ليبانون ديبايت - ميشال نصر

السعودية حسمت موقفها، "لن نعود الى لبنان قبل تحجيم حزب الله". فرنسا التي كانت عازمة على ارسال موفد رفيع الى طهران، عدلت عن موقفها بعد اتصال الرئيسين الفرنسي والايراني. واشنطن غير معنية الا بما تريده الثورة. اما اسرائيل "فتطبخ" على نار هادئة مرحلة تطبيع بين تل ابيب والامارات، سينضم اليها دول عربية اخرى خلال اسابيع. وحدهم المسؤولون اللبنانيون في الـ "لا لا لاند" يكذبون ويصدقون، يقتنعون ولا يقنعون.

وصول "الخبير بالشؤون اللبناني" الى بيروت سبقه موقف للسفارة في عوكر ليل الاربعاء تبعه ظهر امس بيان صادر عن الخارجية في واشنطن، لدعم موقف الموفد الجمهوري راسمة خريطة طريق للقاءاته ومواقفه، معلنا بعد دقائق من وصوله الى بيروت، دخول الـ "اف. بي. آي" على خط التحقيق، "بطلب من الحكومة اللبنانية"، بحسب مصدر اميركي، علما ان اي مصدر لبناني لم يشر الى ذلك، ليصبح بذلك تدويل التحقيق في جريمة المرفأ حقيقة بحكم الامر الواقع "شاء من شاء وابى من ابى"، وفقا لتعبير هؤلاء.

الزيارة التي يبدو انها ستكون" مشوقة"، بحسب ما ظهر، اذ" أول وصوله شمعة طوله"، حيث تقصد التجول في شارع الجميزة الذي بات يختصر لبنان بكل فئاته مع تحوله الى" مركز" الثورة، على غرار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ،ليوجه من هناك "صفعة" بإبهامه الذي رفعه لمدة طويلة عند سماعه هتافات "الثورة"، متنقلا بين الناس دون عراضة اعلامية وبحماية فريقه الامني الخاص، قبل ان ينتقل الى مقر اقامته في عوكر، حيث اجتمع الى فريق السفارة الامني والسياسي مجوجلا اخر المعلومات والمعطيات.

واذا كان "الصديق" هيل متشوق للقاء "الاصحاب" على العشاء، لابلاغهم "بالدارج وعاللبناني" الموقف الاميركي "المتدحرج" منذ ١٧ تشرين الاول 2019، مستمعا منهم الى ملاحظاتهم واجوائهم، كان ملف الجلسة النيابية التي شهدها قصر الاونيسكو حاضر في احد الملفات الموضوعة على طاولته، وفيها ملاحظات ابرزها:

١- دفاع رئيس المجلس عن الجيش وتبريره لتصرفات القوى الامنية، هو المكتوي بنار الثوار "الحاطين راسن براس المجلس"، والذين لم تردعهم حتى الساعة لا خراطيم المياه، ولا القنابل المسيلة للدموع، ولا الرصاص المطاطي او الحي، او قنابل الخردق.

٢-تحويل الجلسة لقبول استقالات النواب، وغياب اي كلام حول ما حصل في المرفأ.

٣- حملة تضليل يقودها سياسيون وأمنيون واعلاميون لبلف الرأي العام اللبناني، واحباط الثورة، عبر بث اجواء مغلوطة عن تغيير الخارج لمواقفه من فرنسا الى واشنطن مرورا بأوروبا ودول الخليج.

٤-المسرحية المسخرة والمعيبة التي شهدها الجسم القضائي في مسالة تعيين محقق عدلي في جريمة المرفأ، والتي قضت على ما تبقى من مصداقية للتحقيق المحلي.

هكذا انتهت الليلة الاولى للضيف في بيروت، على وقع المؤامرة التي وصلت ابواب المجلس، بعدما كانت زارت السراي واسقطت على مداخلها، في ذكرى عيد الـ ١٠٠ يوم لحكومة حسان دياب، لينحر بعدها "الدكتور الاميركي" على مذبح حلفائه.

فهل يتكرر الفيلم بعد ١٠٠ يوم، فيسقط المجلس وتتحرر ساحة النجمة، بعد ٣٥ عاما؟