Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
عَن دولةِ القَصَص والروايات الخيالية
علي الحسيني
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
06
آب
2020
-
3:01
"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
كَثُرت الأقاويل والتكهنات والتحليلات خلال اليومين الماضيين، حول إنفجار بيروت والأسباب التي أدّت إلى حدوث هذا الكمّ الهائل من الدمار والذي أودى بحياة ما يُقارب المئة مواطن وجرح أكثر من 3 آلاف بينهم حالات وصفت بالحرجة.واللافت أن بين هذه الإستنتاجات ثمة آراء ذهبت بإتجاه إهمال المسؤولين وتقاعسهم عن القيام بواجباتهم المهنيّة والأخلاقيّة، وأخرى وضعته في إطار العمل الأمني المحض، مُحمّلة إسرائيل المسؤولية من خلال إستهدافها إحدى الحاويات التي تحتوي على مواد مُركّبة قابلة للإشتعال والإنفجار.
بغض النظر عن التحليلات هذه والحقيقة التي سوف تظهر للبنانيين عاجلاً أم آجلاً، يُثبت الحكّام في لبنان للمرّة الألف أنهم أعجز من أن يديروا شؤون وطن بإداراته ومؤسّساته، وليس الأزمة الإقتصادية والإجتماعية وتفشّي فيروس "كورونا" بالإضافة إلى إنفجار المرفأ أول من أمس، سوى دليل واضح ودامغ على أن من يحكم لبنان ويتحكّم بمساره ومصيره، هم مجموعة لصوص يعشقون السلطة والتسلّط ومستعدون للتضحية بمصير الآلاف من شعبهم، في سبيل الإحتفاظ بمناصبهم ومراكزهم. وهذا ما أظهرته للعلن، ردود أفعالهم ومواقفهم خلال الكارثة التي حلّت في بيروت.
من نظريّة "المفرقعات" داخل إحدى الحاويات إلى معالجة كوّة في أحد العنابر نجم عنها إحتكاك ناريّ، وصولاً إلى "خبرية" عوامل الطقس، جميعها تحليلات أقل ما يُقال فيها أنها "خنفشارية" لا يُمكن سوقها ولا تسويقها حتّى بين شعوب مجاهل أفريقيا. إذ أن الدولة حاولت في بادئ الأمر، تمييع التحقيق وحرفه عن مساره الحقيقي تماماً كما جرى يوم استهداف الرئيس رفيق الحريري من خلال العبث بمسرح الجريمة، وذلك استباقاً لأي إحراج يُمكن أن يضعها في مواجهة طرف لبناني وجّهت اليه أصابع الإتهام إن لجهة مسؤوليته عن الحوض رقم 12، أو لجهة غض النظر عن فساد المسؤولين مقابل تسيير أموره في المرافئ كافّة.
بالإضافة إلى تقاعس الدولة والإستهتار الفاضح الذي تعاطت من خلاله مع الحدث، ثمّة أمر أخر دعا إلى الإستغراب تمثّل بكلام سابق للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله يهدد فيه اسرائيل بضرب حاويات الأمونيا في ميناء حيفا في منطقة يسكنها 800 الف مواطن اسرائيلي تقريباً.
واللافت أن الاسلوب نفسه أو الوعيد الذي أطلقه نصرالله، هو نفسه ما حصل في مرفأ بيروت الواقع ضمن مدينة يسكنها تقريباً 800 الف نسمة أو ما يزيد عنها بقليل. وهو الأمر الذي زاد ربّما من احتمال أن يكون الإنفجار عبارة عن رد إسرائيلي على كلام نصرالله خصوصاً وأن معلومات وردت أمس عن قيام اسرائيل بإفراغ العديد من المخازن التي تحتوي مواد قابلة للإنفجار خشية استهدافها من حزب الله.
على نقيض تام للتحليلات التي صبّت باتجاه حرب الردود بين إسرائيل و"حزب الله"، يؤكد مصدر أمني لـ"ليبانون ديبايت" أن "لاشيء يؤكد أو يدل على أن الطائرات الإسرائيليّة التي كانت في الأجواء، هي التي تسبّبت بإنفجار المرفأ. ثانياً، فإن المعلومات الرسميّة التي خرجت حتّى الساعة، جميعها ذهبت باتجاه حادث غير مُفتعل تسبّب به تخزين مواد قابلة للإنفجار من قبل جهات غير مُختصّة".
وتضيف المصادر: "يبدو أن معظم التحليلات التي تبنّت نظريّة الإعتداء الإسرائيلي، إنطلقت من التهديدات التي كان أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي حمّل فيها لبنان مسؤولية كاملة عن أي عمل يُمكن ان يرتكبه "حزب الله". كما لا يجب أن ننسى أنه حتّى إسرائيل قد سارعت لنفي أي علاقة لها بالتفجير، ربما هي تخشى فعلياً من أي رد يُمكن أن يكون "الحزب" دخل دائرة الإستعداد لتنفيذه.
في جميع الأحوال، وبعيداً عن كل هذا الغبار الذي حاول من خلاله السياسيون في لبنان، تعمية الشعب عن حقيقة ما جرى أو تضييعه في "دهاليز" العنابر والحاويات والأرصفة، ثمة حقيقة واحدة سطعت كعين الشمس وهي أن دولة كهذه، لا يُمكن أن تؤتمن بعد اليوم على حياة شعب سيجتاز محنته الحالية كما اجتاز من قبلها كل المراحل الصعبة، وعندها سيُعلن بصوته ويده، فجر حريّته حتّى ولو كلفه الأمر مزيداً من الدمار والجرحى، والجثث المُتفحّمة أو الأشلاء المُبعثرة.عَن دولةِ القصص والروايات الخيالية
"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
كَثرت الأقاويل والتكهنات والتحليلات خلال اليومين الماضيين، حول إنفجار بيروت والأسباب التي أدّت إلى حدوث هذا الكمّ الهائل من الدمار والذي أودى بحياة ما يُقارب المئة مواطن وجرح أكثر من 3 آلاف بينهم حالات وصفت بالحرجة. واللافت أن بين هذه الإستنتاجات ثمة آراء ذهبت بإتجاه إهمال المسؤولين وتقاعسهم عن القيام بواجباتهم المهنيّة والأخلاقيّة، وأخرى وضعته في إطار العمل الأمني المحض، مُحمّلة إسرائيل المسؤولية من خلال إستهدافها إحدى الحاويات التي تحتوي على مواد مُركّبة قابلة للإشتعال والإنفجار.
بغض النظر عن التحليلات هذه والحقيقة التي سوف تظهر للبنانيين عاجلاً أم آجلاً، يُثبت الحكّام في لبنان للمرّة الألف أنهم أعجز من أن يديروا شؤون وطن بإداراته ومؤسّساته، وليس الأزمة الإقتصادية والإجتماعية وتفشّي فيروس "كورونا" بالإضافة إلى إنفجار المرفأ أول من أمس، سوى دليل واضح ودامغ على أن من يحكم لبنان ويتحكّم بمساره ومصيره، هم مجموعة لصوص يعشقون السلطة والتسلّط ومستعدون للتضحية بمصير الآلاف من شعبهم، في سبيل الإحتفاظ بمناصبهم ومراكزهم. وهذا ما أظهرته للعلن، ردود أفعالهم ومواقفهم خلال الكارثة التي حلّت في بيروت.
من نظريّة "المفرقعات" داخل إحدى الحاويات إلى معالجة كوّة في أحد العنابر نجم عنها إحتكاك ناريّ، وصولاً إلى "خبرية" عوامل الطقس، جميعها تحليلات أقل ما يُقال فيها أنها "خنفشارية" لا يُمكن سوقها ولا تسويقها حتّى بين شعوب مجاهل أفريقيا. إذ أن الدولة حاولت في بادئ الأمر، تمييع التحقيق وحرفه عن مساره الحقيقي تماماً كما جرى يوم استهداف الرئيس رفيق الحريري من خلال العبث بمسرح الجريمة، وذلك استباقاً لأي إحراج يُمكن أن يضعها في مواجهة طرف لبناني وجّهت اليه أصابع الإتهام إن لجهة مسؤوليته عن الحوض رقم 12، أو لجهة غض النظر عن فساد المسؤولين مقابل تسيير أموره في المرافئ كافّة.
بالإضافة إلى تقاعس الدولة والإستهتار الفاضح الذي تعاطت من خلاله مع الحدث، ثمّة أمر أخر دعا إلى الإستغراب تمثّل بكلام سابق للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله يهدد فيه اسرائيل بضرب حاويات الأمونيا في ميناء حيفا في منطقة يسكنها 800 الف مواطن اسرائيلي تقريباً.
واللافت أن الاسلوب نفسه أو الوعيد الذي أطلقه نصرالله، هو نفسه ما حصل في مرفأ بيروت الواقع ضمن مدينة يسكنها تقريباً 800 الف نسمة أو ما يزيد عنها بقليل. وهو الأمر الذي زاد ربّما من احتمال أن يكون الإنفجار عبارة عن رد إسرائيلي على كلام نصرالله خصوصاً وأن معلومات وردت أمس عن قيام اسرائيل بإفراغ العديد من المخازن التي تحتوي مواد قابلة للإنفجار خشية استهدافها من حزب الله.
على نقيض تام للتحليلات التي صبّت باتجاه حرب الردود بين إسرائيل و"حزب الله"، يؤكد مصدر أمني لـ"ليبانون ديبايت" أن "لاشيء يؤكد أو يدل على أن الطائرات الإسرائيليّة التي كانت في الأجواء، هي التي تسبّبت بإنفجار المرفأ. ثانياً، فإن المعلومات الرسميّة التي خرجت حتّى الساعة، جميعها ذهبت باتجاه حادث غير مُفتعل تسبّب به تخزين مواد قابلة للإنفجار من قبل جهات غير مُختصّة".
وتضيف المصادر: "يبدو أن معظم التحليلات التي تبنّت نظريّة الإعتداء الإسرائيلي، إنطلقت من التهديدات التي كان أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي حمّل فيها لبنان مسؤولية كاملة عن أي عمل يُمكن ان يرتكبه "حزب الله". كما لا يجب أن ننسى أنه حتّى إسرائيل قد سارعت لنفي أي علاقة لها بالتفجير، ربما هي تخشى فعلياً من أي رد يُمكن أن يكون "الحزب" دخل دائرة الإستعداد لتنفيذه.
في جميع الأحوال، وبعيداً عن كل هذا الغبار الذي حاول من خلاله السياسيون في لبنان، تعمية الشعب عن حقيقة ما جرى أو تضييعه في "دهاليز" العنابر والحاويات والأرصفة، ثمة حقيقة واحدة سطعت كعين الشمس وهي أن دولة كهذه، لا يُمكن أن تؤتمن بعد اليوم على حياة شعب سيجتاز محنته الحالية كما اجتاز من قبلها كل المراحل الصعبة، وعندها سيُعلن بصوته ويده، فجر حريّته حتّى ولو كلفه الأمر مزيداً من الدمار والجرحى، والجثث المُتفحّمة أو الأشلاء المُبعثرة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا