Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
ضَربُ الجيش بالسنّة.... خيطوا بغير هالمسلة!
ميشال نصر
|
الخميس
07
كانون الثاني
2021
-
2:00
"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر
أحد لم يكن مدركاً ليلة 31 كانون الاول 1999، على بعد ساعات من ولادة العام الجديد، ان البلاد ستدخل مرحلة جديدة مفتتحة صفحتها الاولى في كتاب الارهاب الاصولي الاسلامي بوجهه "السني"، بعدما خبرته جيداً لسنوات بواجهته "الشيعية". فالمواطنون العالقون على الاوتستراد في طريقهم الى سهراتهم "يا غافل الك الله"، "متل الاطرش بالزفة" غير عارفين سبب قوافل سرايا المغاوير المتجهة من رومية باتجاه جبيل ولا تلك العائدة لمغاوير البحر المنطلقة من الفيدار. فلا هواتف ذكية يومها، ولا مجموعة اخبارية او خدمة اخبار عاجلة، حتى ان غرف الاخبار دخلت في اجازة لساعات.
هكذا بدأت المعركة بتقدم سريع للوحدات الخاصة في الجيش براً وجواً ادى الى انكفاء المجموعات الارهابية الى جرود الضنية مصطحبين معهم ضابطاً اسيراً، هو المقدم ميلاد النداف رئيس القسم الثاني في فوج المغاوير، اي ضابط الامن، بعدما وقعت الالية التي كانت تقلّه في كمين للمسلحين.
بالتأكيد كثيرة هي الاخبار والاشاعات التي تم تداولها، وقد عززها التراشق الاعلامي بين الرئيسين لحود وسليمان، بلغ حد اتهام الاخير بعدم الاهلية للقيادة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى اندفاع اطراف حزبية للنفخ في بوق التحريض الطائفي ولو بعد حين لتحقيق مكاسب سياسية، من جهة ثانية حيث كان سلاح الاثنين شهداء الجيش واللعب على وتر المؤسسة العسكرية، خصوصا انه في عام 2005، ربط العفو العام عن رئيس حزب القوات اللبنانية بالعفو عن مجموعة موقوفين بأحداث الضنية، والذين التحق العدد الاكبر منهم بفتح الاسلام لاحقاً وريث حلم مجموعة الهجرة والتكفير في الضنية.
ومن بين ابرز الشهداء كان المقدم ميلاد النداف، الذي رافق استشهاده الكثير من اللغط وبناء الروايات التي ما زال الكثير منها عالق في اذهان الناس حتى يومنا هذا.
واذا كانت قيادة الجيش تملك وحدها حقيقة ما حصل حتى لحظة استشهاده، وفقاً لتحقيقات أجرتها، يعود لها وحدها كشف حقيقة ما حصل في ذاك المنزل في كفرحبو، حين يحين الوقت لذلك، فإن الاكيد ما نسج عن تعذيب للعقيد الشهيد بتقطيع اعضائه على مراحل لا يمت الى الحقيقة بصلة.
غير ان ملف الضنية الذي اقفل على زغل امني - قضائي بحكم "مونة" الشقيقة، عاد وانفجر بعد سبع سنوات، متّخذاً شكلاً اعنف واوسع هذه المرة، في مخيم نهر البارد الذي انتهى الى خسارة جيش وانتصار افراد، مهيئا الارضية لتحويل لبنان الى ارض نصرة وجهاد لمشروع امارة اسلامية يستحيل ان تبصر النور في لبنان، شأنها شان الجمهورية الاسلامية.
اليوم وفي ذكرى انتهاء معركة الضنية امور كثيرة تغيرت، سياسية وامنية واجتماعية، واجهزة اكتسبت خبرة وحرفية في مواجهة الارهاب، بجهودها وبدعم حلفاء لبنان، محققة النصر الامني والعسكري على المجموعات الاصولية، كاسرة كل المحرمات والخطوط الحمر، فدخلت عين الحلوة و"سحبت" عماد ياسين، "صفت" كل من اعتدى على عسكري ومدني بريء، اعادت عرسال الى لبنانيتها،احبطت هجوم "الكوستا" بعملية "دوخت" الاميركيين وبقيت تفاصيلها الحقيقية طي الكتمان حتى اليوم.
هي محطات ما كانت لتكون لولا ضريبة الدم التي دفعت، لتثبت للبنانيين والعالم ان دولتهم قادرة متى كانت عازمة، و"ايدها طايلة وقت بدها"، خلافاً لكل الادعاءات عن فضل لمجموعة من هنا وحزب من هناك. فمن الضنية الى يومنا هذا حبل غليظ يربط الاحداث، مؤامرتها خلق شرخ بين الجيش اللبناني وخزانه البشري، من ابناء عكار ومحيطها، بعدما نجحت "النظرية" نتيجة حرب الالغاء بتمنع الشباب المسيحي عن الالتحاق بالمؤسسة العسكرية، وهي معضلة مستمرة حتى يومنا هذا. فلمصلحة من هذه الاستراتيجية وخدمة لاي اهداف؟ الجواب ليس بصعب او مستعص، تكفي مراجعة الواقع الحالي لتكوين فكرة لا لبس حولها. وهنا لا بد من الانتباه جيدا خلال الفترة المقبلة لهذه النقطة وايلائها العناية اللازمة لما قد تكون لها من آثار سلبية على المستوى العام مع التطورات المنتظرة في الشارع.
واذا كانت الخطط والمؤامرات تحتاج لعوامل عديدة لتنجح، فإن احد اهمها، ما اصطلح على توصيفه في لبنان بالتقصير والاهمال، من راس الهرم الى قاعدته، وما يستتبعه من عدم محاسبة، قادت الكثيرين من المتورطين الى مراكز مسؤولية بتذكية من احزاب وجهات معروفة. هي المعزوفة نفسها اذا، من الضنية الى انفجار المرفأ، حيث سخرية القدر جعلت من الاب والابن ضحيتان.
غاشي وماشي كان النظام الامني اللبناني - السوري المشترك، وفقاً للشاطر حسن الذي خبر هذه الفترة عن قرب ... فالشباب كان همّهم كل همهم عملاء اسرائيل في الداخل من قوات وعونية وكتائب واحرار ومعهم خلطة منوعة... ثغرة استغلها "ولاد الحرام من اخوات القاعدة" للنفاذ بإمارة اسلامية في الضنية كيف وليش؟ لا احد يعرف الا ان هذا ما تقوله الخبرية الرسمية يومها... على ذمة الرواة... فعلى قاعدة اشهد اني بلغت، يأمل الشاطر حسن ان لا تعود عقارب الساعة للوراء.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا