"ليبانون ديبايت"

مع توقّفِ عجلة التّأليف الحكومية، وتواتر المعطيات حول "قطيعة" مُبرمة او انقطاعٍ شبة تام بين رئيس الجمهورية من جهة والرئيس المكلّف عملية تشكيل الحكومة من جهةٍ اخرى، وتصاعد مواقف البطريرك الماروني المستنكرة للجمود الحاصل ودعواته المتكرّرة للسياسيين وعلى رأسهم قطبيّ التأليف، يرزحُ البلد تحت ثقل الأزمات وانفلات الوضع الأمني حيث يكاد لا يمر يوم دون تسجيل حادث سرقة او خطف، فيما لا بشائر عن انفراجٍ حكومي في الافق.

وقد أشار الكاتب والمحلل السياسي جوني منيّر في اتصال مع "ليبانون ديبايت" الى ان "زيارة الوزير السابق مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي الى الصرح البطريركي كانت فاشلة، فقد تحدّث جريصاتي بلغة مختلفة أدّت الى تعاكس مع المواقف السابقة حسبما أشارت مصادر بكركي في هذا الاطار، وبالتالي اضطر الرئيس عون الى زيارة بكركي ربما لاعادة توضيح موقفه".

وتابع: "الدليل ان لهجة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كانت عنيفة في عظته في اليوم التالي بعد زيارة جريصاتي"، مضيفاً: "بالرغم من عودة الحريري من زيارته الخارجية لا تشي الاجواء بأي جديد على صعيد التأليف، والحديث عن العقد الظاهرة المتداولة حول حقيبتي الداخلية والعدل والمحاصصة والثلث المعطل لازال قائماً".

عن المبادرة الفرنسية، يقول منير "يبدو انها توقفت فبعد إصابة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بفيروس كورونا وعدم زيارته لبنان، كذلك تأجيل زيارة الوفد الفرنسي التي كانت مقررة امس، ما يؤشر الى خلفيات اقليمية كبرى تحول دون عملية التشكيل".

توقّع منير عدم ولادة حكومة في المدى المنظور، وقال: "المتغيرات الاقليمية تفرض نفسها على الساحة اللبنانية في هذه المرحلة، وعدم وجود نيّة دولية بحكومة في لبنان يقف وراء عدم تذليل العقبات التي تعتبر طبيعية في اي تشكيلة حكومية من سعي الاطراف السياسية الى تحصيل مكاسب وحصص أكبر، ولا قرار خارجي بشأن انجاز التأليف حتى الساعة"، مشيراً الى ان "البعض يضع العرقلة في الملعب الايراني بينما يعتبر اخرون ان الاميركيين لا يريدون حكومة لبنانية في هذه المرحلة".

وأشار منير الى ان "حزب الله وهو الذي يملك عملياً مفتاح الحل، أبدى صراحة عدم تدخله في تذليل العقبات، التي تحول دون ولادة الحكومة وهو ما يدل على عدم رغبة طهران ايضاً بحكومة لبنانية".

وفي قراءة دولية لتأثيرات القوى الفاعلة الخارجية على الساحة اللبنانية رأى منير انه "في حين اتخذ الاميركيون خطّهم باتجاه طهران، وتولى الفرنسيون الملف اللبناني يبدو ان باريس اصطفت خلف واشنطن، وربما تصاعد المشاكل في الداخل الاميركي سيضغط اكثر على بايدن ما يجعل اولوياته بعيدة عن المنطقة، ويؤخر انطلاقته نحو ايران".

وختم الكاتب والمحلل السياسي بالقول: "تأخير التأليف الحكومي يعقّد الازمة الاقتصادية بشكل اكبر والمعادلة باتت واضحة في هذا المجال لجهة ولادة حكومة اصلاحية يوافق عليها الغرب وتنال ثقة المجتمع الدولي كشرط اساسي لمدّ لبنان بالاكسجين الذي يحتاجه، وإلا فنحن سائرون باتجاه الغرق اكثر واكثر بشكل متسارع".