Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"قوطبة خليجية" على الحكومة...دياب: "بالصينيين جئناكم"
عبدالله قمح
|
الاربعاء
08
تموز
2020
-
2:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
بصيص الأمل الذي تحدّثَ عنه حسّان دياب في مستهل جلسة "التعيينات" في قصر بعبدا أمس واقعي، وخيوطه بدأت ترتسم على شاشة المشهد ولو كرهَ المشكّكون. والآن، جميع المعطيات تشير إلى أننا أمام إنعطافة حكومية كبرى عنوانها السباق على توفير الحلول المادية الملموسة للأزمة.
ولعل اللافت، أن دياب وكلما يقدم على خطوة شجاعة بالاتجاه الصحيح، ترتفع في وجهه أعمدة دخان الدواليب المشتعلة، وكأننا أمام سباق عنوانه: كلما إقتربَ دياب من الشرق كلما زاد منسوب استهدافه داخلياً، وكأن المطلوب في هذه المرحلة حصر توجهاته في إتجاه محدد، وإلا فالدخان الأسود سيكون في مواجهته!
على أي حال، طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، كأن حسان دياب قدم إليه "لبن العصفور" على طبق أولياء أمر وفي غفلة البعض سياسياً التي كادت أن تطيحَ بهم في ساعة، وبدلاً عن ذلك، شرب دياب "حليب سباع" وانطلق، فيما عاصفة الأسبوع الماضي التي كان يؤمل منها انتزاع الرجل عن كرسيه باءت بالفشل، وتحولت عكسياً وبمفعولٍ رجعي أعاد التوكيل إليه مدعماً بمدٍ سياسي جامح يبدأ من الضاحية إلى عين التينة، ومن العين إلى اللقلوق وما بينهما سياسياً من بعبدا وطلوع.
ودياب الذي أفصحَ عن "خططه المخفية" أمام الرعيل السياسي، فنال عليها امتياز في حسن تدبيره الإدارية قاضياً حوائجه بالكتمان بعيداً عن الأعين، أخذ الحمل على عاتقه، وباشرَ بكشف أوراقه على مستويَين عراقي وصيني، فشن غارات سياسية على مختلف الصروح الدبلوماسية والسياسية تحت شعار "الأمر لي".
شيء من هذا القبيل أثار نقزة مستويات سياسية "خليجية" سارعت في محاولة احتواء الموقف و"إلحاق النفس والقوطبة" إنسجاماً مع توكيلات سياسية تولت ترجمتها وتفسير مكنوناتها مشيخات "معتدلة الطراز" نشطت على الخط الساخن اللبناني، سياسياً وإعلامياً، تحت شعار عودة الهبات والودائع المالية الخليجية من بوابة حصر الازمة ومنع تفشيها.
وفي إنتظار ترجمة الوعود على أمل أن لا تتقمص مصائر الودائع السعودية، يمضي حسان دياب متقدماً صهوة الحلول، ومن وعده في إفتتاحية الجلسة "اللبنانيون وخلال أسابيع سيلمسون نتائج الجهد الذي قمنا به خلال الفترة الماضية" تبدأ الحكاية، وأوراق دياب تكشف عن قيادته عربة دفع رباعي لتثبت قيادته المسار الإصلاحي على جادة النوايا السليمة في قيادة البلاد على برّ الدعم المالي.
وفي الأوراق المخفية، يظهر تواصله "الحيوي" مع "التنين الصيني" على مستوى عالٍ، وزيارة السفير الصيني في بيروت تندرج ضمن إطار وضع المراسلات على سكة التنفيذ. ودياب أوكلَ مهمة التواصل على كاهل مكتبه الإعلامي الذي غرق في الرسائل المتبادلة بين الجانبين منذ مدة. وفي آخر ما وصل إلى مكتب السراي "البيضاوي"، إعلان عن رغبة صينية "يجب تحقيقها سريعاً" في إتمام أمر زيارة رسمية لوفد صيني كبير، تفيد معلومات "ليبانون ديبايت" أن الاعدادات باتت في مستوى اختيار المشاركين لاسقاطها على القوائم تمهيداً للبدء بالاجراءات اللوجستية، على أن يشمل الوفد حضوراً رسمياً صينياً برتبة وزير على رأس حضور من طبقة رجال أعمال ومستثمرين وإقتصاديين وتجار وما فوق. ويتوقع أن يحط الوفد رحاله على أرض مطار بيروت في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
والدولة التي تعوّل على حضور الوفد "المحمل دراسات ذات صلة بالوضع اللبناني"، خصصت لجنة في السراي لدراسة وضع الزيارة والتمهيد لها على كافة الصعد. لكن ما هو لافت، ان باكورتها تأتي على شكل إستثمارات "مدفوعة بمليارات الدولارات" يفترض أن يوقع على أحرفها الاولى عند زيارة الوفد الذي استنفرت كل الجهود في سبيل إنجاح الزيارة.
ووفق معلومات "ليبانون ديبايت"، ان المشروع الذي يحمله الوفد الصيني تفوق قيمته الـ 5 مليارات دولار أميركية على شكل إستثمارات فورية مرتبطة بخطط بنى تحتية وطاقة، وثمة 3 مقترحات للتنفيذ، شراكة دائمة بين البلدين، أو اتفاقية على مبدأ BOT أو تنفيذ بضمانات تسليفية طويلة الأمد. ويفترض في هذه الحالة ان تواكب المقترحات الصينية بورشة تشريعية.
في المقابل، لا يبعد دياب أنظاره عن الغرب، ويسجل في هذا الصدد الاتصال الذي جرى بينه وبين نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وغاصَ الجانبان في بحث سبل التعاون وضرورتها، وكان وفق معلومات "ليبانون ديبايت"، طلب من دياب إلى بوريل بضرورة تخفيف الاتحاد الاوروبي إجراءاته المتصلة باللبنانيين والتي تعود أسبابها إلى جائحة كورونا. ولعل الطلب الابرز كان الدعوة إلى مساهمة اوروبية في تحييد لبنان عن الإجراءات المرتبطة بتطبيق قانون قيصر الاميركي بحق سوريا.
والاختراق الأوروبي الذي دوّنه دياب في سجل الإفلات من الطوق الاميركي المراهن على إحالته الى التقاعد المبكر، ليس يتيماً، بل أن أوراق السراي تكشف عن مراسلات تتم بين دياب عبر مكتبه والاتحاد الأوروبي عبر المفوضية، تمهد الارضية لزيارة وفد رسمي من الاتحاد إلى بيروت قريباً بدعوة من الحكومة اللبنانية، وأخرى تجري مع مستوى معين داخل الادارة الاميركية يتولاها أحد المقربين من دياب والذي تربطه علاقات متينة مع دوائر قرار ومسؤولين في واشنطن، لها صلة بالشأن المالي يتوقع أن تتضح صورتها في مطلع أيلول المقبل.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا