"ليبانون ديبايت" - هيلدا المعدراني

ليس من المفترض أن تؤثّر العقوبات الاميركية الأخيرة على مسار تأليف الحكومة خاصة وأن باسيل ليس أول من فُرضت عليه هذه العقوبات، وهو ليس المسيحي الأول الذي تشمله واشنطن بغضبها، فقبله أُدرج اسم الوزير يوسف فنيانوس على اللائحة ذاتها لتعاونه مع حليف تصنّفه ارهابياً وهو حزب الله كذلك لاتهامه بملفات فساد.

وبالرغم من ذلك، فإن خيطاً رفيعاً يربط بين سعي واشنطن الى إرباك الداخل اللبناني وعدم السماح لسيد الاليزيه بالاستفراد بالملف اللبناني وبين عدم توسيع نفوذ حزب الله خاصة وأن تلك العقوبات جاءت في لحظة حسّاسة تضع الحريري وفريقه السياسي على المحك، من جهة اخرى ثمة من يغمز من قناة ان تلك العقوبات فجّرت مسار عملية التأليف وعقّدت الصراعات بين الافرقاء على الحصص، ودفعت بباسيل الى التشدّد أكثر.

وجهةُ نظرٍ أخرى تذهب أبعد من ذلك، وتصنّف تلك العقوبات كورقة ضغط رابحة بيد الرئيس المكلف سعد الحريري، من خلال محاولته توظيف العقوبات على باسيل لتمرير حكومة "لا بصمات" لرئيس الوطني الحرّ فيها.

يرى البعض ان العقوبات أدّت الى شلل كبير في المفاوضات المتعثّرة أصلاً، وساهمت في فرملة اندفاعة التأليف، فهل فعلاً هناك تأثير مفترض لتلك العقوبات على مسار عملية التأليف؟

سفير لبنان السابق في واشنطن عبدالله بو حبيب، أكد في حديث لـ "ليبانون ديبايت" ان "الولايات المتحدة لا تضع في سلم أولوياتها مجريات احداث الداخل اللبناني لجهة تأليف الحكومة، خاصة وانها تعاملت مع حكومات سابقة تضمّ شخصيات مقربة من حزب الله".

وإذ نفى بو حبيب "اي علاقة بين توقيت العقوبات على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتأليف الحكومة"، أكّد ان "واشنطن تعتبر أن عملية التشكيل شأن داخلي لبناني بحت، والمناورات في هذا المجال حول من سيكون الاقوى نفوذاً في هذه الحكومة".

لماذا الرهان على الأقوى، وعمر الحكومة المفترضة لا يتعدّى الأشهر الستّة؟

يجزم بو حبيب في هذا المجال ان "الحكومة المزمع تأليفها في حال ابصرت النور فهي ستبقى حتى نهاية العهد"، ويتابع "بعد انتهاء فترة رئاسة عون وفي حال لم يجرِ انتخاب رئيس جديد سنقع حتماً في الفراغ، وستأخذ هنا الحكومة مجتمعة دور وصلاحيات رئيس الجمهورية، لذلك فإن الكباش قائم على الاستحواذ على اكبر قوة ممكنة داخلها".

ويرى بو حبيب "ان حكومتي فؤاد السنيورة وتمام سلام هما نموذجان على ذلك، ففي حين ان الاولى كانت من القوة بحيث حملت وزراء حزب الله وامل على الاستقالة، أمّا الثانية فبقيت متوازنة".

وختم السفير اللبناني السابق في واشنطن عبدالله بو حبيب بالقول انه "لا يمكن تجاوز وجود باسيل في الحكومة خاصة وانه رئيس أكبر تكتل نيابي في لبنان، والحكومة لن تكون إلّا توافقية".