Beirut
16°
|
Homepage
نصرالله للحريري: ما عادش بدنا...
ميشال نصر | الجمعة 08 كانون الثاني 2021 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

مِن أجمل وأبهى الصور "الشماتة" اللبنانية بما حصل خلال الساعات الماضية في العاصمة الاميركية، من قبل طبقة سياسية "رضعانة" ديمقراطية، انفطر قلبها لما شهده مبنى "الكابيتول"، متناسين ان ما "يندبون" سمح في الولايات المتحدة للمعترضين بالدخول الى قاعات مبنى الكونغرس وليس فقط باحته الخارجية، خلافا لقرارات اصحاب المعالي والسعادة في بيروت، الحريصين على الحرية والديمقراطية المصانتين بمنع الثوار من الاقتراب من اسوار "قلعة" ساحة النجمة.

في كل الاحوال، المسؤولون عندنا يهتمون لامورهم الكثيرة فيما المطلوب واحد، اقله ان من بيته من زجاج لا يرشق الناس بالحجارة. فرئيس الجمهورية الذي قرر خرق حظر كورونا والانتقال الى بكركي للمعايدة، رغم دقة الوضع الصحي، وجد نفسه محرجاً مع تحميل الزيارة اكثر مما تحمل، ما دفع بدوائر قصر بعبدا الى اصدار بيان توضيحي حتى قبل وصول الجنرال الى بعبدا، ينفي الصبغة السياسية لزيارة المعايدة، التي اكدت مصادر متابعة لها، ان الاحاديث بين البطريرك والرئيس تناولت الملف الحكومي في اطاره العام، حيث استمزج سيد بكركي رأي الرئيس عون في امكان عقد لقاء مصالحة شخصي بين عون والحريري، إلّا ان الضيف لم يبدِ تجاوباً مع الطرح دون ان يرفضه صراحة.


وتابعت المصادر ان عون أعاد التأكيد على مواقفه واسباب تعثر الولادة الحكومية، من وجهة نظره، مبدياً انفتاحه على اي مبادرات ضمن المسلمات المعروفة. اللافت وبحسب المصادر، قناعة رئيس الجمهورية بأن الامور ذاهبة في اتجاه ايجابي خلال الفترة المقبلة وان الاوضاع متجهة نحو مزيد من الانفراج.

الحريري الذي وصل الى بيروت فجأة لاسباب امنية، قادماً من السعودية، بحسب البعض، التي توجه اليها للوقوف على اخر التطورات الخليجية، دون ان يتضح ما اذا كان قد التقى ايا من مسؤولي المملكة، لتحديد خطواته في المرحلة المقبلة، لا يبدو مستعجلاً بت الملف الحكومي، تاركاً الكرة في ملعب رئيس الجمهورية.

فطرح الراعي، يصطدم بموقف الرئيس المكلّف المتشدد واصراره ان لا مشكلة شخصية او خلاف شخصي مع رئيس الجمهورية، بل على الاخير ان يعطي جوابه حول التركيبة التي قدمت له وطلب وقتاً لدراستها، ليبنى عندها على الشيئ مقتضاه.

في هذا الصدد يمكن الحديث عن اربع مواقف متوقعة كفيلة بتغيير المعادلة :

1-مواقف الدائرة الضيقة المحيطة برئيس مجلس النواب، المؤكدة على ان لا حلول في المدى المنظور في موضوع تشكيل الحكومة، معتبرة ان البلد يتجه الى الهاوية حتما. اللافت ان عين التينة التي درجت على اخراج ارانبها عند كل ازمة، غائبة بالكامل عن الساحة.

2-مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط،"البايدني" الهوى، المتهيب اللحظة الاقليمية والدولية، والتي توجه باطلالته التلفزيونية مساء امس، تؤكد ان الاوضاع اللبنانية متجهة الى مزيد من الانهيارات المتتالية سياسيا واقتصاديا وامنيا، ما يتقاطع مع رؤية "الاستيذ"، ما يعني قيام حكومة اللون الواحد اذ يبدو واضحا ان مراجعة البَيك الشاملة للمرحلة المقبلة وكيفية مقاربتها، اوصلته الى خلاصة مفادها الامتناع عن المشاركة في الحكومة، ظاهرها الاعتراض على نوعية الحقيبة والحصة، باطنها عدم الرغبة بتكرار تجربة تغطية حكومة حسان دياب.
فهل يطالب عون بالحصة الدرزية والحال كذلك؟

3-اطلالة السيد حسن نصر الله اليوم، التي ستنهي فترة السماح الممنوحة للرئيس المكلف، حيث تشير كل المعلومات الى ان امين عام حزب الله سيتخذ طرفا الى جانب رئيس الجمهورية، متبنياً مواقفه في مسألة تشكيل الحكومة، ليبيعه موقفاً من جيبه. اذ تجمع المعطيات ان المصالحة الخليجية معطوفة على الاحداث التي تشهدها الولايات المتحدة الاميركية، تلزم محور الممانعة، وعلى رأسه حزب المقاومة التعامل بمزيد من التشدد على الساحة اللبنانية، والذي يعني العودة الى حكومة على صورة ومثال حكومة حسان دياب.
فهل يقولها السيد صراحة للشيخ "ما عادش بدنا"؟

4-الاطلالة المنتظرة، يوم الاحد، لرئيس التيار الوطني الحر، والتي توحي اجواء شد الحبال القائمة بين بعبدا وبيت الوسط، والمرشحة للازدياد، الى ان باسيل سيعيد التأكيد والتشديد على مواقف تكتل لبنان القوي، والتي واضح ما بين سطوره وحفلة "الزجل" المرافقة له مع رد الشيخ احمد، حيث لا يخفي البرتقاليون رغبتهم باعتذار الرئيس الحريري.
فهل يسبق سيف مبادرة بكركي عزل النائب باسيل الاحد؟

امام هذه الوقائع، يبدو جلياً ان الانعطافة الاستراتيجية للشيخ سعد، بحسب وصف الوزير السابق وئام وهاب، سقطت بالضربة القاضية لقمة "العلا" السعودية، ما يضع الحريري امام خيار رئاسة حكومة اللون الواحد، اي ان يتحول الى حسان دياب رقم 2 ،فهل يقبل بذلك، بعد خروج كل المكونات السابقة للرابع عشر من اذار خارجاً؟ وهل يمكن لبيت الوسط تحمل التوازنات الجديدة في حال كان خروج البيك جدياً ولما اجل العودة من الشباك؟

يقول" الشاطر حسن" "متى عرف السبب بطل العجب"... صحيح تدرك القيادات اللبنانية جيدا ان دخول مقر السلطة التشريعية يقلب التوازنات، ليس فقط في واشنطن... بل في بيروت ايضا... فإلى ان ينجح ثوار لبنان بدخول البرلمان، فلتبقى الأعين شاخصة الى النموذج الديمقراطي الاميركي... لنتعظ ونعتبر!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر