Beirut
16°
|
Homepage
"التّأليفُ" العالقُ بَين الرياحِ الأميركيّة والشراعِ الإيرانيّ
علي الحسيني | الاحد 20 أيلول 2020 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

هي معركةٌ حاميةُ الوطيس تدورُ رَحاها على خطّ "حارة حريك ـ عوكر". معركة يمتزجُ فيها التّحجيم السياسي عن طريق فرض العقوبات مع قرار المواجهة، مع ما تتطلّبه هذه المواجهة من احتجازِ عملية تأليف الحكومة كرهينة، إلى حين تثبيت موعد رسمي للمقايضة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

الرئيس المُكلّف مصطفى أديب وبعد عشرين يوم تقريباً على تكليفه تأليف الحكومة، قرّر أن يتريّث لبعض الوقت عن الاعتذار وذلك بعد تدخّل مباشر من الاليزيه، الأمر الذي أعاد عملية التشكيل إلى المربع الأول لكن وسط بروز عوامل إيجابية إلى حدّ ما، قد تُفضي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة يكون التوافق السياسي الداخلي أهم مرتكزاتها، إنطلاقاً من مَقولة "عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة"، والتي سيركن اليها الجميع، بهدفِ الحفاظ قدر الإمكان على تبقّى من مكتسبات.


على الجهة المقابلة للمعركة الحامية بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة وإيران من جهة اخرى، مع ما تحمله العديد من الدول من مواقف مُتقلّبة أو مُبهمة إلى حدّ ما وبغض النظر عن "اللعبة" الفرنسية التي يقودها الرئيس إيمانويل ماكرون السّاعي إلى تثبيت دور بلاده في المنطقة وإستعادة الدور الذي فقدته "الأم الحنون" خلال السنوات الماضية، ثمّة من يخرج من الفريق المناوئ لقوى الثامن من أذار، ليقول بأن "الجمل بميّة والجمّال بميّة" بمعنى أن لبنان يُريد حكومة وماكرون يُريد عودة فرنسا إلى دائرة التأثير في الشرق الأوسط، وايران تسعى إلى ترتيب أوراق المُفاوضات المُقبلة مع الأميركي.

المؤكد أن المسارات الثلاثة هذه، لا توجد بينها نقاط تقاطع في وقت يظهر بشكل جلّي، بأن الطرف الأضعف في هذه اللعبة أو على حلبة الصراع، هو لبنان الذي تعوّد منذ الأزل بأن يكون ساحة صدى لا ساحة فعل. وهذا المسار يؤكد أنه في اللحظة التي يتفق فيها الجانب الأميركي مع الجانب الإيراني، يُمكن ان تتشكّل حكومة لبنانية، مع حفظ دور ولو بسيط للجانب الفرنسي، بالإضافة إلى التشدد الإيراني بعدم الخضوع أو الإذعان بلغة محور "الممانعة"، للشروط الأميركية.

وفي وقت يتحدث فيه فريق 8 أذار عن أن حلول في عملية التأليف سوف تظهر خلال اليومين المقبلين وأن "الثنائي الشيعي" سوف يحصل على مطالبه وتحديداً في ما يتعلّق بحقيبة المال، يقول مصدر سياسي واسع الإطلاع على ما يجري في كواليس التواصل الأميركي ـ الفرنسي ـ الايراني، لـ "ليبانون ديبايت" أن الأمور ما زالت الى حد ما، مُعقدة في ظل إصرار "الثنائي" على الاحتفاظ بوزارة المالية وبأن يُسمّوا هم الوزيرين الأخرين. وفي وقت كان الرئيس المُكلّف مصطفى أديب في وارد تقديم اعتذاره لرئيس الجمهورية، طُلب منه الفرنسي التريّث حتى يوم الأحد (اليوم) ريثما تتضح الصورة بشكل أفضل.

ويُشير المصدر إلى أن الفرنسي لم يتلقَ بعد أجوبة من الإيراني حول المقترحات التي قدمها من أجل تذليل عقبة التأليف، ولا يوجد أمام الإيراني سوى الرضوخ لهذه الاقتراحات خصوصاً وأن حليفه في الداخل اللبناني (حزب الله) يُعاني كما يُعاني هو، لمشاكل في بلاده خصوصاً بعد حادثة المرفأ والإتهامات التي رافقتها، وأيضاً نتيجة العقوبات التي تتزايد عليه وتُحاصره بشكل أوسع.

ويخلص المصدر، إلى أن حزب الله ومن خلفه الإيراني، كانا وافقا على تسمية اديب لتأليف الحكومة لكسب مزيد من الوقت في اللعبة التي يخوضانها مع الأميركي خصوصاً وأن الموقف الإيراني معروف بأنه لن يعطي الأميركي ما يُريده او يطمح الى كسبه، وهو القائل بأن لبنان كلّه في جيبه، وليس فقط الحكومة.

من هنا جاء موضوع العقوبات على الشخصيّة الشيعيّة علي حسن خليل على طبق من فضّة من أجل المماطلة في عملية التأليف، إلى حين أن تتبلور نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية بشكل أوضح، أو حصول "الحزب" على مكاسب ملموسة تُتيح له التربّع على عرش الحكومة والتصرّف فيها على هواه...
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر