Beirut
16°
|
Homepage
جنبلاط يخرج عن "ربط النزاع"
عبدالله قمح | السبت 09 كانون الثاني 2021 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

رفعَ النائب السابق وليد جنبلاط "الدوز" السياسي. تسلّل من خرم إبرة "الأزمة الحكومية" ليطلق النار على حزب الله! هكذا مضى يعلن من خلال مقابلتَين متزامنتَين: "نحن تحت سيطرة حزب الله المدعوم من إيران". عملياً، هو يقصد أن "لبنان محتل" لكن يتجنب قول ذلك مباشرةً، وهذا يستبطن نوعاً من أنواع التحريض، فالمعادلة تقول: "إن كان ثمة بلداً محتلاً، لوجبَ تحريره!".

لكن من سيتحمل تكلفة "التحرير" المزعومة تلك؟ عملياً لا أحد! معارضو حزب الله وعلى مختلف مشاربهم السياسية يترفّعون عن تلك المواجهة بمعناها العسكري، لعل بعضهم يؤمن أن ثمنها كبير وجنبلاط من المنتمين إلى هذا المذهب، أو أقله هكذا يعلن، فيحيل المسألة إلى غيره. آخرون يعتقدون ان الأوان لم يحن بعد، وهم ينتظرون جني ثمار العقوبات الاميركية (!) والمراكمة على نتائجها في محاولة خلق خواصر رخوة في بيئة الحزب وتقلب رأيها ضده، ويراهنون متى سنحت الفرصة على دعم يأتي من خارج الحدود للقيام بما هو أكبر من "تقليب رأي"!


السؤال المركزي الآن: هل قرّر وليد جنبلاط إفتتاح موسم المواجهة سياسياً مع حزب الله في لبنان؟ سؤال بات طرحه ضرورياً إذاً، في ضوء قراره "التسخين مع الحزب"، ما يعني عملياً إنهيار "ربط النزاع" الذي حكمَ علاقته مع الضاحية تحت رعاية عين التينة.

تطوّر موقف جنبلاط من "محرض" على القرض الحسن إلى "محرتق" على حزب الله في ظرف وقت قصير، وهذا انما ينم عن مواكبته تغييرات على صعيد المنطقة، لذا يعمل على لفت الانظار تجاهه أو تذكير الآخرين بوجوده وقدرته إلى افتعال الشغب ضد حزب الله، فنرى أن وسائل الإعلام الأجنبية عادت لتضعه على رأس اهتماماتها . هو يدرك في قرارة نفسه ان المواجهة المفتوحة مع حزب الله باتت مسألة وقت، لذا قرّر البدء بإعداد العدة عبر تنفيذ "نصف استدارة" تخرجه من منطقة التموضع الحالي مع الحزب المحكومة بربط النزاع، نحو منطقة اخرى أكثر تحرّراً، تمتاز برفع سقف الكلام في مواجهة الضاحية، بما يضمن تأمين موقع "ضروري" في الجبهة المقابلة.

لكن وعلى الرغم من إرتفاع "نبرة المختارة"، ثمة من يتفهّم الموقف من جانب حزب الله وآخرين، إلى حدود معقولة. هؤلاء يعتقدون أن "البيك" محشور ويريد أن "يفرّغ". ثم أن تصعيده مرتبط بالتحولات الجارية في المنطقة وضرورات تأمين الموقع، وربما إلتقطت "انتيناته" إشارة ما صادرة من الخارج حول جهوزية ما، خليجية تحديداً، لمواجهة إيران، فأراد أن يواكب عبر التصعيد السياسي في الداخل إلى حدود معينة ليقول "إنني موجود"، لكن دون ان "يشطح" كثيراً.

مع ذلك كله، ما برحَ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي موقع الإشارة والتلميح من دون الغوص في صلب الموضوع، محيلاً التفسيرات المعطوفة على ردود الفعل إلى صلاحية غيره. هو يدرك بالضبط ثمن المواجهة الآن وتكلفتها المادية والسياسية والبشرية والاهم تكلفتها على مستوى الموقع والتأثير و"الصيغة" في زمن البحث عن بديل للنظام الذي ما برح جنبلاط يتحدث عن عقمه. وبعد كل ما جرى ويجري لا يبدو "البيك" مستعداً لخوض غمار أي "معركة انتحارية" مجهولة العواقب، لذلك يكتفي يتقمص صورة "الواعظ" أو المنظر السياسي لفريق ما زال يبحث عن نفسه، إلى أقرب أجل.

حتى الآن يلتزم جنبلاط هذا السقف وإحتمالات تطوره مرهونة بالايام المقبلة. يتحاشى الخوض مما هو أكثر من إتهام سياسي في مواجهة حزب الله طالما أن لا بوارد تقود إلى إنتاج "جبهة مواجهة واسعة ومتكافئة"، وهذا واضح، ثم يختار كلماته بعناية ويضعها تحت سقف الاعتراض وفق قاعدة "السهل الممتنع". في الواقع، "البيك" ما زال مسكوناً بعواقب ما حدث في أيار 2008 لذا لا يريد التورّط بأكثر من مواجهة سياسية أو إقحام الجبل بأكثر من ذلك كونه يدرك النتائج سلفاً.

في أكثر من مناسبة ردد جنبلاط أنه "غير مستعد للمواجهة وحيداً" تصرّفاته السياسية توحي بذلك. يكتفي بالتلميح والاستهداف الكلامي من دون أي إجراءات تنفيذية. في مجالسه يقول أن لا أحد لديه القدرة على مواجهة الحزب، وإن توفّرت النية لذلك فلا أحد مستعد أن يتحمل العواقب وحيداً، لذلك الكل يقذف الكرة تجاه الكل. ويزيد أن البعض يطالبه بأن يقود المواجهة تحت عنوان "جبهة"، لكنه يستطرد بأن لا جبهة متوفرة ظروف ولادتها الآن ولا يبدو أن ثمة امكانية لذلك غداً. بهذا المعنى يعود "البيك" إلى الواقعية السياسية ولا يجد أكثر من التعبير عن غضبه من على متن وسائل الإعلام كي لا يقوده الحماس إلى تجربة اخرى قد يندم عليها مستقبلا".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تحذيرٌ "عاجل" من اليوم "الحارق" المُرتقب... وهؤلاء عرضة للخطر! 9 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 5 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 1
اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 10 ممارسات إسرائيلية تشكّل تهديداً لمطار بيروت! 6 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 2
المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 11 هذا ما يحصل متنياً 7 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 3
الحزب يبدأ "معركة الداخل" ويطلب وضع الجيش "رهن إشارته"... مخطّط سريّ! 12 بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 8 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر