Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
عامٌ على الثورة: قراءةٌ في العُمق بَين الحقيقة المجرّدة وتَعليب العقول!
وليد خوري
|
الاربعاء
28
تشرين الأول
2020
-
4:09
"ليبانون ديبايت" - وليد خوري
لماذا لم يَثُر اللبنانيون قبل 17 تشرين 2019؟ أسئلة عدّة قد يتفاجأ القارىء من مكامن إجاباتها، نطرح بعضها مما كان ينقص اللبنانيين قبل 17 تشرين، وكان ينقصهم كل شيء تقريباً... ونجيب:
1ـ هل كان اللبنانيون ينعمون بتوفّر الطاقة الكهربائية؟
2ـ هل كانوا راضين عن أداء القطاع العام؟
3ـ هل كانوا ينعمون بشبكة مواصلات وقطاع نقل عام فعّال؟
4ـ هل زُوّدت منازلهم بالمياه لحاجاتهم الحياتية؟
5ـ هل استفادوا من ضمان إجتماعي فعّال ومن مستشفيات حكومية موثوقة للإستشفاء فيها؟
6ـ هل كانوا ينعمون بمدارس رسمية مجانية أو شبه مجانية تلبي المستوى التربوي لأولادهم؟
ستة أسئلة وغيرها كثير، إجاباتها معروفة سلفاً، وقد فشلت الدولة في تحقيقها لثلاثين سنة خَلَت، لكن ما هو عجيب هو هؤلاء اللبنانيين الذين صمدوا وتحمّلوا شظف العيش من دون الحصول على الحد الأدنى من مقوّمات حياةٍ كريمة.
والأعجب من ذلك كيف استطاع هذا الشعب أن ينتظر حتى 17 تشرين 2019، ليثور على الطبقة الحاكمة في بلاده منذ عشرات السنوات.
ولكن ماذا فعل هذا الشعب الذي افتقد إلى أدنى المقوّمات بفعل غياب الدولة، ماذا فعل ليستمرّ ويصمد؟
اشترى الطاقة الكهربائية من المولّدات الخاصة،
أتى بالمياه عبر الصهاريج وشركات التوزيع الخاصة،
اشترى تأمينه الصحي الخاص واعتمد على المستشفيات الخاصة للعلاج،
سجّل أولاده بمدارس وجامعات خاصة،
تنقّل بسياراته الخاصة التي اشتراها بقرضٍ مصرفي، وقاوم وصمد واستمرّ منتظراً يوماً ما لقيامِ دولةٍ ما! وفعل كل ذلك مقابل مبالغ شهرية ضخمة، وقروض مصرفية سهّلت حياته ليعيش على هواه وصلت إلى حد قروض لعمليات التجميل. وكان اللبناني يفرح ويعيش ويقاوم لأن البديل من القطاع الخاص موجود تعويضاً عن عجز الدولة. ونجح في تأمين أمواله وفي دفعها واستمرّ... واستمرّت الحياة.
تمكّن ونجح هذا الشعب في كل ذلك بسبب وفضل قدرة شرائية صلبة، لم يدرك قيمتها الفعلية إلا بعد تدهور سعر الصرف وبداية التضخّم المفرط منذ العام 2020.
هذه القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، والتي أمّنها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كانت التقدمة التي حلّت عند اللبناني مكان كل الخدمات التي عجزت الحكومات المتتالية وتعجز عن تقديمها.
الليرة اليوم تتراجع، الخدمات للمواطن تنعدم، ومصرف لبنان يصمد وحيداً، والدولة لا تقدّم البدائل.
أنظروا جيداً إلى الحقائق القاتلة، علّكم تعرفون الفرق بين رشاد العقول وتعليب العقول!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا