Beirut
16°
|
Homepage
دولة قتيلة في حادث مروِّع
روني الفا | الاثنين 04 كانون الثاني 2021 - 2:22

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

التطبيع مع لبنان أو الحرب بغض النظر عن شكلها هما الخياران الموضوعان على الطاولة في بداية هذه السنة. لم يعد بالإمكان في ذهن الإسرائيلي غضّ الطرف عن حل أزمته الوجودية مع محور المقاومة إلا عبر هذين الخيارين. أولاً لأن المقاومة أضحَت محوراً. المقصود بالمحور على المستوى الجيوسياسي إكتمال خطّ ناري إستراتيجي بين لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن مدجّج بالبالستي وبمنظومة متكاملة للردع الصاروخي فضلاً عن إمكانيات لسلاح الجو بات يمتلكه هذا المحور دون أن يُفصَح عن شكله لأسباب تتعلّق بظروف المواجهة. المحور المذكور مدعوم بتحالفات إستراتيجية من الصين وأميركا اللاتينية وبالتالي يتّخذ شكلاً نموذجيّاً من أشكال الحرب العالمية تنبئ بها كيسنجر وطوّبها تحت مسمّى " الحرب العالمية الثالثة ".

بالعودة إلى لبنان، يبدو أن هناك سؤالاً كبيراً لم يُطرَح بعد. هل يمكن للبنان هذا البلد المفكك قوميّاً والمشرذم طائفياً والذي يعاني من أزمة نظام هي أبعد بكثير من حشرجات تشكيل حكومة، هل يمكن لهذا البلد أن يخرج من لعبة المَحاوِر ليدخل في لعبة أخرى درج البعض على تسميتها بالحياد؟ مستحيل. الحياد سيكون والحالة هذه زيادة في الشرخ والإنقسام الذي نال منهما لبنان قسطاً وافراً ودفع أثمانهما من إستقراره وديمومته كنظام حكم. الحديث عن حياد لبنان في ظل حجم المحور يشبه الحديث عن رَضيع يقرر قطع أوتوستراد تمرّ عليه مئات السيارات بسرعة جنونية. سنكون دولة قتيلة في حادث سير مرّوع.


في الحربين العالميتين الأولى والثانية كنّا إجزاء غير مرئية في مَحاوِر. في الأولى كنّا سلطنة عثمانية ملحقة وفي الثانية كنّا جمهورية فرنسية تماماً مثل جزيرة جوان دي نوفا في الموزمبيق التي ما زال يحاصرها الفرنسيون حتى يومنا هذا. الفرق الوحيد اليوم أن لبنان بات يملك عناصر قوة وفّرتها مقاومته تجعله جاهزاً ليكون فاعلاً في المحور بدل أن يكون مفعولاً به. نضيف على هذا أن الجزم بانتصار المحور الإسرائيلي فيه خلل منطقي في التحليل معطوف على حسابات لبنانية ضيقة تعكس هاجس مجموعات طائفية تلوذ بمقولة الأقليات وتعتبر أن التحاقها بالمحور الإسرائيلي قادر على حمايتها من مكونات وطنية وطائفية أخرى في لبنان.

المقومات الفكرية والعقائدية توفّر للمكونات اللبنانية اليوم الإنخراط الكامل في محور المقاومة ويُسقط من المواقف الإنعزالية ذريعة هيمنة الشيعة على البنية السياسية اللبنانية. المقاومة التي دحرت المجموعات التكفيرية عن لبنان في السنوات الماضية بدعم عقائدي قتالي من الجيش اللبناني تضع تصريحات ومواقف المنادين بالحياد أو الملوّحين بتشييع لبنان تصريحات خارج السياق وداخل الشبهات. لبنان على المستوى الجيو سياسي صار منخرطاً إنخراطاً كاملاً في محور المواجهة. الحرب إذا نشبت واحتمالات نشوبها ليست معدومة ستندلع من دون إذن هؤلاء وستضع أوزارها من دون إذنهم أيضاً. لن يربحوا شيئاً إذا خسر محور المواجهة الحرب ولن يربحوا شيئاً أيضاً إذا ربح محور المواجهة الحرب.

هناك تسطيح ممجوج لبعض مقولات السيادة من البعض. حتّى حلفاء المقاومة في لبنان ييبيعون سلعة السيادة لمؤيديهم غامزين من قناة خطف المقاومة لهذه السيادة. هذا يزيد في الشرخ الداخلي دون أن يغيّر في المعادلة الداخلية قيد أنملة. المسألة مسألة حماية التطبيع مع العالم العربي بالقضاء على محور برمّته. في اتفاقيات التطبيع التي أبرمها العدو مع الدول المطبّعة حديثاً إقراوا ما يلي: " العمل من أجل حل سلمي للخلاف الإسرائيلي الفلسطيني ". مات مصطلح " الصراع العربي الإسرائيلي ". حلَّ محلّه مصطلح " الخلاف " وكأن المسألة مسألة نزاع حول ملكية عقار أو سداد دَين أو دعوى إيجار. من هنا تبدأ الخارطة والكلمات وليس من مكان آخَر.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"ما زلت أحفظ شيئاً من الود"... وهاب "يهدّد" خلف الحبتور! 9 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 5 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 1
"الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 10 بعد كشف ملابسات جريمة العزونية... بيانٌ من "التقدمي الإشتراكي"! 6 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 2
توقيف المشتبه بِهم بِجريمة قتل ياسر الكوكاش! 11 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 7 آلاف المقاتلين السوريين في لبنان ينتظرون "إشارة العم سام"... ومعلومات من أوروبا! 3
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 12 وكالة اميركية تتحدث عن تلقيح السحب بِفيضانات الإمارات! 8 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر