Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
الحكومة بعد ١١ ايلول؟
عبدالله قمح
|
الثلاثاء
08
أيلول
2020
-
1:20
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
انقضى من عمر مهلة تشكيل حكومة "المَهَمة" ٨ أيام، وبقي ٧ أيام يأمل الرئيس المكلّف مصطفى أديب في أن "تسبَع" السياسيين فتجرّدهم من لعبة الشروط والشروط المضادة التي عادت لتظهر من جديد.
خلال عطلة نهاية الأسبوع طغى منطق المحاصصة مرة أخرى. الكتل السياسية في إنكار شديد، كأنها ما زالت تعيش في زمن ما قبل ٤ آب وقبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومبادرته، وهي تُريد أن يكون لها الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة. بدوره "يلعب" الرئيس المكلف معها بدهاء. الوكلاء عن الأصيلين طلبوا منه وضعهم في صورة "التصوّر" الحكومي الذي وصل إليه، لكن أديب أبلغهم أنه لم يستقرّ على تصوّر أو أسماء محددة بعد.
في سرّهم، يدركون أن كلام أديب ما هو إلا "سراب" يريد به أن يوهمهم بشيء بينما الحقيقة هي شيء آخر مختلف كلياً. هم يدركون طبعاً، أو بالحد الادنى لديهم إنطباع، أن أديب قد وصل إلى تصور ما لكنه يبقيه مكبوت في صدره على نية حفظه من شرور التسرب إلى "شواية الإعلام".
تعلّم أديب من دروس أسلافه حين كان يتم الإيقاع بحسان دياب خلال فترة تكليفه بألعاب مشابهة. الآن، تختبر الادارة السياسية في لبنان صنفاً جديداً من الرؤساء، على الارجح أن ثمة مستشار برتبة معلومة/مجهولة يحيك له من الخلف نماذج مبتكرة لمواجهة طبقة تبرع في المكر!
وفي الطريق إلى الحكومة حجارة وأشواك بدأت تظهر على السطح. النائب وليد جنبلاط أعادَ تنشيط محرّكاته السياسية طمعاً في نيل مكسب في الحكومة بعدما قرأ في فنجان الوضع السياسي ليكتشف أن لا مصلحة له في البقاء خارج اللعبة، فإستنجدَ بحليفه التقليدي نبيه بري. في الحقيقة، هو أبلغَ إلى من يعنيهم الأمر أنه لن يشارك في الحكومة، وقد بات الجميع على بينة من أمره، لكن لا ضير في ممارسة بعض ألعاب الخفة بنية الدخول "المقنع" إلى الحكومة وتفخيخها بقنبلة شبيهة بقنبلة "منال عبد الصمد" التي دونت اسمها في "السجل الذهبي" لحكومة حسان دياب كأسرع استدارة يؤديها وزير ملك برتبة صاعق مفجر للحكومة!
على ضفة التيار الوطني الحر الأمور ليست أهون. العاب باسيل ما زالت مستمرة. يريد الشيء ونقيضه في آن. تتولى"عصافيره" إبلاغ الرئيس المكلف عدم ممانعته تشكيلة من ٢٠ وزيراً ثم يوكل "أمر العمليات" إلى قصر بعبدا ليشد على حمى أديب طالباً فدية حكومية من ٢٤ قيراط، تجمع الأوساط على أن جبران باسيل هو من أقنعَ الرئيس بها إستناداً إلى تجربة "الجمع بين الحقائب" في وزارة حسان دياب التي كان طعمها مراً بالنسبة إلى البرتقالي وهو ليس في وارد تكرار التجربة مرة أخرى في حكومة العهد الرابعة والاخيرة! أنها لعبة التكتيكات المتبادلة بين القصر و "جبرانه" والتي لا يبدو أن أديب يتكيف معها.
في المقابل، الثنائي الشيعي يقفز من مقرّ إلى آخر. هدفه الاساس كما يبدو الاطلاع على المسودة الحكومية المدونة في رأس مصطفى أديب. من أجل ذلك لا يوفر أي وسيلة في خدمة الوصول إلى هدفه، ولو كلف الامر زيادة مستوى التواصل مع بيت الوسط. ما يهم المستوى الشيعي أمرين: حقيبة المالية صاحبة التوقيع الرابع ووزارة الصحة، في محاولة لكسب إعادة الثقة بدور الوزير حمد حسن وخطة "المواجهة الكورونية" التي قال بحقها الرئيس حسان دياب مرّة أنها "من أفضل الخطط وصاغها أفضل الوزراء".
على الطرف الآخر، هناك تيار المستقبل المتوجّس من "الغضب السعودي". هو يريد التخفيف من وقع تبني الرئيس سعد الحريري لاسم مصطفى أديب ورفضه السير بمرشح السفارة السعودية نوّاف سلام عبر تسليف المملكة موقف المتمنّع من المشاركة في الحكومة. لكن المؤشرات السياسية تخذله. هو راغب في المشاركة بدليل نوعية الأسماء التي تسبح في فضاء التسميات ولو بشكل غير رسمي. أكثر من نصفها يتمتعون بجينات زرقاء "حريرية للعظم"، ما معناه أن الحريري يستنسخ "التجربة الجنبلاطية" وفي نيته إسقاطها على طاولة السراي.
وحدهم الفرنسيون يصنفون أنفسهم بغير المبالين في "تكتيكات التأليف". ما يهمهم ينحصر في تسريع وتيرة التأليف وإتاحة المجال أمام حضور "وزراء إصلاحيين". لكن المطلعين على أجواء "الضم والفرز" الحكومية يشيرون بعكس ذلك. فالفرنسيون لهم مشاركتهم وحصتهم في صلب الحكومة، وكل همهم اليوم ينصبّ على تمرير التشكيلة ضمن المهلة التي وضعها الرئيس ماكرون. لكن التصلب الذي بدأ يظهر من النقاشات إلى الشروط، يعني واقعاً أننا أمام توفر ظروف تجاوز المهلة، ثم أن كافة المؤشرات الحالية تجُمع بمعظمها أن فترة الأسبوع الباقية من عمر "المهلة الفرنسية" لا تكفي لاستيلاد حكومة في موعد أقصاه الاثنين المقبل سنداً إلى جملة عوامل طارئة، ولو أن البعض يذهب في تفاؤله حد الجزم بإمكانية حدوث الولادة في هذا النهار. هذا كله يفرض إدراج طلب تعديل المهلة على جدول الأعمال السياسي بداعي الحاجة المقرونة بالضرورات القصوى شرط أن يلتزم أي تعديل سقف أيام وليس أسابيع. معنى ذلك أننا أمام موعد مفترض للولادة الحكومية يتزامن وعيد الصليب في ١٥ أيلول.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا