Beirut
16°
|
Homepage
"عونيون" ضدَّ الحزب!
عبدالله قمح | الجمعة 08 كانون الثاني 2021 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

مشكلةٌ تلك أن يغرق بعض "العونيين" في متاهة النسيان، أن يكونوا جاهلين بواقع ما قدمته إيران إلى لبنان، وبحقيقة دورها في صون الاستقلال اللبناني. يمكن أن ينسى الشخص، نعم ومفهوم، لكن أن يطمس وقائع تاريخية عن سابق إصرار وتصميم، فهذا أمر يدعو للقلق!

كان العونيون من بين أكثر الفئات المتمتعة بعلاقة جيدة بل ممتازة مع طهران، إلى حد أن طغى حديث أكثرية العونيين على ما اختلفَ ذكره الآن. أجمعوا أن الدعم الايراني للمقاومة في لبنان يُعد من علامات القوة لهذا البلد، كذلك هم رفضوا التفريط بتلك العلاقة. جولات السفير المرحوم غضنفر أبادي من/إلى الرابية في العهد الذهبي لميشال عون لا يمكن محو إثرها مهما طغى المستشارون وتجبروا. رفعَ الايرانيون موقع العونيين إلى مستوى حليف بعضوية كاملة بما في ذلك ادراجهم على قوائم الميزانية، وعندما فاز عون بجائزة "الجمهورية" اعتبروا ان حليفاً إستراتيجياً جلسَ على الكرسي الأول في لبنان، فما الداعي إذاً إلى كل تلك ترهات التغريدات وهجوم جحافل "الاورانجيين" عبر الموقع الازرق، إلى حدود أظهرت كما وأنهم لم يكونوا حلفاء لطهران قط!


المصيبةُ الاكبر، ان الموقف الذي بنيَ عليه "حق الرد" يختلف بنصه عما وزّع. كان يجدر التدقيق في ما نقل قبل السير في طابور المزايدين. هذه تُحسب على التيار ورئاسة الجمهورية. دعكَ من النصوص، فلندخل إلى صلب الموضوع، حيث أظهر الرد البرتقالي المعطوف على رد عوني شخصي، كما وان التيار لم يكن يوماً جزءاً من حلف عريض، كما وأنه خارج منظومة الثامن من آذار، كما وأنه ليس بحليف لحزب الله ولم يشارك "بعلامة كاملة" بحكومات "الممانعة" ولا يقاتل الآن على الشراكة بجوارهم، ولا يعد سياسياً مدرجاً في قوائم حلف يمتد من طهران إلى بيروت، مدرجاً برغبته طبعاً من دون أن يفرض عليه أحد ما خياراته. وبما أن الواقع كذلك، فيجب على المنتمين إلى هذا الحلف أن يعملوا بمقتضيات الحلف، وإلا فليعلنوا خروجهم عنه، من دون إحراج!

الموضوع اليوم لم يعد يحتمل القسم على إثنين. بين الأسود والرمادي على اللون البرتقالي الاختيار. لم يعد جائزاً الوقوف في البقعة الرمادية، أو اختيار الصعود على التلة ومشاهدة المعركة تدور "من فوق". مفهومة وضعية التيار في بيئته، في المقابل عليه ان يفهم مقتضيات الحلف الذي دخل فيه، ووضعية البيئات الحليفة ايضاً. ليس مطلوباً منه أن يقاتل عن أحد، ليكف شرّ بعض ألسنته وهذا يكفي. لم يعد جائزاً اليوم أن يطعن الحلف من داخل الحلف، أو أن يصبح هنالك اشخاص متلونين في داخل حلف لونه معروف. في زمن الخيارات الصعبة على التيار، بكل محبة، ان يحدد خياراته.

مشكلةُ التيار، على رأي بعض المقربين منه، أنه ضائع في منهجيته السياسية ويجهل كيفية التحضير لمرحلة ما بعد العهد. يتخبط منذ الآن ويحاول محو الأثر السلبي للخارجين عنه. هو يدرك ان بيكار التشققات يتسع من حوله. البيئة التي بنى أمجاده عليها تكاد تغادره، وقد تجلى ذلك بعيد 17 تشرين. لذا يقوم مسعى التيار اليوم على محاولة إستعادتهم من خلال إعادة إنتاج خطاب "اليمين" السابق المبني على الخلفيات الطائفية والسياسية والموقع من المقاومة، وبما ان حزب الله يمثل المقاومة اليوم، على التيار واجب تغليب قراره على روابط حلفه!

هكذا يرى العونيون الأمر. ثمة داخل البيئة المسيحية صراع على كسب الفرقة الخارجة من رحم التيار، أو تلك الواقفة على هامشه. مع الاسف هؤلاء يلقون باللوم في الازمة الاقتصادية على حزب الله. عملياً، نجحت بروباغندا الطرف الآخر في إقتناع "جناح برتقالي" عريض بمسؤولية الحزب عن الأزمة و إستجرار العقوبات الاميركية إلى البلد مما أدى –بحسب رأيهم- إلى سقوط عهد راكموا عليه أحلامهم. لذا يطلب هؤلاء من قيادة التيار موقفاً من الحزب. في الواقع مطلوب أكثر من ذلك، مطلوب استدارة كاملة تبدأ بتظهير وضعية التمايز وربما تنتهي بخروج، بدأ البحث في معالمه منذ الآن تحت عنوان "إستصلاح أرضية التفاهم" وهي عبارة شديدة الدبلوماسية تخفي تحتها قشرة سميكة تكاد تصل إلى قلب مفاهيم التفاهم رأساً على عقب.

هذا الواقع، ادّى بغير المنضبطين في صفوف التيار إلى الصعود نحو الاعلى وإيجاد ارضية لتسويق أفكارهم التدميرية بحق التيار. انها فترتهم الذهبية الآن. بعضهم قلب الدفة من جهة إلى أخرى ويرد قلب التيار معه، نحو إعتماد نموذج مختلف من تيار "عصري/مودرن يعود إلى جذور غربية، وهنا يبرز امثال ناجي حايك الذي كان ينام ويستيقظ في استديوهات قناة المنار مثال.

ما زادَ من تخبط التيار الفوضى التنظيمية السائدة التي تحول دون "تشذيب" الخطاب، معطوفة على واقع دخول العقوبات الاميركية على رئيسه الوزير السابق جبران باسيل طرفاً مؤثراً. ثمة من داخل التيار من يعمل على محاولة المواءمة بين العقوبات والتحالفات السياسية من دون أن يجد الترياق المناسب. في مكان آخر يُراهن على دخول جو بايدن البيت الابيض عل ذلك "يفتح خط" يؤدي إلى تجميد العقوبات. كل ذلك يبقى مدرجاً في خانة التمنيات وهاجس رفض التيار منطق الخسارة! بإختصار هذه معضلة "ميرنا الشالوحي" اليوم!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 9 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 10 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر