Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
الحريري يعتكف؟
عبدالله قمح
|
الخميس
07
كانون الثاني
2021
-
2:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
حرفياً، يتحدّث مناصرو تيار المستقبل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن كونهم "سنافرَ زُرق"! اختاروا التشبيه للدلالة إلى معركة "الجينات الحكومية الطاحنة" التي تدور في مواجهة "شرشبيل وهرهور"، واشياء "ملونة" أخرى من السهل الوصول إلى هوية الأطراف المقصودة منها. بالتمام، حوّل "الزرق" البلاد إلى نموذج مصغر، عبارة عن بحث عن قرية "سنافر" مفقودة عالقة في دوامة "صراع بقاء" لا ينتهي.
وعند التدقيق، يتبين أن القرية فاقدة "أبيها" الذي غادرَ البلاد على بركة العيد ولم يعد بعد، وسط إنتشار المعلومات المضللة كالفطر في ما له صلة بتاريخ عودته ومصدرها بيت الوسط طبعاً الذي أخذ يقول الشيئ ونقيضه معاً، في أمر لا يفهم منه إلا محاولة لتضييع التوقيت المفترض لوصول الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت، الذي وفي آخر إستطلاع قدر أنه سيعود اليوم إن لم يكن قد عادَ بالأمس.
كل ذلك لا يقود عملياً إلى إحتمال ولو ضئيل لعودة الملف الحكومي إلى الدوران على طاولة البحث الصريح.
في اشتباك الإعلان عن إنتهاء "هدنة العيد" والذي نمى من زاوية الرّد والرد المضاد على دعوة التيار الوطني الحر للرئيس المكلف كي يعود إلى بيروت، ألمح الحريري عبر مكتبه الإعلامي إلى أن واجباته "الوطنية والدستورية" في مسألة التأليف إنتهت عند حدود تقديم التشكيلة إلى رئيس الجمهورية "وهو ينتظر إنتهاء الرئيس من دراستها". يقود هذا التلميح إلى إعلان إنتهاء وظيفة الحريري بمجرّد وضع التشكيلة في متناول قصر بعبدا، في محاولة يشتم من ورائها توافر نوايا لتوريط الرئيس وجبران باسيل في تحمل تبعات التأخير.
عملياً، الاجواء تؤكد ما يلي: الحريري أنجزَ تشكيلته وعلى الآخرين أن يبادروا، وهو مستعد للمزيد من درسها متى نال الرد المنتظر، على قاعدة نفس المعايير التي اعتمدها وضمّنها المسودة التي تقدمَ بها، وهو غير معني بأية تغييرات أخرى لها القدرة على نسف التشكيلة". يستبطن هذا الكلام أمور عدة. أوّلها غياب الرغبة لديه في رفع الصيغة من 18 إلى 20 وأكثر الذي ورد في "اقتراح المحاولة" لإيجاد حل لعقدة تمثيل "الطرف الآخر" من الدروز. ثانيها، استعداده لإحالة التشكيلة إلى "المجهول السياسي" في حال جرى التلاعب بها، وهذا يقود عملياً إلى تهديد بإعادة الامور إلى نقطة الصفر. في ثالثها ورود علامات تحمل على الظن إن الحريري في وارد العودة إلى "منطق الاعتكاف في بيت الوسط" الذي اعتمده خلال تأليف حكومته الأخيرة.
وللحقيقة، الاجواء السلبية بدأت تلوح في الافق مع إعلان أوساط الحريري رغبته في العودة إلى بيروت وما تبع ذلك من مشاحنات إعلامية. وفي دليل على الترابط بين الدولار ومسألة التأليف، سجل سعر الصرف لدى سوق القطع "الاسود" إرتفاعاً إذ تجاوز سقف 8900 ليرة للمرة الاولى منذ أشهر، ما ينذر إلى أن مرحلة ما بعد عودة الحريري لن تكون متخمة بالحلول.
ما زاد وقع الدولار والمستوى السياسي سوءاً، انه وقع ضحية بعض التسريبات التي بنت على أن الحريري في صدد البحث عن حلول في الخارج، بدليل أنه لم يحظَ بأي لقاء "على مستوى سياسي عالٍ". وبحسب المتابعين، اقتصر قضاء الحريري عطلة العيد على مكوثه في الإمارات العربية المتحدة إلى جوار عائلته، من دون ان يسجل دخول طائرته الاجواء السعودية أو الفرنسية، مع أن أوساطاً في بيروت، عملت على معالجة هذه القضية من خلال تسريبات متضاربة تحاكي تنقل الحريري جواً في أكثر من عاصمة.
على صعيد علاقات الحريري الثنائية، الوضع ليس افضل. ختم عام 2020 على امتعاض "عين التينة" وإستياء "بكركي" وإشتباك مرتفع الشحنات الكهربائية مع "المختارة" بعدما عمل النائب السابق وليد جنبلاط على "تقريع الحريري" بطريقة مهذبة ومن خلال تغريدات ضمّنها إنتقادات لاذعة لطريقة الحريري في التأليف، وهي إشارة إلى تكريس حالة القطيعة بين الجانبين التي سجلت بينهما بداية على إثر إتصال هاتفي صاخب إنتهى بقيام أحدهما بإغلاق الخط بوجه الآخر.
كل ذلك، يعزز الاقتناع بأن الحريري غير مقبل على خطوة جدية لتأليف حكومة في المدى المنظور حتى ولو دخل الرئيس الأميركي جو بايدن البيت الأبيض، ولو ورده الرد من رئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيلة "هات إيدك ولحقني" يتهم الحريري بتقصّد تلغيمها بمجموعة أفكار كي لا تمرّ. واعتبارات فقدان أمر التأليف كثيرة، تتصل بغياب التفسير الواضح حول طبيعة مشاركة حزب الله، ووقوف البلاد على "شوار" رفع الدعم ورفض حكومة حسان دياب "المستقيلة" تولي المهمة بأكثر من محاولة "ترشيده"، بالاضافة إلى فقدان عامل الدعم الخارجي الذي يحتاجه الحريري بموازاة التحشيد الفرنسي، والأهم تسيّد "الجانب الصحي" لائحة الاهتمامات اللبنانية.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا