Beirut
16°
|
Homepage
هَل سيتحسّسُ الرئيس كرسيه قريباً؟
بولس عيسى | الجمعة 08 كانون الثاني 2021 - 8:00

"ليبانون ديبايت" - بولس عيسى

أكّدت أوساط سياسيّة أن العلاقة بين بكركي وبعبدا شهدت في الآونة الأخيرة تراجعاً واضحاً برز في محطّتَين:

المحطة الأولى، كانت في رسالة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الميلاديّة التي ظهر من خلالها وكأنه أقرب إلى وجهة نظر الرئيس المكلف سعد الحريري من وجهة نظر رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون في مسألة تأليف الحكومة، والأهم أن هذه الرسالة، وبالتالي الموقف، أتت بعدما كان الراعي قد التقى بالرجلين في زيارتَين منفصلتين كما أجرى لقاءً ثالثاً مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، فكان موقفه الرافض للثلث المعطل ومنطق التمسك بحقائب معيّنة ووزراء معينين وكأنه خلاصة لهذه اللقاءات وموجّه مباشرةً ضد رئيس الجمهوريّة.


المحطة الثانية، تمثّلت بعدم مشاركة الرئيس في القداس الميلادي في بكركي الأمر الذي فُسّر بأنه ردّ على مضمون رسالة البطريرك الميلادية. وعندها بدأ يتصاعد الحديث عن استياء عون وباسيل من عدم تفهّم الراعي لموقفهما المتمسك بــ"وحدة المعايير" التي خرج عنها الرئيس المكلّف بحسب ما تعتبر بعبدا ومن خلفها ميرنا الشالوحي.

وكشفت الأوساط أن هناك من نصح الرئيس بزيارة بكركي من أجل طي هذه الصفحة للأسباب التالية:

السبب الأول، هناك من يعتبر أن المطالبات بإسقاط رئيس الجمهوريّة تتوسّع علناً وضمناً وبالتالي في ظل هذا المناخ أصبح عون بحاجة ماسة لمظلّة بكركي في موازاة العلاقة المقطوعة بينه وبين حزب "القوّات اللبنانيّة" باعتبار أنه حالما يُرفع عنه الغطاء المسيحي سيسقط. وسخرية القدر في هذا الإطار تكمن في أن عون ولدى وصوله إلى سدّة الرئاسة كان يعتبر أنه بات في موقع متقدّم على بكركي فيما نراه اليوم يعود مسارعاً إليها وهو بأمس الحاجة لغطائها من أجل ضمان بقائه في موقعه.

السبب الثاني، لا يريد عون الظهور بمظهر من فقد مختلف الحلفاء السياسيين، لتنحصر العلاقة بـ"حزب الله" فحسب، باعتبار أن هذه العلاقة باتت تنعكس سلباً عليه على المستوى الدولي وهذا ما يفسّر مسارعته، وخلافاً لما جرت العادة عنده، بالرد على تصريح قائد القوّات الجويّة في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده. وبمعزل عن شكل الرد المقتضب وجوهره إلا أنه بمجرّد إطلاقه فهو يعدّ رسالة إلى المجتمع الدولي بأن عون لا يقف موقف المغطي لـ"حزب الله" الأمر الذي ولّد استياءً لدى الحزب وفق أكثر من مصدر عليم في فريق "8 آذار".

السبب الثالث، عون يريد أن يتكئ في مواجهته مع الرئيس المكلّف إلى وضعيّة مسيحيّة وليس على عضلات "حزب الله" فحسب، وبالتالي هو بحاجة إلى أن تكون بكركي إلى جانبه في ظل شعوره بولادة جبهة مستترة في مواجهته قوامها الرباعي، مع حفظ الألقاب: نبيه بري – سعد الحريري – وليد جنبلاط – سليمان فرنجيّة.

السبب الرابع، إن الرئيس ومن خلفه باسيل يعتبران أن شعبيّتهما الأساسيّة تأثرت بفعل الإنهيار المالي والإنتفاضة الشعبيّة والأزمة السياسيّة وبالتالي لا يريد عون أن يفقد في السنتين الأخيرتين من عهده ما تبقى له من مشروعيّة مسيحيّة، وهذا هو سبب مزايدته وباسيل مسيحياً محاولين التأكيد على أن معركتهما الحكوميّة هدفها تأمين حقوق المسيحيين وليس حصتهما الوزاريّة.

ورأت الأوساط أن زيارة عون إلى بكركي وما صدر عنها يؤكد أن رئيس الجمهوريّة بات في وضع صعب وطنياً ومسيحياً ويبحث عن كيفيّة البقاء في القصر الجمهوري حتى منتصف ليل 31 تشرين الأول 2022، وبالتالي قطع الطريق أمام كل المحاولات الجارية في الخفاء والعلن من أجل تقصير ولايته، خصوصاً في ظل المعلومات التي وصلت إلى مسامعه والتي تفيد بأن هناك من يحاول إقناع "حزب الله" بأن الذهاب الآن إلى انتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيّة لولاية رئاسيّة كاملة يشكّل ضمانة لمواصلة إمساك الحزب بالسلطة في البلاد وإعادة التوازن إلى المشهد السياسي في ظل المخاوف من أن تفرض التطورات انتخابات نيابيّة مبكرة أو حتى في حال وصولنا إلى الانتخابات النيابيّة في موعدها السابق لانتخابات الرئاسة، ففي ظل التغيرات في المزاج العام في البلاد ليس مضموناً عودة الاكثريّة النيابيّة على ما هي عليه اليوم، لا بل المتوقع هو العكس تماماً وبالتالي لن يتمكن الحزب من الدفع لانتخاب رئيس من صفوفه.

ولفتت الأوساط إلى أنه حالما وصل هذا التحريض إلى مسامع بعبدا أدارت محركاتها في اتجاهَين:

الإتجاه الأول، بكركي من أجل تدعيم وضعيّة الرئيس المسيحيّة.

الإتجاه الثاني، "حزب الله" من خلال توجيه رسائل منهجية له على ألسنة نواب وقيادات في "التيار الوطني الحر" والتي عمدت إلى مهاجمته، وذلك لكي تقول بعبدا له: إن أي خطوة في اتجاه تقصير ولاية الرئيس ولأي سبب كان تعدّ بمثابة التخلي عن التحالف مع "التيار" وبالتالي في هذه الحال سيخسر الحزب الغطاء المسيحي وأي فريق مسيحي آخر لن يكون في استطاعته تأمين الغطاء البديل له.

وختمت الأوساط بالقول إن العامل الأساسي الذي ينقذ عون اليوم هو عدم الاتفاق بين حزب "القوّات اللبنانيّة" والقوى السياسيّة السياديّة الأخرى على أولويّة المرحلة فالأول يطرح الانتخابات النيابيّة المبكرة، فيما بعض القوى الأخرى والشخصيات التي تدور في فلكها تطرح الانتخابات الرئاسيّة المبكرة، ولكن في اللحظة التي ستقتنع فيها القوى السياسيّة السياديّة بوجهة نظر "القوّات" بأن التغيير الحقيقي يبدأ من مجلس النواب عبر نسف الأكثريّة النيابيّة الحاليّة الحاكمة عندها سيتحسس الرئيس كرسيه بعد شعوره بالخطر المحدق على ولايته، وعندها لن ينفعه لا تقارب غب الطلب مع بكركي ولا تحالف مع "حزب الله".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 9 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
"الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 10 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بيان "هام" من الشؤون العقارية 11 "سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 7 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 3
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 12 نائب يتعرض لوعكة صحية! 8 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر