"ليبانون ديبايت" - هيلدا المعدراني

بات الحديث عن ولادة الحكومة كمَن يضربُ في الرمل، مع تسارع الاحداث وتوالد العقد والحديث عن "فيتو" أميركي حول مشاركة حزب الله في الحكومة، يبقى السؤال حول "الحصة المسيحية" او عقدة تسمية الوزراء المسيحيين، التي تعكس اشكالية حول دور الرئيس عون كشريك في عملية التأليف في ظل الحديث عن اصرار الرئيس المكلف سعد الحريري ان يكون شريكاً في تسمية الوزراء المسيحيين، في حين ان الثنائي الشيعي "امل- حزب الله" والمستقبل يسمّون وزراءهم، ما اعتبر "ازدواجية" في تطبيق المعايير.

ومع اشتداد وطأة الازمات الاقتصادية والاجتماعية من جهة وارتفاع حدة "تقريع" المجتمع الدولي من جهة اخرى، يسعى المسؤولون السياسيون الى اجراء عمليات موضعية للمعالجة والترقيع وتأجيل الحلول، فهل يكمن التعطيل فعلاً في العقدة المسيحية تلك حصراً، أم أن هناك مماطلة متعمّدة؟ وما هو مصير الحكومة المعلّقة؟

عضو تكتل ​لبنان القوي​ النائب ​سليم عون​، أكد في حديث لـ "ليبانون ديبايت ان "رمي الاتهامات اليوم "موضة" ومسؤولية تأليف الحكومة دستورياً تقع على عاتق الرئيس المكلّف أولاً، الذي يتوجب عليه السعي لازالة العقبات ووضع مشروع يقنع من خلاله الرئيس عون خاصة وان الاخير شريك معه بالتأليف، وما يمكن قوله الان ان هناك ادارة غير سليمة لعملية التشكيل من قبل الرئيس المكلف".

ولكن "العهد" ومن خلفه التيار الوطني الحر متّهم بالتعطيل، في ظل الحديث عن التمسك بالحصة المسيحية؟

يجيب عون "الكل يشهد كم العقبات التي عمل على تذليلها الرئيس عون وكتيار وطني حرّ يتهموننا بالتعطيل والتدخل من جهة، الا اننا لن نقبل بأن يكون عدد الوزراء 18 وزيراً لاسباب عديدة، اولا، نحن نؤيد حكومة اختصاصيين لكن هناك 22 وزارة كيف سيتم جمع وزارتين باختصاص واحد، واذا توفر هذا الامر في احداها هل ينطبق على وزارات اخرى؟".

وأضاف: "لجهة الانتاجية كيف يمكن تحميل وزير حقيبتين وهو في ظل تراكم الملفات على الارجح لن يتمكن من القيام بعدة مهمات في وزارتين".

ولفت الى ان :"عنوان المداورة شكّل فرصة كبيرة للرئيس المكلف تمثّلت بوقوف رئيس الجمهورية وتكتل كبير معه ودعمه، والسؤال لماذا عمد الحريري الى عقد اتفاقات جانبية واستثناء ما قُدّم له؟".

من جهة اخرى، رأى عون ان "العقدة حالياً وبعيدا عن كل الاتهامات هي في مكان اخر، فالرئيس الحريري واقع في مأزق فهو عاجز حالياً عن تشكيل الحكومة من دون حزب الله كما انه لا يمكنه تشكيلها بمعيته! هذه حقيقة الأمور بدون مواربة والجميع ينتظر الوقت لمعرفة قرار الحريري واين سترسي الامور!".

وجزم النائب العوني "ارتباط الحريري خارجياً في ملف تشكيل الحكومة والتلهي بكل ما يساق هو مضيعة للوقت، فالحريري مطلوب منه تشكيل الحكومة خالية من حزب الله في حين انه عاجز عن ذلك"، مستطرداً "هنا يمكن فهم مهلة المشاورات التي طلبها عون و"قامت الدنيا وقعدت" حينها متهمين اياه بالعرقلة، لانه نظر الى ابعاد ما بعد التكليف، وكان الاجدى بالحريري التبصر قبل ذلك ما اذا كان بإمكانه مواجهة جميع تلك التحديات قبل الدخول في هذا الاستحقاق".

حول الزيارة المرتقبة للرئيس المكلف الى قصر بعبدا، ابدى نائب "لبنان القوي" تشاؤمه في المدى القريب، وقال: "خلال الشهرين المقبلين تبدو الامور متعثرة".

وتخوّف النائب عون من "مفاجآت وخضات وخروقات امنية ترافق الفترة المقبلة في ظل محيط متفجر، ففي الاونة الاخيرة شهدنا اغتيالات اضافة الى الحديث عن ضربات عسكرية"، ودعا "الى الحذر في هذه المرحلة وعدم الانجرار الى ردود فعل وكل ما يحاك ليس مصادفة فكل شيء محسوب في هذه الفترة، خاصة بعد فشل الخارج في المراهنة من خلال الضغوطات الاقتصادية والعقوبات ربما يلجأ حينها الى احداث فوضى، لذا الخوف من تهور واندفاع الى فرض الامور بالقوة العسكرية".

وختم النائب سليم عون مشدداً ان "شيطنة باسيل والتيار الحر كشف الخارج عن وجهه ولطالما هُدّد باسيل بالمباشر وفشلوا لذا جاء فرض العقوبات كبديل غير مباشر".