Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
هل مِن محرّضٍ على حزب الله داخل القصر؟
عبدالله قمح
|
الثلاثاء
05
كانون الثاني
2021
-
3:01
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
إنتهت معركة الردّ على تصريحات قائد القوة الجويّة الإيرانية إلى صفر نتيجة. لم تبلّغ السلطات الايرانية أي إعتراض رسمي لبناني وعلى الأرجح لن يحصل ذلك. إقتصر المشروع على "تغريدات طائشة"، ولعلّ أبرز ضحاياها كان رئيس الجمهورية ميشال عون الذي وقع في شرّ "شبكة" مضلّلة مصدرها محيط القصر!
على ضفة الرئيس سقف الموقف هو التالي: "الردّ غير منبعث من خلفيات سياسية داخلية لبنانية، وغير مرتكز إلى توافر رغبات لديه لخلق تشنج سياسي، بل للامر صلة بعمق واجباته كرئيس للجمهورية لكون الموضوع طال شأناً سيادياً".
الأمر الوحيد الذي يسجّل كنجاح للرئيس من كل الذي حصل، أنه دوّن الردّ تحت عنوان حسابه الشخصي على تويتر لا حساب رئاسة الجمهورية ما نزع صفة الرسميات عن الموقف وجعله يدور في إطار شخصي لا يتعدّى سقف تسجيل الموقف، وإلا لكانت الامور أخذت بعداً آخر، وهذه دلالة على أن ما ورد عن لسان الضابط الايراني لم ينظر إليه من الجانب اللبناني كموقف رسمي إيراني وبالتالي لا حاجة إلى "تذخير" الحساب الرسمي الأول في الجمهورية.
الخارجية اللبنانية، بشهادة عارفيها، لم تتعامل مع التصريح على أنه "موقف رسمي إيراني، لذا لا داعي للهلع!".
في مكانٍ آخر، عملت على التدقيق لغوياً بمحتوى الموقف، وتبيّن لها أن الترجمة التي وزّعت من خلال تقارير إعلامية عربية تختلف عن الصياغة الفارسية للخبر الأصلي، ما يستخلص منه أن النص خضعَ لتعديلات لغوية طفيفة حوّرت مضمونه. مع ذلك، بقيت ثلة صحافية/سياسية غير مقتنعة بواقعة التحريف لسبب إنما يدل على ضحالة فكر القائمين على هذا العرق السياسي الداخلي.
طهران ذاتها، لم تشر بدورها إلى أن ما صدر عن ضابط عسكري لديها، يمثّل موقفاً رسمياً، بحكم أن لا صفة دبلوماسية أو سياسية للمعني بالحديث، وما حدث يُمكن تسجيله تحت خانة التحليل الفردي الذي لا يعني الدولة أو يلزمها بشيء، كما أنه لا يُعبّر عن جوهر النظرة السياسية الرسمية الايرانية، بدليل أن تصريحات الضابط الايراني كانت محدودة الانتشار إيرانياً ولم تكن ذي أهمية بالنسبة إلى الإعلام الفارسي الذي حصر تداولها ضمن نطاقٍ ضيّق.
وبالرغم من كل هذا الوضوح، أصرّ البعض على إعتبار التصريح "جنحة"، وطالب بجلب السلطة الايرانية بشخص سفيرها في بيروت إلى قوس المسائلة الدبلوماسية، وهي لعبة منبعثة من خلفيات كيدية يقصد منها "توريط" الخارجية اللبنانية، المحسوبة سياسياً على رئيس الجمهورية، بنزاع على توصيف ماهية الموقف الايراني وطبيعة الردّ عليه.
في المقابل، المستوى الدبلوماسي الايراني في بيروت متفهّم. تعامل مع القضية بطريقة طبيعية جداً. لم يسأل ولم يبرّر، وعلى الأعم الأغلب لم ترده توجيهات خاصة من طهران حول كيفية التعاطي مع القضية. اقتصر نشاطه عملياً على متابعة المواقف التي تصدر من هنا وهناك وتطال الجمهورية الاسلامية وتحليل خلفيات الاشخاص الذي يتولون التعليق، وهذا أمر طبيعي لا يمكن إدراجه في خانة الإستثنائية.
ثمة من على الضفة السياسية من يغمز إلى محاولة أبعد من ذلك، محاولات لتوريط رئيس الجمهورية خلال السنتين الأخيرتين من عهده، في كباش سياسي مع حلفاء تقليديين، قد يجرّ إلى خلاف أشمل وأعمق على مستوى الداخل اللبناني وإلى مزيٍد من التشنّج السياسي، في تكرار للربع الأخير من ولاية الرئيس ميشال سليمان التي تميزت بالانقلاب العلني على حزب الله بعد فترة تفاهم، مع أن ميشال عون ليس ذلك الشخص الذي ينقلب على تفاهماته.
من خلفية تلك الأدوار، يقرأ وجود مصلحة لدى بعض المحيطين بالرئيس، في ضوء إرتفاع لغة التهديد الأميركي بالعقوبات، في السير نحو إعتماد لغة تظهر تمايزاً سياسياً إلى حدود معيّنة وتأخذ طابعاً غير رسمي، اي عبر إدراج أي موقف محتمل يصدر عن الرئيس تحت خانة شخصية تمثل ميشال عون بصفته الشخصية لا صفته كرئيس للجمهورية.
ثمة رهان بدأت تتضح صورته كلما اقتربنا من نهاية العهد، يقوم عن محاولات لتعكير صفو العلاقة بين رئاسة الجمهورية وحزب الله من خلال إقحام قضايا إلى واجهة المشهد وتحويلها إلى مسائل خلافية تستدرج من كلا الجانبين ردود فعل كلامية. المثير في هذا الجو، وقوف شخصيات "برتقالية" في مقام التحريض والدفع بدعوى "تبدل المشهد السياسي".
حدث ذلك للمرة الاولى وبشكلٍ فاقع حين نشأ الخلاف بين الطرفين حول طبيعة تعيين أعضاء وفد التفاوض غير المباشر حول ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي، والآن ينبت بأشكالٍ متعددة تتصل بجوهر قضايا يعتبر حزب الله أنها سامية وفوق مستوى الانتقاد. وإلا، لماذا إقحام قضية تثير حساسية حزب الله كمثل التنصل من الاعتراف بوجود شريك للبنانيين في حفظ استقلالهم، اي عملياً طمس وقائع تاريخية تثبت الشراكة الايرانية المساهمة في مجال تسليح المقاومة ما أسهم "بأقل تقدير" في تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا