"ليبانون ديبايت" - هيلدا المعدراني

لا يمكن فصل ما يجري على الحدود اللبنانية الجنوبية مع اسرائيل عن المشهد الامني العام وسط ما يُشاع مؤخراً من أجواء عن فوضى أمنية مرتقبة، وبالرغم من الاستنفار الدائم للجيش الاسرائيلي بانتظار الرد الايراني على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، إلا ان جميع الاطراف تعيش حال ترقب وانتظار انتقال جو بايدن الى البيت الابيض حتى تتكشف معالم الادارة الاميركية الجديدة للملفات لا سيما منها المتعلقة بالشرق الاوسط.

"ليبانون ديبايت" وفي اتصال مع العميد، الدكتور هشام جابر - رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات، استوضحت حقيقة ما يجري على الحدود بعد وقوع انفجار فجر اليوم السبت في الجانب "المحتل" قبالة بلدة العديسة -قضاء مرجعيون بدورية للجيش الاسرائيلي ، فهل هناك من يسعى الى جرّ البلد الى حرب ومواجهة في ظل هذه الظروف المعقّدة داخلياً واقليمياً؟

العميد جابر لم يستبعد وجود أيادٍ خفية تعبثُ بأمن الحدود الجنوبية للبنان، وقال: "فرضية وجود طابور خامس او طرف ثالث لاشعال الجبهة الحدودية، أمرٌ ليس بجديد فقد حصل سابقاً اطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الجليل وتبيّن لاحقاً ان فريقاً ثالثاص يسعى للتخريب وهو موجود وحاضر دائماً ومن مصلحته تفجير الاوضاع".

واعتبر جابر ان "لا توجه لتفجير المواقف اطلاقاً لدى اي طرف خاصة وان الوضع متوتر جداً في المنطقة في ظل اشاعة اجواء عن قرب وقوع "حدث ما" من شأنه ان يؤدي الى حرب في المنطقة تتوسع ولا احد يريدها، لذا فالاتجاه دائما الى عمليات عسكرية محدودة"، مضيفاً: "الاعتبارات على ذلك كثيرة ، فبالرغم من الحديث عن ضربة يقوم بها الرئيس الاميركي، دائما هناك تنبيه من مستشاريه للتراجع عن ذلك، من جهة اخرى لا يمكن فصل ضرب السفارة الاميركية في بغداد عن السياق العام حيث استنكرت ايران ما جرى واعتبرته عملاً تخريبياً وقد خرجت عن صمتها المعهود في عمليات كهذه، كما انها تنتظر بفارغ الصبر نهاية ولاية ترمب للنظر الى ما ستؤول اليه الامور".

ورأى انه "اذا لم يتعرّض الجنود الاميركيون للقتل فلن يقوم ترمب بأي عملية عسكرية ضد ايران لان ردة فعلها ستكون عنيفة نتيجة التراكمات منذ ذكرى مقتل سليماني وزاده، واسرائيل من جهتها، تقوم بضربات عسكرية محدودة وهو ما درجت عليه دائماً، إلا أن هناك ما هو متعارف عليه عسكرياً او ما يسمى بـ "الضربة الاولى" فمن سيقوم بها هو السؤال الذي يتردد دائماً؟".