Beirut
16°
|
Homepage
حزب الله يطلق وليد جنبلاط... رياح 2006 تلوح في الأفق
عبدالله قمح | الجمعة 07 آب 2020 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

حين كان النائب السابق وليد جنبلاط يبرّر قراره انتزع صاعق إستقالة النائب مروان حمادة من مجلس النواب ومن ثم ساقه مخفوراً إلى بيت الطاعة الاشتراكية رابطاً القرار برفضه إفساح المجال لـ"المحور العوني" كما أسماه، للسيطرة على المجلس، تلعثم قليلاً حين كان ينطق بإسم حزب الله بنيّة ضمه إلى محضر الهجوم أعلاه. بدا في هذه اللحظة كأنه يحاول أن يوزن كلامه بميزان العقل وأن لا يدع اللاوعي يتحكم بلسانه، بل ربما، كان يقيس ما قد يترتب عن هذا الاتهام حين ينطلق عن لسانه.

يعلم وليد جنبلاط مدى الحساسية بينه وبين حزب الله، لذا يتعامل مع أي موقف يتخذه من الحزب بدقة شديدة. أقل كلمة يمكن ان تجعل الوضع متأزماً بين الجانبين، وسائر المراقبين يدركون ان المعركة السياسية بين الحزب والبَيك لها إيقاعها وخصوصيتها.


منذ مدة، لم تعد العلاقة بين المختارة والضاحية كما يجب، مع ذلك بقيت ضمن السقف المضبوط تحت شيء اسمه "التعايش ولو بالإكراه" في ظل رقابة رئيس مجلس النواب نبيه بري. "تصفية القلوب" التي جمعت الطرفين قبل مدة لم تدم طويلاً، كانت مدة صلاحيتها محدودة، حددت بمدى تصريف الخلاف حول "معمل الترابة" الذي يتخذه جنبلاط "اله من تمر".

يُقال أن قضية معمل الترابة بينهما ما زالت عالقة. يعود إليها الفضل عند كل مرة في تأجيج الخلاف. هناك على ضفة الحزب من يتهم جنبلاط بأنه يتخذها ذريعة دائمة لتفخيخ العلاقة مع الحزب، ملمحةً إلى أن "علاقته الجديدة مع الروس، تكاد تكفي لحل المشكلة مع بشار الأسد من دون الحاجة إلى الزجّ بحزب الله في آتون المعركة". لطشة مدوزنة قد تزعج البيك لكونها تكاد تكشف شيئاً من الاسرار التي تدور وتدور من تحت الطاولة.

مع ذلك لا يسعى حزب الله إلى إفتتاح موسم خلافات، لا مع جنبلاط ولا مع غيره، وهو لهذه الغاية يلوذ بالصمت ويكظم الغيظ رغم كل الاتهامات التي تساق بحقه وليس آخرها محاولة توريطه في "مأساة المرفأ". بالنسبة إلى الحزب، ثمة من يريد توظيف الحادث في إستدراج دعوة للتدويل بنيّة تكريس حزب الله كمتهم فعلي. أمر كهذا له ان يدخل البلاد في آتون ونفق طويل لكونه ليس محل إجماع، مع ذلك، يمارس الحزب رباطة جأش مرة جديدة وهو ما انفك يتحمل الاستفزازات منذ مدة.

لكن الجو الآن يكاد يخلّف ريبة لدى الحزب. ما معنى ان ينطلق وليد جنبلاط الآن وفي هذه اللحظة من مقاربة خطيرة تدعي أن "لبنان محتل من قبل محور الممانعة"؟ كأن في هذا الكلام إتهاماً لطرف ما داخلي بأنه يحتل لبنان عسكرياً وسياسياً، وهذا الكلام يحمل على الريبة لكونه يستبطن دعوات إلى تحريره، والتحرير عادة من الاحتلال يحتاج إلى معركة، فهل يخطط البيك إلى معركة؟

في الحقيقة، النفخ في بوق الدعوة إلى استدعاء لجنة تحقيق دولية للتحقيق في أسباب إنفجار المرفأ بدعوى أن لا ثقة بالأجهزة اللبنانية، حمّال أوجه. بالنسبة إلى حزب الله، هذه الدعوة تستدعي الوقوف عندها، لكونها تتزامن مع دعوات بالجملة والمفرق تسمع محلياً ودولياً، وهذا يدعو إلى الشك والظن في وجود إحتمال لبلورة هذا التوجه بإتفاق وتناغم محلي دولي بين مجموعة قوى، اي ان هذا الكلام ليس ابن ساعته.

وحزب الله المتوجس من هذه الدعوات ليس من بوابة كونه متهم أو ضالع بالتفجير كما يشتهي البعض ويحب أن يقول، أو بمقدار توجسّه من طبيعة الانفجار نفسه الذي كرسه متهماً بالنسبة إلى بعض المطبلين، بل لكونه محتمل أن يجري إتهامه، وهذا الأمر كفيل بنقل لبنان من حالة إلى أخرى، وهنا تغيب الثقة عن أي لجنة مماثلة بحكم أن المشهد السياسي سيفرض وقعه عليها، ماذا يعني أن تأتي مثلاً لجنة مؤلفة من أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وخليجيين ربما أو غيرهم للتحقيق، وهذه الدول لديها موقفها المعلن من حزب الله سلفاً؟ هنا ترتفع احتمالات توريط الحزب أو وضعه في مكيدة، ألسنة بعض الساسة تعطي إنطباعاً عنها قبل أن تبدأ.

بالنسبة إلى الحزب، هو يعاين من مكان وجوده إقتراب رياح شبيهة بتلك التي سادت بين عامي 2005 – 2006. الحديث الآن عن ملاحظة أجواء أشبه بالتمهيد لعدوان 2006! لا مبالغة إذا ما قلنا أن الاعدد لذلك جارٍ الآن والتقلبات السياسية ومحاولة تقليب الرأي العام على حزب الله والتضرع الى بعض الدول من أجل إستقدام لجان تحقيق دولية تكفي لتوريطه في عمل يُسأل عنه الفساد لا السلاح، كلها تصب في خانة ترتيب المسرح لحدث جلل، يقود التحليل إلى الخشية من الخريف المقبل، اي بين شهري أيلول وتشرين أول، التاريخ الذي وعدَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعودة فيه إلى بيروت لمعاينة مدى تقبل الدعوة التي أطلقها للاتفاق على عقد سياسي جديد. هنا، هل يكون هذا العقد مع أو بدون حزب الله؟ الحكومة التي نادى بها ماكرون، الوحدة الوطنية، هل تكون مع او بدون حزب الله؟ وليد جنبلاط يريدها حيادية أي بدون الحزب، هل هذا ما يسعى إليه الغرب الآن ويريد تطبيقه بالقوة؟

غالب الظن، ان ثمة فئة ليست بقليلة استفادت او تحاول الاستفادة من الموجة التي خلّفها الانفجار. أنه "بيرهاربير لبناني" مرشح لنقل المشهدية اللبنانية من حالة إلى أخرى. في ضوء ذلك، سيتولى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تظهير موقف الحزب من كل ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين، من اسرائيل حتى المرفأ، خاصة من الحملة التي تُشّن عليه منذ أيام متهمةً إياه بإخفاء أسلحة وصواريخ في مرفأ بيروت ما استدرجَ قصفاً إسرائيلياً مفترضاً، رغم أن السيد نصرالله كما سائر الاجهزة الامنية وربما الاشخاص الذين يقفون خلف هذا الكلام يدركون أنه هذا الادعاء فارغ. كلام نصرالله اليوم، يؤهّل لأن يكون بمثابة "خطوط عريضة" ترسم شكل المرحلة المقبلة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
مذكرةٌ من ميقاتي بشأن عطل رسمية... اليكم التفاصيل 9 سقطة غير مبرّرة لنائب التغيير... من أنتَ؟ 5 الضاحية الجنوبية تغلي عسكريًا: تفاصيل ليلة سقوط "السفّاح"! 1
هذا ما يحصل متنياً 10 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 6 الأب إيلي خنيصر يُحذّر من الشهر "المزاجي"... أسبوعان مجنونان بانتظاركم! 2
بعد إصابته بجروح خطرة جراء طلق ناري... نقل كينجي جيراك إلى المستشفى! 11 لاعادة النازحين وكشف خبايا جريمة سليمان... تعاون بين الدولة اللبنانية والسورية! 7 بالتفاصيل… شعبة المعلومات تفك لغر فرار داني الرشيد 3
تعميم أوصاف جثّة رجل مجهول الهوية... هل من يَعرف عنه شيئًا؟ 12 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 8 "الحالة كانت خطيرة جداً"... الحريري يتعافى 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر