ليبانون ديبايت - وليد الخوري

في التقييم الدولي، الحدث في واشنطن مع الزلزال الجيوستراتيجي الذي ضرب المنطقة مع خروج التطبيع الاماراتي - الاسرائيلي الى العلن. اما ترددات الزلزال ففي بيروت حيث مسؤولون "مبسوطون بعجقة وخفقة" الزوار الاجانب التي لن تقدم ولن تؤخر، فما كتب للسلطة اللبنانية قد كتب، سواء اليوم ام غدا لا فرق.

محمد جواد ظريف يوزع بسماته من مقار الممانعة، "قلبه علينا وعلى ما ينتظرنا" مع تجمع الاساطيل الغربية في البحر قبالة سواحلنا ونزول 700 جندي فرنسي على الارض، مقدما دروسا في الديمقراطية من معاهد الحرس الثوري، وفي كيفية رفض املاءات فرنسا، التي "ع فكرة" لن تقدم ولن تؤخر مع سقوط مبادرة ماكرون لحظة راعى فيها خاطر حزب المقاومة ولف لفه.

اما اصبع دايفيد هيل الذي شغل الناس بالامس، استمر اليوم سيد الكواليس وان تبدل.

زيد الى كل هؤلاء خلطة دبلوماسية من كل واد عصا، فبيروت اصبحت للفرجة بعد فاجعة المرفا، و"لشوية مساعدات" من هنا وهناك، يحدد نوعها مزاج من يقدمها، من فائض مخازنه.

في المقابل شعب يغني على ليلاه، يريدهم "كلن يعني كلن برا"، ومتضررو كارثة المرفأ يطالبون بتحقيق دولي تحت الفصل السابع، اما السلطة فهي كحليمة "على عادتها القديمة"،كأن شيئا لم يتغير، وبينهما اجهزة امنية وقضائية، تنام على شيئ لتصحو على غيره، تخبط وفوضى حدّث ولا حرج.

طين زاد من بلة الموفد الاميركي، الذي لمس كل ذلك منذ وطأت قدماه ارض لبنان، ليتعزز بعد لقاءاته التي عقدها امس مع الرسميين، اذ تبين له ان" حفلات التذاكي ضاربة طنابها"، لذلك كانت خلاصته "فالج لا تعالج"، الذي عبر عنها باعطائه كل الدعم لمواقف بكركي، التي منها فقط قرأ بيانه المكتوب الذي صيغ في واشنطن واختيرت حروفه بدقة فائقة بدت لهجتها الشديدة واضحة.

ففي عين التينة التي "استقتل" ابو مصطفى حتى تحصل الزيارة، كان الاجتماع دون الامال المعقودة، "فالشباب" لم يفهموا حتى الساعة ان المطلوب رزمة واحدة، لا ان تؤخذ الامور بالمفرق،حيث التشدد لا زال فيما خص ملف الحدود البرية، ومصانع الصواريخ، وتعديل مهام اليونيفل.اما في بعبدا، فكلام مكرر وشعارات "تحور وتدور" دون ان تضع الاصبع على الجرح، فالاتجاه نحو حكومة تعيد استنساخ تجربة حسان دياب، الذي كان لقاؤه وهيل لزوم ما لا يلزم، قبل ان يعرج الضيف الاميركي على بيت الوسط، الذي لم يشف غليله بتتويج شيخه رئيسا للحكومة العتيدة.

وحده الصرح البطريركي، غيّر المعادلة، مع زيارة كوبيتش ومن بعده "ساكن عوكر السابق"، الذي ادلى بدلوه، لا حكومة لا يرضى عنها جمهور 17 تشرين الاول مضافا اليه اهالي ضحايا تفجير المرفأ، كما ان زمن الوعود انتهى اذ على الجميع ان يفهم ان ما قبل الرابع من اب لن يكون كما بعده.

اما كلام مرشد الجمهورية، الذي استعاد الكنية بعد تفويضها، فلا شيئ جديد فيه او تغييرا في معادلاته، تمجيد بمحطات سابقة ما كانت لتكون لولا ظروفها الدولية حينها، واسقاط للماضي على الحاضر والمستقبل، بدت بصمات عاصمة الملالي واضحة بين كلماته وعباراته، في انتظار جرعة الدعم التي سيعطيها نائب الرئيس الايراني يوم الثلاثاء المقبل، فيما لو اصر على الحضور الى بيروت وما لم ينسف له الوزير بومبيو، للمرة الثانية فرصة الاحتفال بنصره التموزي.

هكذا رفع وكيل وزير الخارجية الاميركية تقرير يومه الثاني في بيروت الى ادارته في واشنطن، التي تستعد لاصدار دفعة عقوبات فور عودته بعدما باتت كل الملفات جاهزة في انتظار ساعة الصفر الشعبية في بيروت بمواكبة دولية.