المحلية

الأربعاء 29 تموز 2020 - 04:00

ماذا حصل في "مزارع شبعا"!

ماذا حصل في "مزارع شبعا"!

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

من الإثنين إلى الإثنين، توقيت زمني فاصل بين استشهاد أحد عناصر "حزب الله" في غارة شنّتها الطائرات الإسرائيلية على أحد المواقع التابعة للحرس الثوري الإيراني في الداخل السوري صودف وجود قوّة من "الحزب" بداخله، وبين معركة يفترض أنها وقعت يوم أمس الأول الإثنين في منطقة حدودية بالقرب من مزارع شبعا، ضاعت فيها نصف الحقيقة وظلّ نصفها الاخر مٌبهماً حتّى هذه الساعة.

هي معركة سُمع دوي إنفجاراتها في جميع الأنحاء بعدما استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المفترضة، لكن الأمر الوحيد الذي غاب عنها هو وجود "عدو" فعلي بعدما نفى "حزب الله" أي علاقة له بكل ما جرى مبقياً في ذلك الباب مفتوحاً على جميع الإحتمالات خصوصاً فيما يتعلق بحق الرد على استشهاد أحد عناصره. واللافت أن بعد النفي هذا، خرجت اسرائيل بتأكيد امتلاكها وثائق تُثبت وقوع اشتباك مع قوّة من "حزب الله"، إلّا انها لم تُفرج بعد عن هذه الوثائق.

في أولى المعلومات أو التسريبات لما حصل، أن مجموعة من بضعة عناصر من فرقة "الرضوان" في حزب الله كانت تسلّلت فجر ليلة الأحد ـ الاثنين إلى داخل الحدود الإسرائيلية وقامت بنصب كمين مُسلّح في إحدى النقاط في مزارع شبعا بعدما تخطّت السياج الحدودي الفاصل. وبعد ساعات طويلة من الربض جرى اكتشاف أمر المجموعة عن طريق الصدفة من قبل أحد عناصر الجيش الإسرائيلي خلال مرور دورية مؤللة على مسافة قريبة من االنقطة التي تمركزت فيها المجموعة مما ادى إلى وقوع اشتباك فوري اضطرت على أثره المجموعة إلى الإنسحاب على الفور.

وتقول الرواية أن المجموعة وبناء على معطيات مُسبقة وعملية رصد ومتابعة لإحدى وحداته المتخصّصة، كمنت في هذا المكان قاصدة إيقاع خسائر كبيرة في صفوف عناصر الدورية، أو حتّى أسر أي جندي مهما كانت حالته وسحبه إلى داخل الأراضي اللبنانية حيث كان بانتظارها سيارتان رباعيتا الدفع.

أمّا حول نفي "حزب الله" للرواية الإسرائيلية التي تقول بحصول مواجهات مباشرة مع عناصره، تقول الرواية أن نفي "الحزب" يندرج في إطار الاحتفاظ بورقة الرد بهدف استمرار الضغط على اسرائيل وأيضاً لعدم إعطاء اسرائيل حجة بأن العملية انتهت عند هذا الحد.

هذا التحليل أو الرواية يعودان لجهات منحت نفسها صفة المراقب لما حصل ظهر أوّل من أمس، لكنها تتناقض كُليّاً مع المعطيات أو المعلومات التي وفرتها مصادر مقربة من "حزب الله" لموقع "ليبانون ديبات" إذ تؤكد أن ما سلف ذكره لا أساس له من الصحّة، فالحقيقة في مكان آخر تماماً تقوم على أن اسرائيل حاولت الزجّ بالحزب ولو شكليّاً في المعركة "المُفتعلة" لكي تتخلّص من حجم الإرباك المُسيطر عليها أولاً، وثانياً من أجل نزع المبادرة من يد "حزب الله" على قاعدة أن التهديدات قد نُفّذت والإكتفاء بهذا الحد.

وتُضيف المصادر نفسها: لقد أيقنت اسرائيل بأن رد "حزب الله" آت لا محالة وان قرار الرد قد جاء من أعلى مرجعيّة في "الحزب" هو السيد حسن نصرالله، لذلك قامت ببعث رسالة عبر الأمم المتحدة إلى "حزب الله" تطلب فيها بشكل أو بآخر التهدئة وعدم جر الأمور نحو عواقب وخيمة على اسرائيل ولبنان، وبما أن قيادة الحزب رفضت التعليق على الرسالة وما تضمنته، ابتدع الإسرائيلي سيناريو خاصاً به للتخلّص حالة الخوف التي يعيشها منذ لحظة استهدافه أحد العناصر في سوريا.

وحول النقطة التي تُشير إلى وجود فعلّي لمجموعة من "حزب الله" في مزارع شبعا وأنها كانت تتهيأ للإنقضاض على دورية إسرائيلية، توضح المصادر أن هذه المنطقة تُسمّى "منطقة عمل" لحزب الله، وقد يكون هناك مجموعة فعلاً تواجدت في ذلك التوقيت، لكن هذا لا يعني أنها كانت تتحضر للقيام بعمل ما، حتّى أن القيادة لم تكن قد تبلغّت بوجود هدف اسرائيلي تحت مرمى المجموعة المُكلفة بعملية الرد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة