Beirut
16°
|
Homepage
بايدن مكبّل... و"حزب الله" الى دفتره الخاص لا محالة
بولس عيسى | الاربعاء 09 كانون الأول 2020 - 3:01

"ليبانون ديبايت"- بولس عيسى

ها هي أولى الإشارات تطل علينا لتُظهر وهن رهان محور "الممانعة والمقاومة" حول إمكان تغيير نهج السياسة الأميركيّة الخارجيّة إزاء إيران مع تغيّر الإدارة بحكم انتخاب رئيس جديد هو جو بايدن. وما شهدناه من ردود على إعلان الرئيس الأميركي المنتخب استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي والحوار مع إيران ليس بعابر وإنما أساسي جداً ويجب التوقف عنده مطوّلاً لفهم قواعد اللعبة الدوليّة الجديدة التي أرستها سياسة الرئيس الحالي حتى العشرين من كانون الثاني المقبل دونالد ترامب ولم يعد هناك مفّر من الالتزام بها.

الرد الأول انتظره بايدن من الشرق فأتاه من الغرب وتحديداً من وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الذي حذّره من مهادنة إيران ودعاه للتحلي بالحكمة إزاء سلوك النظام الإيراني الذي يرهب شعبه ويروج للإرهاب في العالم، ومن وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس الذي أكّد أن العودة إلى الاتفاق لم تعد كافية ويجب توسيعه ليشمل برنامج الصواريخ الباليستيّة الإيراني.


ولم يقتصر الرد عليه عند هذا الحد، وإنما أتاه من الشرق أيضاً أي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكّد أن النظام الإيراني لا يفهم سوى لغّة الشدّة والحزم وطلب من بايدن عدم العودة إلى الاتفاق القديم الذي وصفه بـ"السيء والفاشل"، كما من أصوات عدّة في الخليج دعته إلى استشعار الخطر الحقيقيّ الذي تتعرّض له دولهم جراء السياسة التوسعيّة الإيرانيّة.

انطلاقا ًمن هذه المواقف يمكن استخلاص المتغيرات في الواقع الدولي والإقليمي التي فرضتها سياسة ترامب والتي ستحدّ من حركة الرئيس الأميركي المنتخب في الملف الإيراني، باعتبار أنه لن يكون من السهل، لا بل على العكس تماماً، من المستحيل التخلّص من مفاعيل هذه المتغيرات وفرائض الواقع الدولي والإقليمي الجديد الذي أحدث تغييراً في النظرة الدوليّة الى إيران وعلى الأرض لا يمكن إغفاله او تجاهله.

وهذا ما يؤكد ان سياسة "الصبر الاستراتيجي" التي انتهجتها طهران في التعامل مع الإنجازات والخروقات على الأرض التي أحرزتها عليها الإدارة الأميركيّة بقيادة ترامب في الأشهر الأخيرة، لن تفيد بشيء باعتبار أن هناك واقعاً دولياً جديداً قد رُسم ولن يكفيها مجرّد خروج ترامب من البيت الأبيض لتنفُس الصعداء واستعادة الطمأنينة فالقضيّة ليست بهذه البساطة والسهولة أبداً.

أضف إلى الإنجازات على الأرض، لقد تمكن ترامب بمقاربته الملف الإيراني من زاوية سلوكية هذا النظام بشكل عام وليس من نافذة الملف النووي فحسب، من قلب طاولة الرأي العام الدولي إزاء الاتفاق النووي السابق مع طهران رأساً على عقب. فمن كان بادئ الأمر من اشد معارضي خروجه من هذا الاتفاق أي فرنسا وألمانيا، هما اليوم في طليعة المنادين، وبتشدد صارم، بضرورة ضم مسألة الصواريخ الباليستيّة الإيرانيّة ورعاية طهران للميليشيات في المنطقة إلى أي اتفاق من الممكن ابرامه معها رافضين بشكل قاطع مجرّد إعادة بعث الحياة في رميم الاتفاق السابق.

كما تمكّنت الإدارة الأميركيّة بقيادة ترامب من تغيير المشهد العام في المنطقة، خصوصاً بعد خطوة التطبيع مع إسرائيل التي أقدم عليها كل من الإمارات العربيّة المتحدة والبحرين والقافلة لا يبدو أنها ستنتهي عند هذا الحد. هذا التبدّل في المشهد لا يصب في مصلحة طهران أبداً، باعتبار أن أي محاولة لإعادة فتح المفاوضات مع إيران لا يمكن إلا أن يكون التفاوض فيها شاملاً بعدما نجح ترامب من تحويل النظرة الدوليّة إلى الملف الإيراني من نافذة الملف النووي الضيّقة إلى سلوكية هذا النظام بشكل عام، الأمر الذي يحتّم مشاركة دول المنطقة، وفي طليعتها المملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتحدة، في أي طاولة مفاوضات مع طهران، لا بل أكثر من ذلك لا يمكن أن يتم أي تفاوض مع النظام الإيراني من دون مشاركة دول المنطقة فيه.

كل ما تقدّم يدل على أن الرئيس الأميركي المنتخب مكبّل بواقع دولي وإقليمي جديد كما أنه ملزم بالتحرك من ضمن قواعد اللعبة الجديدة، فمن الواضح أن ترامب تمكن من دفن الاتفاق النووي السابق مع إيران ووضع حراساً دوليين وإقليميين على قبره لمنع قيامته من جديد، وأي رغبة من الرئيس الأميركي المنتخب في العودة إلى طاولة المفاوضات سترغمه على الانطلاق فيها من متغيرات سياسيّة ثلاثة أصبحت اليوم واقعاً لا يمكن التغاضي عنه، وهي: الرغبة الأوروبيّة في إيقاف البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني وأنشطة طهران العسكريّة في المنطقة، التصميم الإسرائيلي على منع ايران من امتلاك سلاح نووي وعمليات التطبيع العربيّة التي تتوالى مع تل أبيب.

في المحصّلة، بعد ما شهدناه من ردود فعل على تصريح الرئيس الأميركي المنتخب أصبح الجميع في العالم يدرك، باستثناء محور "الممانعة والمقاومة" طبعاً، ألا عودة إلى زمن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وأن بايدن مجبر حكماً على مقاربة الملف الإيراني بشكل شامل مضيفاً البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني وأنشطة طهران العسكريّة في المنطقة وتدخلاتها الإقليميّة إلى دفتره الخاص، فهل يدرك جماعة محور "المقاومة والممانعة" في لبنان، وتحديداً "حزب الله" ذلك؟؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"بالشتم والضرب"... كاهنان يعتديان على المهندس رولان غسطين 9 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
بعد قطعه جثة زوجته ودفنها في الحديقة... قوى الامن توقف القاتل 10 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 6 إقامة دائمة لـ "السوريين" 2
"خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 11 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 7 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 3
هذا ما تضمنته خطة التسوية الفرنسية للجنوب 12 هجوم مسلح في الاشرفية... اليكم التفاصيل! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر