Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
أشلاءُ مَن على هذه الشُّرفَة؟
روني الفا
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
27
آب
2020
-
9:42
"ليبانون ديبايت"- روني ألفا
أهلا وسهلاً بكم في البحر الأبيض المتوسط. ترامب وأردوغان وأحفاد مكاريوس وباباندريو والأم الحنون يسبحون على حوضه. بدل الحَسْكَة وشختور التزلّج واليخوت والأشرعة السياحية يلعب السبّاحون الأولمبيون بالبارجات وحاملات الطائرات وصفارات الإنذار وطلقات التحذير والقنابل المضيئة. كلٌّ يريد حصته من النفط والغاز وربما من سمك التونة والملّيفا والغبّص والسلطان إبراهيم. بحرٌ كان في ما مضى ملهماً لأغاني " شايف البحر شو كبير " و " هيلا يا واسع " فصار ملعباً للغواصات ورجال الضفادع ومنصات الحفر ودوريات خفر السواحل والقراصنة. تغيّرَ موجُ المتوسط ولم يعد يفقشُ برومنسيةٍ على صخورِ نهر الكلب. صارَ الموجُ دمعُ البحر وصار زبدُهُ حليباً مرضعاً للدول الجائعة.
لبنان في وضعية صَلب. على طريقة القديس بطرس أي بالمقلوب. ذنبه أنه بلد نفطي وغازي. كان بودّنا ألا نجاهر بثروتنا. نحن أشبَهُ بعجوز طاعن في السن يحتفظ بسبائك ذهب في المطبخ ومحاصر من زعران الأزقة. حلم الدولة الغنية يراودنا نحن الفقراء. قبلنا كوبا وڤنزويلا وسوريا والعراق أغنياء في الأرض ومصلوبون بالمقلوب عليها. بقرة حلوب يُحلَبُ ضرعها دون أن يُترَكَ لها ولصغارها مرعى حشيش. ما أن يجفّ حليبها حتى يعمدَ حالبوها إلى فصل ضروعها عنها. ممنوع أن تبقى خيرات لبنان فيه. إما تُسبى وإما تُسبَى. ندفع هذه الأيام ثمن تمسّكنا بضروعنا. نحن دولة مدرار ونريد حليبنا. نموت ونحيا ألف مرة كل يوم لأننا دولةٌ حَلوب.
وسط جَلَبَة الأجبان والألبان وفِي خضم ثقافة الحَلب والشّفط هذه اللبنانيون عالقون في متاهة " السنكفَة ". الإستشارات النيابية الملزمة عالقة بين الحارِد والشارِد. بين المشتَرِط والمُشتَرَط عليه. بيتٌ يدلفُ على قاطنيه وبدلَ أن يعالجوا تتخيتةَ قرميده يتراشقون في ما بينهم بالقرميد. تعريفاتٌ " لبننجيّة " تستحقُ أن تُدرَجَ في مجلدات " لسان العرب " حول أسماء الحكومات. لبنان أغزَر وأبلَغ بلد في اختيار عناوين حكوماته. وحدة وطنية . إعادة الإعمار. تكنوقراط. تكنو سياسية. أقطاب. تفاهم وطني. بيت السَّبع لا يخلو من العِظام. لم يتغيّر شيء بعد انفجار آب. كل ما في الأمر أن الطبقة السياسية منكبّة على إسم جديد للحكومة العتيدة. من العناوين المطروحة. حكومة الإنفراج بعد الإنفجار. أو حكومة قومي من بينِ الرّدمِ. يحدث كل ذلك بوجود أكثر من مئة وثمانين نعشاً تحت التراب.
دولة تحتفل إذا انجزت فتح طريق الأوزاعي مثلاً وتقلِّد نفسها أوسمة شرف إذا أنارت طريق فرعية وتكرّم ذاتها إذا عَيَّنَت دفعة من الموظفين وتهنّئ أهلها اذا سطّروا محضر ضبط بمطعم مُخالِف. دولة لا تستحي ولا تخجل ولا تنسَتِر مما جَنَته يداها. مواطِنون ذنبُهُم أنهم مكلّفون دفعوا الضرائب مقابل نيل الرعاية والحماية من دولتهم فإذا بها تفجّرُهُم وتقتلِعُ عيونَهُم وتبترُ أطرافهم وتقتلُ أولادهم وتهدم بيوتهم بأسرع من لمح البصر. دولة يصرّح مسؤولوها أن انفجار المرفأ يشكّلُ فرصةً لفكِّ عزلةِ لبنان يجبُ أن يتمَّ تفجيرها في منطقةٍ نائية. ليس هناك من دولةٍ في العالم يدفعُ فيها المواطن للدولةِ كي تقتله إلا الدولة اللبنانية. ألا يجبُ على المواطنين المقتولين وبعد أن يلملموا أطرافهم وأشلاءهم عن النوافذ والشرفات رفع دعوى على الدولة في المحاكم المختصة؟
الأسبوع المقبل سيعود ماكرون. الدولة تحضّر له " بِسترَينَة " الزيارة. سيكون المشهد دستورياً بامتياز. عجقة إستشارات نيابية ملزِمَة. دولة لا تستسيغ الشماتة خصوصاً من أمها الحَنون. سيمكث الرئيس الفرنسي يوماً واحِداً في قصر الصنوبر وستكون حفلة فرنكوفونية يتبارى فيها المشتركون بِلَفّ حَرف " الرّاء " في زلاعيمهم وفِي فَقع نظريات سيادية فاقعة. سيعود الرئيس الشاب الى الإليزيه وسنعود الى مشاداتنا البلهاء. حكومة الوفاء للشهداء. حكومة قيامة بيروت. حكومة النهوض والقروض. في هذا الوقت سينتشر أولادنا في كندا وأوستراليا هرباً من لعنة إسمها الدولة وشيطان إسمُهُ الفساد يغرز قرونه في أجسادنا ويجدد تأشيرة هجرتنا الى جمهورية الجحيم اللبنانية.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا