Beirut
16°
|
Homepage
بهاء يُطالبُ بالدّم...
عبدالله قمح | الاثنين 03 آب 2020 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

...وفي الألفية الجديدة غدونا طوابير لا شعوباً، طوابير لبنانية منتشرة. طوابير أمام المحطات، طوابير عند الافران، طوابير في حضرة المولدات، طوابير طلباً للكهرباء، طوابير على أبواب المحال والسوبر ماركت، وطوابير عند نوافذ الزعامات طلباً لمعونات، طوابير على أبواب المستشفيات، طوابير أو توابيت منتقلة في الشوارع، توابيت لأن من فيها هم حفنة أشخاص ميتون، "زومبي" على هيئة بشر لا أكثر.

وفي جمهورية الطوابير حدّث ولا حرج! كل شيء قابل للتداعي، حتى الانترنت نافذة الشعب الذي يتخذه كفشة للخلق، رفع على قائمة الإعدام والدولة بما فيها يتحضرون لنحره… في مواجهة كل ذلك، يصمت الجميع كأنما الطير يقف على رؤوسهم!


ويأتيكَ أحدهم متحدثاً عن آب اللهاب، محكمة وما أدراكَ ما المحكمة، ليأتي احدهم وينصّب نفسه والياً على الدم بعد "كمشة" من أعوام قضاها في المهجر، ناسياً متناسياً أن لديه والد قد مات مقتولاً بين أحجار أبنية رممها، تذكره مؤخراً، ليس حباً بوالدٍ مات بل بشقيقٍ يسعى للاقتصاص منه.

وعلى قائمة اقتصاصه، أكثر من هدف، نبدأ بسعد، ونعبر إلى الحزب، وننتهي بطائفة أو بالأحرى طائفتين، يريد "ولي الدم" ان يوقعهما في فتنة، حتى يباح له تسيد زعامة على دماء، كما فعل الزير سالم يوماً. في حضرتنا، زيرٌ يداعب النسوة وكؤوس الخمر وهو في حالة سكر شديد، سكر زعامة يدغدغ مشاعره بها مستشار حذق ماكر وكاره، بحثاً عن كرسي فقده ذات شباط أمام "يا قومٍ" نكروه في ساعة، وربما يسعى للانتقام منهم ايضاً.

ورصد أجهزة الأمن كافة، يوحي بما يخبأه الشقيق اللاهث وراء الكرسي، شيء على قبيل الانتفاضة "طلباً للثأر"، حصونها الشوارع التي يُرسم لها منذ الآن مشهد مريب ومخيف سيطبع السابع من الشهر فيما لو تركت الأمور تسير كما يستهوي "طالب الدم".

في الشمال، حضر اثنان من رجالات "الشيخ" من تركيا، بعد ان فرغوا من لقاء المشغل. على أجندتهم، كما سرب، تحركات متنوعة مواكبة لقرار محكمة، هُيئت لها البيئة منذ أعوامٍ خلت والآن حان وقت الحصاد، يراد الاستثمار بالتفجير بعد الانتهاء من الاستثمار في الانفجار.

ولو أن رأي مختلف من أهل الأمن يقول بأن لا تحركات ولا من يحزنون، ترك الأمر للواجب "الكوروني"، على أن يتكفل بانتزاع الفيروس الفلتان من جسد الشوارع السياسية، وحالة التعبئة العامة والتأهب، تقارب أمنياً أن تكون حالة طوارئ، يمنع بموجبها الولوج إلى الشوارع، طيلة اليوم السابع وما بعده، وكأن الحجة الكورونية قد فعلت فعلتها. هو قرار متخذ على صعيد أعلى مرجعية أمنية في البلاد، تجد أنه من الافضل حفظ أمن الوطن، لا التسكع في بلدان الجوار او دول الاصدقاء وتركيب "الخوازيق" لنا من هنا.

إذاً، يوم السابع من آب، وبشهادة مختلف المراجع الامنية، مقبل على تحدٍ يفوق بأهميته مضمون قرار الهيئة الاتهامية بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، التي لا توافق عليها على المستوى المحلية بفعل غياب الثقة بمحكمة بدت منذ اليوم الأول ثأرية ومسيّسة، الكل يعلم كيف أسست لاتهامها وعلى اي قرائن اعتمدت.

في الشارع تحضيرات ليوم الزحف الكبير من جانب الخصوم من أبناء "بيت المستقبل" الذين يعتقدون انهم وفي استغلال هذا اليوم، يؤسسون اولاً للتحرر من عباءة الشيخ سعد ثم الانقضاض على "شادور" حزب الله، ولهذه الغاية، ثمة تحضيرات بدأت للخروج إلى الشوارع والتفاعل مع القرار طلباً للحقيقة، وتوجيهاً للبوصلة نحو طرف سياسي، يخشى الجميع ان تتحول المسألة في حالة حدوثها إلى إغراق البلاد في فتنة متنقلة على غرار ما كانت يخطط له يوم السادس من حزيران الفائت.

لذا، فإن المراكمة على إجراءات كورونا هي أفضل السبل لانتزاع العصب المفتعل في الشوارع، وحتى ذلك الحين، لا ولوجاً على الشوارع، على ان يتكفل الجيش في استتباب الأمن. وهو للغاية، وإلى جانب مختلف قوى الأمن، انجزَ خطة محكمة للانتشار في هذه الفترة حيث سيمنع بالتالي اي تحرك شعبي مهما كان سببه، على ان تبقى المجموعات التي تدين بالولاء إلى "ولي الدم" تحت الأنظار خشية من افتعالها أموراً قد تأخذ الجميع نحو انعطافة خطيرة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر