Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"مناورةٌ بالذخيرة الحيّة" داخل الحكومة
عبدالله قمح
|
الخميس
06
آب
2020
-
3:01
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
المتربّصون بالحكومة شراً، وهم كثر، خابَ ظنهم. لا تكفي استقالة ناصيف حتّي بصفته وزيراً للخارجية كي تسقط الحكومة، ولا حتى مجموعة محددة من الوزراء، المسألة لا تُقاس بهذه الخفّة وهذا الحجم تبعاً لمنسوب الاشتباك السياسي الراهن، ولو أن حجم الوزير والرصاصة التي اطلقها، يصنفان من ضمن الأعيرة الثقيلة.
بالنسبة إلى عرّابي الحكومة، الموضوع أبعد وأكبر من ذلك بكثير. القضية قضية حياة أو موت. هم ليسوا في وارد منح تأشيرة دخول مجانية إلى اخصامهم في السياسية كي يتربعون على عرش نجاحٍ يستميتون في مسعى تحقيقه في ظل ضحالتهم السياسية، ما قارب أعواماً.
كل ما يُقال عن احتمالات تغيير الحكومة أو إستبدالها الآن مجرّد وهم، بدليل أن رُعاتها لا شأن عندهم أو قرار لديهم، أقله في هذه المرحلة وهم قد أوصلوا رسالتهم الواضحة الكفيلة بالرد بأن "قطار الحكومة ماشي ولن يتوقف" حين أمّنوا البديل في قصر بسترس ونصّبوه في غضون 6 ساعات!
في المقابل، ثمة نوايا متوفرة وموجودة في تغيير الحكومة لدى فريقين: فريق يتموضع داخلها، وهؤلاء عبارة عن فئة "الرماديين" من الوزراء "الاقحاح" الخائفين على مستقبلهم، الذين باتوا يتذمّرون من تموضعات رئيسهم، وآخر "يعسكر" على الضفة المقابلة، انصاره ينتسبون في الغالب إلى خانة المعارضة المتلوّنة المحبوبة من الغرب، يدعمهم من الخلف حشد دولي أميركي – بريطاني منقّح فرنسياً بعد آخر جولة من الكباش في بيروت، وعربياً، دول خليجي تحديداً، لكون مصر تقف في المنتصف وتمسك العصا من وسطها.
وهنا، لم يعد ممكناً إعفاء "الأطراف العربية – الدولية" من أدوارها المشبوهة. هي دفعت أولاً صوب محاولة إفراغ حكومة حسان دياب من مضامينها متّخذة صفة حصارها بالسياسة وغير السياسة ومحاولة إسقاط "المراسيم الجوالة" عليها، على إعتبار أن ذلك قد يؤدي إلى توفير ظروف إسقاطها. وفي ظل تصلّب حسان دياب، بدا أن القائمين على الحصار قد إنتقلوا إلى "الخطة ب" التي دشنتها السفيرة الاميركية دوروثي شيا حين انتقلت وبشكلٍ مباغت، من خانة محاصرة دياب من خارج الحكومة إلى محاولة محاصرته من داخلها، بأسلوبٍ مهذب وناعم، بعدما بدّلت في تكتيكاتها، من الابتعاد عن السراي ومقاطعته إلى التقرب منه ومحاولة مناقشته، إنسجاماً مع التوصية الصادرة من واشنطن.
والمقرّبون من السراي، باتوا يتحدثون الآن حول وجود عملية "زراعة وتسريب خلافات إلى داخل بيت الحكومة" تواكبها "عملية إلهاء" يقوم بها بعض الدبلوماسيين، من أجل حرف أنظار رئيس الحكومة عن متابعة ما يجري، وفق الرؤية الاميركية، التي بلورت تصوّرها بعد إدراك فشل خطط الضغط على حسان دياب في سبيل إطاحته عبر دفعه صوب الاستقالة والانقلاب عليه، سواء بإستخدام الشارع أو من وراء تحركات دبلوماسية.
ويُقال أن التركيز كان على أدوار الوزراء "المهتزين" من طبقة "نص – قراط" منزوعة الدسم السياسي، وقد جرى تحضير وتجهيز قائمة بأسمائهم إنطلاقاً من قاعدة تقول أن "توفير ضغوطات متصاعدة عليهم قد تدفعهم نحو الاستقالة بفعل غياب دعم كتل سياسية صريحة"، ثم بوشر بهذا الضغط وعلى مستويات متفرقة، من افتعال ملفات داخلية وإشغال بعض الوزارات بها، كافتتاح ملفات التهريب والمازوت والمحروقات دفعة واحدة والذي يستهدف وزارة الطاقة، وافتعال أزمة نفايات تستهدف وزارة البيئة، وتفعيل المزيد من الضغوطات الاقتصادية في الداخل، بأسلوب غايته إقحام وزارة الاقتصاد في مشكلة أكبر.
لكن الرسالة جاءت من مكان آخر، حين جرى إبلاغ مستويات دبلوماسية معيّنة تكفلت بنقل الرسالة إلى المعنيين، بأن اللعب بمصير الحكومة سيترتب عليه ردات فعل عنيفة، وفيما لو قدر أن ينسحب من الحكومة أكثر من وزير، بمعنى تهديد مصيرها وجعلها مستقيلة حكماً، فإن مصير البلاد هو الغرق، مع انعدام وجود إحتمال ولو ضئيل بإنعاش حكومة بديلة.
عند هذه النقطة، تكوّنت فكرة لدى رعاة الحكومة، بوجوب تجهيز خطة "طوارئ" مقابلة، على شكل إعداد قائمة بأسماء وزراء "من الصنف الضعيف" يحتمل أن يؤدي الضغط عليهم إلى الاطاحة بهم لاحقاً، يقابلها قائمة أخرى بأسماء وزراء مقترحين وقد جرى تأمين التوافق عليهم، وكان الاتفاق يسري على إسقاطهم فور حدوث أي تطور دراماتيكي.
وتقول مصادر حكومية لـ"ليبانون ديبايت"، أن الائتلاف الحاكم صاغَ الترتيبات ووضعَ آلية التنفيذ من أجل التعامل السريع مع أي إحتمال طارئ قد يحدث، وقد جرى تنفيذ "مناورة بالذخيرة الحية" حين حدثت إستقالة حتّي، التي تسلّل بعض أجوائها إلى "رعاة الحكومة" قبل حدوثها مما أتاح ترتيب أمورهم، وقد جرى تطبيق "حالة الطوارئ عليها ما أفضى إلى تعيين البديل فور حدوث الاستقالة".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا