Beirut
16°
|
Homepage
الإنتخابات الطلابية: مساحات مشتركة بين "القوات" والمستقلّين
فادي عيد | الاربعاء 02 كانون الأول 2020 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

طَفَت على وجه الساحة السياسيّة مطلع هذا الأسبوع الإنتخابات الطالبيّة في الجامعة اليسوعيّة. وبدا لافتاً تكتّل التحالفات بين فريق 8 آذار، كفريق أوّل، والمستقليّن كفريق ثانٍ، و"القوات اللبنانيّة" كفريق ثالث.

وتمّ خوض هذه الإنتخابات على قاعدة مواجهة "القوات اللبنانية"، مع العلم أن "القوات"، وبحسب مصدر قيادي قواتي، لا تخاصم المستقلين في هذه الإنتخابات الطالبية، ولا في أي انتخابات أخرى قد تجري في القريب العاجل أو في المستقبل البعيد، بل خصومتها ثابتة، تبدأ في النهج، ولا تنتهي بطريقة التعاطي السياسي والتطبيق. "القوات" هي هي، لا تتبدّل، ولا تبدّل أيٍّ من قناعاتها السياسيّة، تخاصم على قاعدة الأفكار والمشاريع السياسية، وتتجسّد في خصومتها مع فريق 8 آذار، ومع الأكثرية الحاكمة، ومع "الثنائي الشيعي"، ومع "التيار الوطني الحرّ".


من هنا، تابع المصدر القواتي، طالما هؤلاء الأفرقاء لم يبدّلوا في قناعاتهم ولا في أدائهم، فلا تجد "القوات اللبنانية" نفسها في أيّ حلف معهم، ولئن عايرها بعضهم في عملية تبادل للأصوات الإنتخابية في مرحلة خلت، لكن الثوابت والقناعات لم ولن تتبدّل، فالخصومة الحقيقية هي مع كل الذين أوصلوا لبنان إلى هذا الدرك الذي بات به اليوم. وهذا الإنحدار لما تحقّق لولا مستويات ثلاثة وحدها هذه المنظومة الحاكمة مسؤولة عنها كالآتي:

ـ المستوى الأول: في السيادة والإستقلال والقرار الحرّ:
لقد تنازل فريق واسع من اللبنانيين عن مشروع السيادة الذي شكّل رأس حربة ثورة 14 آذار تحت ذرائع مختلفة في الظاهر، لكن ما بدا بعد "ذوبان الثلج" غير ذلك بكثير، حيث أيقن اللبنانيون جميعهم أن ما تمّ التنازل عنه في 6 شباط 2006 على مذبح كنيسة مار مخايل في الشياح، لم يكن فداءً للبنان أو حتى لحماية المسيحيين فيه، إنما كان لمكاسب في السلطة هي التي أوصلت البلاد إلى هذا المستوى الإنحداري الذي وصلت إليه. هذا من دون إغفال سياسة زجّ لبنان في أحلاف خارجية ضدّ العرب والمجتمع الدولي، فبات بلداً منعزلاً عن العالم ومقتلعا ًمن عمقه الإستراتيجي، مع تنازل كليّ تُرجم بالتخلي عن قرار الحرب والسلم.

ـ المستوى الثاني: في الشأن الإجتماعي - الإقتصادي – المالي:
لقد اعتمدت هذه السلطة نهجاً اقتصادياً ريعيّاً، مهملة كلّ القطاعات الإنتاجيّة في لبنان، لا سيما القطاعات الزراعية والصناعية والزراعية. فبات لبنان دولة مستهلكة يقوم اقتصادها على الخدمات التي تدنّت نتيجة لنهج اعتمدته هذه السلطة في التعاطي السياسي، ما أدّى إلى تردٍّ في البنية التحتيّة.

ـ المستوى الثالث: في الفساد السياسي الذي بات منظومة عيش عرفت ب"ثقافة الفساد":
هذا الفريق نفسه أرسى نهجاً سياسياً ألفه اللبنانيون بهذه وأدّى إلى تحوّل الفساد السياسي إلى ثقافة سياسية تُدَار بوساطتها دفّة الحكم، فهيمنت المحاصصة والمحسوبية والإستزلام والصفقات والسمسرات على حساب الكفاءة والتنظيم ومصلحة الوطن.

وأضاف المصدر، هذه المستويات الثلاثة، التي تخاصم "القوات اللبنانية" على أساسها انطلاقاً من مشروعها الحقيقي في بناء الدولة، ومن يلاقيها إلى منتصف طريق مشروعها فمرحّب به. قد تختلف "القوات" مع المستقلين أو قد تلتقي معهم، ومن المؤكّد أنهم أفضل من هذه المنظومة الحاكمة لأنهم خارجها، لكن من المؤكّد أنها لن تتفّق مع أيٍ من هذه المنظومة الحاكمة، وتفضّل مليون مرّة الإلتقاء مع المستقلّين على أيٍ من ثوابتها، أو حتى عند أي تقاربٍ، بمعزل عن رأي بعضهم في "القوات" كقوات، وهذا حقّهم الديمقراطي.

وأكد المصدر، أن معركة "القوات" ستبقى مع هذه المنظومة الفاسدة، وفوز المستقلين بالنسبة إلى "القوات اللبنانية" هو حكماً أفضل بكثير من فوز منظومة السلطة الفاسدة، والدلائل كلّها تشير إلى التقاء سيحدث قريباً بين المستقلّين و"القوات" نظراً لوجود مساحات مشتركة في مستويات مختلفة بدءاً بنمط العيش، حتى لو لم تبدأ بموضوع السيادة، فمن المؤكد عدم الإختلاف بموضوع محاربة الفساد وبناء الدولة التي تتمتّع برؤية اقتصادية نقدية واضحة.

لذلك كله، ختم المصدر، من المفيد جداً أخذ العبرة من هذه الإنتخابات الطالبية التي تشبه صورة لبنان السيد الحر والديمقراطي الذي نريده كلبنانيين مستقلين أولاً، وك"قوات لبنانية" ثانياً، مع التأكيد على الثبوت في المبادئ والتعاطي بالسياسة انطلاقاً من كونها أشرف المهن وأنزهها، فهل ستكون المرحلة المقبلة مرحلة تنقية المجتمع السياسي من هذه الثقافة، وإرساء ثقافة جديدة قوامها احترام الإستقلالية والإستقلال والسيادة والحرية ؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 9 إنتحرت في بلدة بقاعية... والسبب "صادم"! 5 جماعة "مرعبة" تغزو شوارع لبنان! 1
"ما زلت أحفظ شيئاً من الود"... وهاب "يهدّد" خلف الحبتور! 10 بعد كشف ملابسات جريمة العزونية... بيانٌ من "التقدمي الإشتراكي"! 6 الموجة "الحارة" تنحسر غداً... ولكن هذا ما ينتظركم بعد 23 نيسان! 2
من زغرتا… عملية جديدة تُضاف إلى سجل النزوح السوري وابن البلدة في غرفة العناية الفائقة! 11 آلاف المقاتلين السوريين في لبنان ينتظرون "إشارة العم سام"... ومعلومات من أوروبا! 7 توقيف المشتبه بهم بجريمة العزونية... تفاصيل مثيرة عن وضع الزوجة! 3
توقيف المشتبه بِهم بِجريمة قتل ياسر الكوكاش! 12 وكالة اميركية تتحدث عن تلقيح السحب بِفيضانات الإمارات! 8 أبو جاسم ضحية خطف جديدة في لبنان... ماذا في التفاصيل؟! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر