Beirut
16°
|
Homepage
الحريري باسيل... "كباشٌ" حتّى كسرِ المعصَم
بولس عيسى | الاربعاء 16 كانون الأول 2020 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - بولس عيسى

ما تشهده البلاد في الأيام الأخيرة من "كباش" ما بين بعبدا وبيت الوسط لم يشكّل مفاجأة بالنسبة لأحد، بالرغم من أنه الأكثر سخونة منذ تكليف الرئيس الحريري ولا ينفك يستعر أكثر فأكثر.

وقد عزت أوساط سياسيّة مردّ هذا الاشتباك إلى أن العهد والرجل القوي فيه، أي النائب جبران باسيل، لا يريد سعد الحريري رئيساً للحكومة وقد عمل منذ اللحظة الأولى للتكليف على محاولة وضعه أمام خيار من إثنين: إما الاعتذار أو الإذعان. وكل ما تم ويتم هو في إطار حشر الرئيس المكلّف لإحراجه فإخراجه باعتذار أو إذا ما استصعب الخروج فلن يجد له مفر من التسليم بشروط العهد.


واعتبرت الأوساط أن "الرئيس الحريري راهن على ثلاثة عوامل لتشكيل حكومة يوجّه من خلالها رسالة قاسية لشريكه السابق في التسوية جبران باسيل. العامل الأول، مرتبط بالمبادرة الفرنسيّة وصديقه الرئيس ايمانويل ماكرون حيث راهن الحريري على أن باريس ستضغط على الرئيس ميشال عون من أجل تسريع وتيرة التأليف وأنها ستكون إلى جانبه، وبالتالي اعتبر أن عون الذي لا يحظى بأي دعم دولي سيكون مضطراً للتجاوب مع الضغط الفرنسي وظن أن هذا العامل هو نقطة قوّة بالنسبة له على حساب العهد".

ولفتت الأوساط إلى أن "العامل الثاني اتكأ فيه الرئيس المكلف على صديقه القديم الجديد وهو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان وراء دفع الرئيس حسان دياب إلى الاستقالة تحضيراً وتمهيداً لعودة الحريري الذي راهن على أن رئيس المجلس سيقنع "حزب الله" بألا يكون عنصراً داعماً لميشال عون وحائلاً دون تأليف الحكومة العتيدة مقابل أن يعطيه الحريري ما يريده لجهة وزارة المال وتسميّة الوزراء الشيعة".

وأشارت الأوساط إلى أن "العامل الثالث، ارتكز فيه الحريري على الوضع المالي والاقتصادي المتردي معتبراً أن الطرف المهدد مصيره هو الرئيس عون وفريقه لا هو، باعتبار أن هذه المرّة الأنظار شاخصة نحو القصر الجمهوري والضغط الشعبي مركّز على العهد، في ظل ما نسمعه من أصوات منادية باستقالة الرئيس وأن أي تحرّك شعبي في المستقبل سيصب جام غضبه على العهد".

وأوضحت المصادر أن "الحريري سرعان ما اكتشف أن رهانه على هذه العوامل لم يكن في مكانه فلا الرئيس ماكرون نجح في تليين موقف الرئيس عون، ولا الرئيس بري نجح بإقناع "حزب الله" بألا يشكل ركيزة داعمة لعون خصوصاً بعد العقوبات الأميركيّة على باسيل التي جعلته أكثر تصلباً في دعمه للرئيس رافضاً تركه وحيداً في المواجهة السياسيّة، فهذه العقوبات خلطت الحسابات كلّها واختلف حساب حقل الحريري عن حسابات بيدر التأليف".

وشدّدت الأوساط على أن "الحريري أكثر ما أخطأ به هو مراهنته على عامل الأوضاع الماليّة الاقتصادية باعتبار أن هذه ليست المرّة الأولى التي يلعب فيها فريق العهد "Sold" تبعاً لقاعدة "عليّ وعلى أعدائي يا رب"، معتبرةً أن "الرهانات الخاطئة للحريري على العوامل الثلاثة أدت بطبيعة الحال إلى فشله في تحقيق مراده بتشكيل حكومة لا تتلاءم مع شروط العهد الذي بدوره يتمسّك بثلاثيّة لا تتناسب مع ما يريد الحريري تسويقه دولياً عن حكومته وهي: تسميّة جميع الوزراء المسيحيين من قبل الرئيس عون، تسميّة الوزراء من قبل الكتل النيابيّة ونسف المداورة بعد تسليم الحريري بوزارة المال للثنائي الشيعي".

وختمت الأوساط: "إن انصاع الحريري لثلاثيّة العهد فهناك استحالة أن يطل دولياً بحكومة مماثلة باعتبار أنها مؤلفة بأكثريتها من "حزب الله" وحلفائه وبالتالي لن يتمكن من استجلاب المساعدات المطلوبة للإنقاذ".

من الواضح أن "الكباش" الحكومي لن يصل إلى خواتيمه السعيدة إلا في حال لوى فريق من الفريقين "المتكابشين" يد الآخر لأنه لا يبدو أن هناك أي إمكانيّة لتسوية بينهما تبعاً لقاعدة "لا غالب ولا مغلوب" في ظل طغيان العامل الشخصي بشكل واضح على المصلحة الوطنيّة بسبب ذاك الجموح الدفين لدى الطرفين بكسر الآخر.

وقياساً على التجارب السابقة وبما أن العهد يستقوى بعضلات "حزب الله" فقد جرت العادة على أن يضع الحريري الماء في نبيذه ويتراجع، والسؤال اليوم من سيلوي ذراع الآخر وهل سيصل التصلّب في "الكباش" إلى حد كسر فريق معصم الآخر؟ فهل سيتمكن باسيل من إجبار الحريري على "تجرّع السم" والاعتذار؟ أم أن الأخير سيلعب الورقة الدستوريّة وسيداوي معضلته بالتي كانت هي الداء أي معادلة "عليّ وعلى أعدائي يا رب" باعتبار أن لا شيء دستوري يجبره على الاعتذار؟

في النهاية، في كلتا الحالتين يبقى دائماً أبداً سؤال جوهري واحد: ما ذنب الشعب اللبناني أن يذهب ضحيّة صراع شخصي بحت يتم تصويره على أنه من طبيعة طائفيّة؟ فأولويات الناس اليوم هي تأمين مأكلها ومشربها وتجنّب الموت جوعاً، فقد صدق مصطفى محمود بالقول المنسوب له: "الحرية هي روح الموقف الأخلاقي ومن بدونها لا أخلاق ولا إتقان ولا إبداع ولا واجب".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تحذيرٌ "عاجل" من اليوم "الحارق" المُرتقب... وهؤلاء عرضة للخطر! 9 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 5 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 1
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 10 هذا ما يحصل متنياً 6 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 2
فضيحة جديدة في وزارة الطاقة 11 بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 7 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 3
اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 12 المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 8 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر