Beirut
16°
|
Homepage
‎المشنوق يُعلن الحرب على "الرؤساء الاربعة"
عبدالله قمح | الثلاثاء 01 أيلول 2020 - 5:00

‎"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

‎ضربَ الرئيس نبيه برّي ضربته بتكليف الرئيس مصطفى أديب، وضحكته العريضة حين خروجه من قصر بعبدا تخفي الكثير من الرسائل! الماكرون في السياسة يدّعون أن برّي يُعد من بين أبرز الفائزين بـ"جائزة السفير" الذي يختزن بين أحشائه من "الجينات الحركيّة" ما يختزن... وها هو الآن ينام على سرير أخضر تحت أنظار عين التينة!

‎مع ذلك، براءة إختراع "الأديب المصطفى" سياسياً ما زالت تحوم حولها الشكوك، ولو أن أوساطاً بيّنت أن الاكتشاف الاوّل يعود الفضل فيه إلى رجال الدبلوماسيّة الفرنسيّة في باريس الذين أحاطوا علماً الرئيس إيمانويل ماكرون عن وجود "مواطن لبناني/فرنسي" يشغل منصب سفير لبيروت في برلين تعرفه الدوائر الفرنكوفونية جيداً، غير بعيد عن أجواء الطبقة السياسية وله ميزة مسايرة الجميع ويمكنها أن ترفعه إلى مقام تأديه دور سياسي حسّاس في بيروت. من هنا، جاءت المبادرة الفرنسية - المخرج، والتي فرضت على الجميع أمرَ واقعٍ مختلف.


‎هناك من يعتقد أن الدور الفرنسي قد عاد إلى لبنان بقوة، وأن أديب كناية عن "حصة فرنسية خالصة"، يحظى بتغطية "فوق العادة" من باريس التي ينظر اليها بمثابة مرجعيته السياسية، ما سيحمله على أجنحة الريح، ومن غير الواقعي أن ثمّة من يريد الوقوف في وجه الدبلوماسية الفرنسية في بيروت... وحده النائب السابق نُهاد المشنوق قرّر "تزييت" مكناته و "حدوَ" الاحصنة معلناً الخروج على رؤساء الحكومات السابقين عبر بيان ضم بين الكلمات فرقعة صوارم، مقرراً السير "عكس التيار"، متعمداً ادارة ظهره إلى المبادرة الفرنسية منتقداً في مجالسه الدور الذي يؤديه الرئيس الفرنسي ماكرون في بيروت.

‎تعود بنا الاحداث الحالية إلى زمن الوصاية السياسية، يوم كانت دول بعينها تتولى عملية تسمية الرؤساء في لبنان. مع مصطفى أديب تكرّر المشهد ولو بطريقة منمقة كفلت تأمين تخريجة عنوانها لبناني شكلاً لكن مضمونها خارجي بإمتياز، جعلت من المدير السابق لمكتب الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً بالتكليف قبل أن يلتئم عقد النواب الذين منحوه 90 صوتاً. وهنا يُسجل كيف أن "الرؤساء الاربعة" تهربوا من تبنّي أي إحتمال حول وقوف أي منهم خلف المصدر الاول للتسمية، بل ثبتَ أن كلاً منهم يرمي بالتبنّي على الآخر بخلاف الفترات السابقة حيث كان التسابق يجري على من يتبنى الاسم اولاً... هذا الأمر بالتحديد، يثير الشبهات حول احتمال وجود مضاعفات سياسية لهذا التبني يخشاها هؤلاء ويريدون تجنبها.

‎إتهمَ المشنوق في بيانه من أسماهم "الرؤساء الأربعة بالتخلي عن الأمانة الوطنية"، والامانة الوطنية وفق تفسير نائب بيروت، هي الوكالة التي منحت إليهم في التقرير بالشأن المحلي وفقاً لما تمليه المصلحة اللبنانية، لكنهم شاؤوا التصرف بها وفق ما تقتضيه مصلحتهم الذاتية، التي حوّلتهم إلى مجلس إستشاري مصغّر لا وظيفة لديه سوى محاصرة القرارات وإسقاط أي محاولة لنقل لبنان إلى مرحلة ما بعد 4 آب 2020. بإختصار، دشن المشنوق عبر بيانه مرحلة مختلفة مع الرؤساء السنة، عنوانها المواجهة المفتوحة، مرتكزاً إلى الغليان السني المتعاظم من جراء السير خلف خيارات لا يمكن هضمها، وإلى حالة إقليمية متعاظمة النفور من توجهات "الحريرية السياسية" عموماً.

‎قد يفهم البعض ان دافع المشنوق في حملته "عربي" تبعاً لاعتقاده أن الدور العربي في لبنان لا يجب ان يتفوق عليه أي دور آخر، لكن للرجل رأي مختلف. يقول المقرّبون منه أنه يقرأ في الاجواء السياسية ويمحّص في الذبذبات التي تسبح في فضاء المنطقة، ليستخلص أن لا بركة لأي رئيس وزراء في لبنان لا يتماهى مع الدور العربي الذي تمثّله السعودية في بيروت. مرجوعه في ذلك إلى حالة الرئيس حسّان دياب، الذين لم يسعفه تجميع الغرب كله إلى جانبه لتعويض خسارة الحاضنة العربية.

‎يرمي المشنوق في مجالسه أسباب توسيع بيكار الأزمة على نادي "الرؤساء الأربعة"، يحيل اليهم ‎أسباب حالة الوهن التي تصيب طائفة.. هم لم يتهيبوا اللحظة ولا دقّتها.. مضى كل منهم في إِتجاه تسليف ماكرون خدمات سياسية على ظهر المصلحة العامة، ومن جيوبهم، غير آبهين بالاثمان السياسية المترتبة. هم، منحوا جائزة أديب في الدرجة الاولى إلى ماكرون ثم في الدرجة الثانية إلى (أمين عام حزب الله) السيّد حسن نصرالله وهذا الخيار له أثمان سياسية في المقابل. دعكم من الشق المحلي وركزوا أنظاركم بإتجاه زيارة ديفيد شينكر إلى بيروت.

‎إذاً مهمة أديب بالاستناد إلى ما تقدم لن تكون مستحيلة لكنها ستغدو صعبة، صعبة جداً، والاختبار الاول يمرّ من شرنقة التأليف التي يدّعي الجميع أنها ستكون سهلة محيلاً مراهناته السياسية على ثقل الدور الفرنسي الذي سيتدخل متى دعت الحاجة. قد يكون ذلك منطقياً سنداً إلى الحراك الذي تؤديه باريس، لكن ما يكفل أن يأتي هذا الدور بغطاء عربي يحتاجه أديب لكي يحكم؟

‎يحيل زوار المشنوق المسألة إلى "الفيتو العربي" الذي ما زال مرفوعاً ولم يتغير، وقد لا يتغير في المدى المنظور، ومن الواضح ان شيئاً على المستوى العربي قد حدث مع تسمية أديب، والذي قد يحوّل الرئيس المكلف الجديد إلى نسخة طبق الأصل عن حسان دياب، ربما ذلك الذي يريده رؤساء الحكومات بالتحديد، الباحثين عن تمرير الوقت والمرحلة الراهنة بأقل أضرار ممكنة مراهنين على تسوية قادمة في الخريف، وإلّا، لما كل هذا التقبّل لشخص آخر غيرهم في موقع رئاسة الحكومة؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
التيار والسعودية 9 خرجوا عن الطاعة.. أم كبش محرقة جديد؟ 5 مخالفة دينية في قرية بقاعية! 1
"أيام صعبة وقاسية بانتظار لبنان"... العريضي: الآتي أعظم والله يستر! 10 جثة "مقطّعة" في هذه المنطقة! 6 مستجدات جريمة العزونية ...ما علاقة الزوجة السابقة؟ 2
يُرجّح أنه لبناني... معلومات عن طاعن الكاهن العراقي بأستراليا (فيديو) 11 الإستماع إلى نانسي عجرم بإشارة القاضي عقيقي! 7 بعد إتصال تلقتّه ابنة شقيقته... ما مستجدات جريمة العزونية؟! 3
لقاء الصدفة 12 "الجبل" يشهد على جريمة جديدة: مُخطّط محكم و"بصمة" سورية… التفاصيل الكاملة! 8 جريمة قتل في العزونية بتوقيع سوري... والأمور قد تخرج عن السيطرة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر