"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

مِن إغلاقِ كورونا، الى إغلاقِ الأبواب أمام الحلول تدور الارض دورتها كاملة، والدولة اللبنانية واقفة محلّها "عا نص إجر". بالتعاون والتكافل بين الطوائف ضربنا بكوفيد 19 قبل ان يصبح 30،وبفضل قواعد اللعبة لمحور الممانعة والمقاومة، سكّروها بوجه كل الحلول، من ولادة الحكومة، الى الاقرار على عينك يا تاجر بتحويل لبنان الى قاعدة امامية للمواجهة وخط دفاع اول، والدولة بكل مؤسساتها ومسؤوليها يا غافل الك الله، "ولا بزمة"، ولما التعجب فهي من رأس هرمها وحتى كعبها وليدة جمهورية الملالي وامبراطوريتهم.

فالأخ قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني، "الماريشال" علي حاجي زادة ، طمأننا، وهو مشكور على خوفه على قلقنا، الى ان "القدرات الصاروخية للبنان وغزة، هي بدعم ايران، وهما الخط الامامي للمواجهة، مضيفاص اننا وبفضل الله وحمده بتنا نملك تقنية الصواريخ المتطورة والدقيقة". بالتأكيد هو كلام "يكبّر القلب" و يرفع الرأس، بأننا بتنا على قدم المساواة مع تل ابيب، اقله على المستوى الصاروخي.

ولكن؟ اوليس هذا الكلام تأكيدا للاتهامات الاسرائيلية - الاميركية، ونفياً للإنكار اللبناني الرسمي، بوجود معامل لصواريخ دقيقة في لبنان؟ سواء كانت تلك التي سلم دايفيد هيل ذات يوم القيادة اللبنانية خرائط بأماكن وجودها، ام تلك التي كشفها رئيس وزراء العدو.

وهنا لا يسعنا الا ان نتذكّر كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله خلال مقابلته على قناة الميادين، والتي تحدث خلالها عن رد موجع في حال استهداف "المصنع المزعوم" في البقاع.

في كل الاحوال ليس كلام "مونتغومري" الايراني بجديد، فقد سبقه كثيرون الى كشف اسرار قومية، واستراتيجيات دفاعية وهجومية، قبل ان يعودوا ويتراجعوا عنها بحجة الترجمة "المحرفة"، مشتركها الوحيد محورية "الدويلة" في المعركة الفيصل بين الحق والباطل. كلام يتقاطع مع مواقف حزب المقاومة وقادته المصرون على توحيد الجبهة من طهران الى بيروت، مروراً باليمن وسوريا والعراق، حيث تقف حارة حريك في خط الدفاع الاول من قمم الجولان الى "فقش موج"الناقورة".

وفي هذا الاطار، تكشف مصادر دبلوماسية ان اسرائيل والمملكة العربية السعودي اتخذتا كل الاجراءت الاحترازية لمواجهة الصواريخ الايرانية، بعد توفّر تقارير استخباراتية عن تحريك طهران لقواتها الصاروخية والرفع من جهوزيتها، حيث تعويل طهران على تحقيق نتائج موجعة من الضربة الاولى، التي قد تكون الفرصة الوحيدة، اذ بحسب التقارير ان الاف الصواريخ ستنهمر على بنك الاهداف الايراني من البر والبحر والجو.

واذ تعتبر ان اي خطأ ايراني في الحسابات، سيجعل توصلها الى اتفاق مع الولايات المتحدة بحكم المستحيل، وبالتالي فإن كل الدعوات الحالية للانتقام بنظر تلك المصادر لا تعدو كونها تجييشاً للشارع وفي اطار الحرب النفسية، بمعنى ابسط "وعاللبناني راحت عليه للواء سليماني"، وتتابع المصادر بأن اندلاع هذه المواجهة سيكون كارثياً على الصعيد الاستراتيجي بالنسبة لطهران في بيروت ودمشق، حيث ينتظر ان تكون احدى نتائج المواجهة، تسريع عملية التطبيع الاسرائيلي - السوري، وفتح قنوات لبنانية - اسرائيلية، بمساع روسية، أمّا ميدانياً فانسحاب الجزء الاكبر من قوات اليونيفيل واستبدالها بقوات روسية تنتشر من اعالي الجولان الى الناقورة بحزام عازل يتراوح بين 20 و30 كلم.

وفي هذا الاطار تكشف معلومات استخباراتية ان وحدة كازاخية استطلعت كافة تلك المنطقة من الناحية اللبنانية وجمعت المعلومات اللازمة، في مهمة بدأت منذ اشهر.

وحده الشاطر حسن لم يتعجّب "فمين غيّر عادته قلّت سعادته" و"مش كل مرة بتسلم الجرة"... فالاوضاع خلال العشرين يوم القادمة، "واقفة على صوص ونقطة"...

في المقابل، "جحا ما بيقدر إلّا على خالته"... هكذا هي الدولة بأجهزتها امام الراعي الايراني ،كما امام رعايا الدويلة ومواطنيها، من حزب وسرايا والذين "عا إجرهم" البيانات والتحذيرات الرسمية، والذين تحدّوها بنشر صورهم على وسائل التواصل... ففِدى المقاومة كم قتيل وجريح و3 طيارات للميدل ايست بمناسبة السنة الجديدة...
فعفواً منكم المسألة ليست سلاحاً متفلتاً، انه سلاح منظّم يحرّكه فائض قوة!

في النهاية، فليَشكر اللبنانيون ربّهم ان الشاي المضروب توقف مفعوله عند حدود الرصاص وما كمّل للصواريخ إلّا اذا كان المفعول "لح يكون رجعي" الله وأعلم... فإلى ان تكتمل الدويلات وتتساوى يكون "لكل حادث حديث"...