ومحامينَ ومحاسبين.

تقدم صاحب المعمل من البلدية بطلب لتوسعة المعمل، وبعد أن رفض المجلس البلدي ذلك وطالبه بضرورة التزام كافة الشروط البيئية وابلاغه بعدم امرار الشاحنات التي تزيد حمولتها عن 15 طن على طرقات تحوم الداخلية، قام وزير الصناعة بمنحه ترخيصاً يجيز له توسعة المعمل رغم رفض البلدية لذلك، وعلم موقعنا أيضاً ان بلدية تحوم طعنت بقرار وزير الصناعة امام مجلس شورى الدولة، كما يؤكد كثيرون من أبناء بلدة تحوم ان الامر وصل بهم الى حدّ الان " الثورة" على هذا المعمل الذي خرّب هوية البلدة " وهشلهم" منها.