Beirut
16°
|
Homepage
خَفايا "جريمة الكحّالة " تابِع...
ميشال نصر | الاربعاء 23 كانون الأول 2020 - 11:10

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

ما عادَ يهمّ ما سَينتج عن اجتماعات بعبدا الرئاسية، بعدما أصبح موضوع الحكومة وتشكيلها في اخر سلّم أولوياتِ اللبنانيين، الذين استعادوا مع انفجار المرفأ مرحلةً كانوا ظنّوا انها ولّت الى غير رجعة، عنوانها "ان عُدتم عُدنا" وفي بيوتكم لن تأمنوا منا. انها باختصار خلاصة ما حصل في عاريا من عملية تصفية، يقرّ الجميع بأنها لن تمر، رغم يقينهم بأنها مرّت وقد يمرّ الكثير غيرها ان لم يكن فبعده بالتأكيد.

فيوماً بعد يوم يتبيّن للبنانيين انهم في واد، فيما دولتهم في واد آخر، كلٌّ منهم يغنّي على ليلاه، وهي على ليلاها تغني، "بتكذب وبتصدق كذبتها" من رأس هرمها الى "كعبه"، تتوعّد بعد كل مصيبة بالويل والثبور وعظائم الامور، ليستيقظ اللبنانيون على كارثة اكبر، "والحبل على الجرار". الأنكى من كل ذلك سقوط الخطط الامنية الواحدة تلو الاخرى ،"على عينك يا تاجر"، و"الرديدة والطبال" نفسهم بأسطوانتهم المشروخة".


وفيما كانت الكحالة بكلِّ أطيافها تدفن ابنها، ومعه ما تبقى من هيبة دولة ومؤسسات وأمن، على وقع همس الصالونات وغمز المحللين، كانت تحقيقات شعبة المعلومات المولجة بالملف تتقدّم في الاتجاه الذي رسمه لها الجناة، من أدلة كاميرات المراقبة وصولاً الى الهاتف المحمول، بطل الجريمة ومفتاحها.

وبِغض النظر عن أسباب الجريمة وخلفيّاتها ودوافعها، والتي لا يمكن ان تكون بأي شكلٍ من الاشكال "لا نسوانية ولا مالية ولا ثأرية"، وبعدما أضحت التحقيقات في جريمة المرفأ كـ "مال الوقف" ، لا بدّ من التوقّف، في اطار التحليل المنطقي، عند مجموعة من النقاط اللافتة:

1-لم تأتِ جريمة الكحالة من فراغ بل من مسلسل بدأ منذ مدة، مع نشر معلومات وتسريبات عن حركة تسلّح في المناطق المسيحية، تزامناً مع أحداث أمنيّة شهدتها المناطق الشرقية ليست بمفصولة عن بعضها.

2-الرمزية التي تتمتع بها منطقة الكحالة، التي طالما شكّلت خط الدفاع الاول عن المربّع الأمني لوزارة الدفاع والقصر الجمهوري، ولعلّ الجنرال اكثر من يعرف ويفهم ذلك. فالتحدي جاء عشية اطلاق الخطة الامنية الموضوعة بمناسبة الاعياد، وبعد موجة تحذيرات من اغتيالات تولّتها بعض الابواق، لتصحّ معهم ولكن "بالمقلوب".

وهنا لا يجب ان نسقط من الحسابات التركيبة السياسية لبلدة الكحالة وتنوّع الانتماءات الحزبية لاهلها، والدور الذي لعبته في مرحلة من مراحل الحراك.

3-لا بد ان اختيار الضحية قد تمّ بعناية متقنة، لجهة انه يعمل كمصوّر، وكذلك في شركة اتصالات، لا يملك اي عداوات، ولا شكوك أمنيّة حوله او في سجله.

وهنا ككل مرة قد تؤدي عملية ملاحقة المعلومات التي تمّ رميها في الاعلام والتي بنسبتها الاكبر مضللة للتحقيقات الجارية، الى كشف بعض الخيوط.

فإذا كان الحديث عن توقيفات معينة قد جرت في اطار ربط الاغتيال بزيارة قام بها الى الجنوب، فإن الاهم محاولة ربط الامر بالمؤسسة العسكرية، خطورة الامر ان المعلومة الاخيرة ورغم كل محاولات توضيحها رسّخت في اذهان المواطنين، ودفعت الى طرح "افكار جهنمية".

4-تقصّد فريق التصفية الذي تحرّك براحة وبدقة في التنفيذ وحرفية، وتقسيم ادوار، الظهور امام كاميرات المراقبة لإحداث حالة هلع وخوف لدى الجمهور وخلق ارباك، على ما كانت تقوم بها داعش في عمليات الذبح التي مارستها، وهو ما نجح فعلاً بالتأثير على نفسيات وسلوكيات اللبنانيين خلال الساعات الماضية.

5-مسألة الهاتف الجوال الخاص بالضحية وقد تقصّد المنفّذون أخذه، لأكثر من فرضية، إمّا لمعرفة الداتا الموجودة عليه، وغير المتوفرة بالاتصالات العادية، وهنا المقصود ما جرى تبادله عبر الانترنت والمرتبط بتطبيقها، وإما للتمويه لاشغال المحققين، وهو ما قد يفسر عملية ابقاء الهاتف مفتوحاً، اذ يستحيل على من نفّذ هكذا جريمة ان تسهو عنه هذه النقطة. في كل الاحوال اكتشاف الهاتف واستعادته ستسمح بفك هذا اللغز، وهو ما حصل فعلاً.

6-محاولة خلق بلبلة في الشارع المسيحي، وقد نجح من خلال كمّ التحليلات والتفسيرات وعمليات الربط، والمخاوف التي عادت تطل برأسها والتي قد تصل حدود المطالبة بالامن الذاتي، عشية احداث مرتقبة قد تشهدها البلاد.

إذاً، الثابتُ حتّى الساعة ان الهدفَ المعنوي والنفسي للجريمة قد تحقّق، وهو بكل بساطة حرمان اللبنانيين من الاحساس بالأمن والأمان حتّى في بيوتهم، وهو بيت قصيد تلك العملية.

فَهل ما حصل رسالة ترهيبٍ للرئيس صوان؟ أم رسالة إنذار للاعلام الذي يلعب دوراً اساسياً في المرحلة الحالية؟ هل من علاقة بين ما كان يملكه بجاني من صور والحديث عن مستندات وصور موجودة لدى البعض حول تفجير المرفأ؟ وهل فعلاً المسألة مرتبطة بتفجير الرابع من اب، أم بالزيارة الجنوبية قبل ايام، أم بشيئ أكبر وأخطر؟ أم الأمر متربط بالفريق الاسرائيلي الذي نفّذ إنزالاً في الجية بحسب أحدهم؟ أم هي جهة داخلية؟

سبحةُ التحليلات والأسئلة كثيرة، جوابها عند "الشاطر حسن" "عَشم إبليس في الجنة"، أن يعرف اللبنانيون حقيقة ما جرى، لأسبابٍ كثيرة قد تبدأ بالتقاعس ولا تنتهي بالإقفال المقصود للملف، على شاكلة الكثير من القضايا والحوادث التي كانت مصيرية في لحظتها.

الجوابُ ومن الاخر معروف مُنذ الان... "قُيدت ضدّ مجهول معروف"... ولكم ان تسترسلوا في تحليلاتكم وتستنتجوا وتنتظروا ميشال حايك وليلى عبد اللطيف علّكم تستلحقون على مَن القرعة في المرة القادمة...
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد قطعه جثة زوجته ودفنها في الحديقة... قوى الامن توقف القاتل 9 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
"خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 10 "بالشتم والضرب"... كاهنان يعتديان على المهندس رولان غسطين 6 إقامة دائمة لـ "السوريين" 2
"جزءٌ مهمٌ من منظومة الدفاع الجوي"... تقريرٌ عن اضرار الهجوم الإسرائيلي 11 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 7 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 3
هذا ما تضمنته خطة التسوية الفرنسية للجنوب 12 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 8 هجوم مسلح في الاشرفية... اليكم التفاصيل! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر