"ليبانون ديبايت" - هيلدا المعدراني

تخطّت الإصابات اليومية بفيروس كورونا عتبة الـ 5000 حالة يومياً، ودخل لبنان مرحلة الخطر على كل المستويات، في حين تعلو سقوف الخطابات السياسية الداعية الى التمسّك بالمحاصصة وربط مصير البلد بالتطورات الاقليمية والارتهان الى اجندات خارجية، ما دفع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظته أمس الى إنذار المسؤولين والسياسيّين، بالقول: "استفيدوا من هدوء العاصفة الشعبية لتتفادوا هبوبًا من جديد فالشعبُ يُمهل ولا يُهمل".

عضو كتلة المستقبل النائب محمد القرعاوي، أكّد في حديث لـ "ليبانون ديبايت"، ان الوضع غير مطمئن سياسياً في ظل تعنّت "العهد" ، مبدياً قلقه على القطاع الصحي في لبنان في ظل الجائحة الكارثية.

وقال النائب القرعاوي: "الاتجاه العام يميل الى تحميل المستشفيات الخاصة فوق قدراتها، وقد كان الاتفاق ضمن خطة وزارة الصحة تحويل 12 مستشفى حكومي الى مستشفيات خاصة بمرضى كورونا على ان يتم رفع عددها الى 17 مستشفى في مرحلة لاحقة ثم الحاق المستشفيات الخاصة في مرحلة ثالثة، واليوم بعد اشتداد الازمة ومع ازدياد عدد الاصابات وارتفاع معدل الوفيات بفيروس كورونا، دُفع بالمستشفيات الخاصة الى الواجهة وجرى تحميلها مسؤولية التقصير دون الاخذ بعين الاعتبار العديد من العوائق".

وإذ وضع القرعاوي الواجب الوطنيّ الصحيّ كما الواجب الانساني بإلزام جميع المستشفيات بمعالجة مرضى كورونا بما فيها المستشفيات الخاصة، فوق اي اعتبار، أشار الى "جملة من الامور تغيب عن إدراك البعض منها مدى قدرة الطاقم الطبي والتمريضي على التعامل مع مرضى فيروس كورونا، بحيث لا يتوافر اختصاصيين في هذا المجال في جميع المستشفيات خاصة اطباء الجهاز التنفسي واطباء امراض العدوى الجرثومية، وجميع الاطباء تمّ نقلهم من قسم العناية الى قسم كورونا"، متسائلاً: "في حال أُقفلت أقسام العناية في المستشفيات وتحوّلت جميعها الى اقسام كورونا ماذا سيحل بذوي الأمراض الاخرى ومن يتحمّل مسؤوليتهم؟".

لذا رأى القرعاوي انه "من الاجدى وضع خطة عامة وشاملة تضع كل القطاع الصحي في حال المواجهة والاستنفار"، مشيراً في هذا الاطار الى "عدم قدرة المستشفيات على شراء وصيانة الاجهزة والمعدات الطبية، التي ارتفعت تكلفتها بشكل كبيراً نظراً لاستيرادها على سعر صرف دولار السوق السوداء، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً عليها".

ورسم نائب "المستقبل" علامات استفهام كبيرة حول قدرة القطاع الطبي ككل على الاستمرار في ظل هذه الظروف والازمات الاقتصادية والتدهور المالي الحاصل.

فيما خصّ الاستحقاق الحكومي، اشار القرعاوي الى ان "جبران باسيل لم يستهدف أمس بهجمته الحريري فقط، وإنما طال كلامه المبادرة التي اطلقها غبطة البطريرك الراعي، الذي يدعو الى وحدة العيش ومصلحة البلد، ووقف الانهيار المالي واعادة اعمار بيروت بعد انفجار المرفأ، وكذلك نسف المبادرة الفرنسية من خلال هجومه على الرئيس المكلف، وادعائه ان الحريري غير مؤتمن على الاصلاح"، وسأل: "ماذا فعل باسيل خلال تسلمه مناصب وزارية؟ واي وزارة تسلّمها واجرى فيها اصلاحات؟ والدليل على ذلك وزارة الطاقة التي تسلّمها تياره وهي ترزح تحت ديون كبيرة تبلغ 47 مليار دولار!".

من جهة اخرى، أشار القرعاوي الى ان "باسيل تحدّث عن عَقد وطني جديد، فليتفضل ويطرحه للمناقشة أمام الرأي العام اللبناني"، مؤكداً تمسّك تياره باتفاق الطائف الذي أرسى الوحدة الوطنية بعد حرب اهلية، وسأل: "ما هو البديل عن الطائف ؟ ينادون بالفدرالية فلماذا لا يطرحونها على الملأ؟ ".

واستنكر القرعاوي المزايدات السياسية، وقال: "نحن طلعنا من نغمة عدم الرد، باعتبارنا "أم الصبي" وتحاشياً لجر البلد الى استنزاف في هذا الوضع، وصوناً للعيش المشترك، ولكن ليس باسيل من يحدد مصير البلد"، وقال: "الحريري قدّم تشكيلته الحكومية أكثر من مرة لفخامة الرئيس ولم يتم التجاوب معها بحجة حماية حقوق الطائفة المسيحية وصلاحيات الرئاسة، ولكن الحريري يمثّل هو الاخر طائفة كبيرة ولديه صلاحيات كفلها الطائف ونص عليها الدستور".

وختم النائب محمد القرعاوي بالقول: "يبقى الشعار وحدة العيش والمصلحة الوطنية، لذا من الاجدى الابتعاد عن كل مظاهر التحريض الطائفي والالتفات الى معالجة الازمات والانهيارات في هذه المرحلة الدقيقة".