Beirut
16°
|
Homepage
عظة الراعي... رسائلٌ في عدة اتجاهات
بيار ساروفيم | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 26 تشرين الأول 2020 - 12:22

"ليبانون ديبايت" - بيار ساروفيم

على طريقة المثل اللبناني القائل: "تحدّث مع الجارة لتسمع الكنّة"، وجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظته الأخيرة نصائح عدة الى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على أمل أن يتلقف نصائحه شركاء الحريري في المنظومة السياسية سواء كانوا ما زالوا على تحالفهم معه أم أنهم علّقوا هذا التحالف او فكّوه نهائياً!

وقد توقّف المراقبون باهتمام عند تحذير البطريرك الراعي من التفاهمات الثنائية والوعود السرية والمحاصصات، معتبرين أن مثل هذا الكلام يتعدى كونه نصيحة للحريري ليعتبر تقييماً لمرحلة طويلة بدأت منذ العام 2005 ولا تزال مستمرة بخطوطها العريضة ولو تغيرت بعض تفاصيلها.


وترى شخصية سياسية واكبت هذه المرحلة عن قرب أن كلام البطريرك الراعي ينطبق على الاتفاق الرباعي الذي أعقب الانسحاب السوري من لبنان وسبق الانتخابات النيابية عام 2005 بين الثنائي أمل وحزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل على إدارة تلك المرحلة وتقاسم حصصها النيابية والوزارية من دون أن يكون للقوى السياسية والحزبية المسيحية فيه أي تأثير يذكر!

كما ينطبق كلام البطريرك على تفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله عام 2006، وهو التفاهم الذي أعطى سلاح حزب الله غطاء مسيحياً كان المساهم الأساس في تمكينه من قضم مواقع القرار السياسي والأمني والاقتصادي للدولة اللبنانية، في مقابل وعد من الحزب للعماد عون بدعم وصوله الى رئاسة الجمهورية، وهو ما أدت الظروف الإقليمية والدولية الى تأجيل تنفيذه من العام 2008 الى العام 2016 عندما قامت مجموعة من التسويات الثنائية بين عون وكل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية ساهمت في تنفيذ وعد حزب الله لعون بانتخابه رئيساً للجمهورية.

وعلى الرغم من أن هذا الانتخاب صُوِّر على أنه سيكون استعادة لحقوق المسيحيين وموقعهم ودورهم في السلطة، فإنه لم يكن في الحقيقة سوى تنفيذ وعد حزب الله لعون، وتعميم روحية "اتفاق مار مخايل" على كل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية، بحيث يكون الرئيس الحريري رئيساً للحكومة في مقابل عدم مقاربة سلاح حزب الله، وتكون القوات اللبنانية "شريكة النصف المسيحي" في السلطة على قاعدة عدم الاصطدام مع حزب الله وعدم اعتبار مشكلة سلاح حزب الله من الأولويات الواجب معالجتها كمدخل الى المعالجات الإدارية والمالية والمصرفية والاقتصادية والاصلاحية الأخرى!

وترى الشخصية السياسية أن كلام البطريرك الراعي الذي كغيره من البطاركة لا يصوّب على شخص أو حدث بذاته ولكنه يقارب الأمور من زاوية المبادىء الأساسية الوطنية والأخلاقية التي تنطبق على كل زمان ومكان وعلى كل الناس، نبّه السياسيين وحذّرهم من تكرار الاتفاقات السرية والمحاصصات التي تضمنها تفاهم مع مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وتفاهم معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لا سيما بعد انكشاف نصوصه السرية التي تنصّ على تقاسم المواقع الإدارية والنيابية والوزارية المسيحية بين التيار والقوات وحصر مواقع المسيحيين في الدولة بهما.

وفي حين يعتبر القريبون من رئيس الجمهورية أن دعوة البطريرك الراعي الى الرئيس الحريري لعدم تجاهل المسيحيين، هي موقف داعم لرئيس الجمهورية، فإن الشخصية السياسية تعتبر أن البطريرك ما كان ليتدخل على هذا النحو لو نجحت نظرية الثنائي عون – جعجع "القوي في طائفته" يحكم ويؤمن القوة لموقع طائفته في السلطة، ولو نجحت نظرية "الثنائي المسيحي" التي طرحت على أنها كفيلة بتأمين التوازن مع المسلمين عموماً والسنّة خصوصاَ على غرار ما فعل الثنائي الشيعي!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 10 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 6 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 2
نائب يتعرض لوعكة صحية! 11 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 7 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 3
إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟ 12 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 8 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر