Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
طرابلس: السحر ينقلب على الساحر
علي الحسيني
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاحد
31
كانون الثاني
2021
-
10:37
"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
من زواريب الفقر والجوع، ومن أوجاع الناس والإهمال المُستدام بحقهم، كادت أن تنفجر الأوضاع في طرابلس، وكادت أن تمتدّ شرارة الإنفجار الشعبي إلى بقيّة المناطق اللبنانية، لولا تدارك العقلاء والطرابلسيين أنفسهم، للمُخطّط الذي كان يجري التحضير له في الغرف السوداء لجرّ كل لبنان إلى المجهول، بعدما عجزت الجهات المُحرّضة عن تثبيت الواقع الحالي المُزري وفرضه على اللبنانيين، وجعله جزءً أساسياً من حياتهم اليوميّة.
المؤكد أن لبنان كلّه، نجا خلال اليومين الماضيين من فتنة مناطقية كادت أن تتسلّل ذيولها إلى بقيّة المناطق. واللافت أن ما جرى في طرابلس من احتجاجات شعبيّة شارك فيها الصغار قبل الكبار، لاقت أكثر من ترحيب وقبول في بقيّة الشوارع والمناطق اللبنانية، وخصوصاً تلك الصرخات التي كانت تنقلها بعض وسائل الإعلام، والتي كان لها الأثر الأكبر في النفوس بعد أن عبّر أصحابها عن حجم الوجع والجوع في ظل غياب المسؤولين الذين صمّوا آذانهم عن تلك الصرخات، وراحوا يستغلّونها في لعبة تصفية الحسابات السياسية فيما بينهم.
ربّما كان المطلوب أن تنسحب احتجاجات طرابلس على كل مساحات الوطن، لكن ليس قبل أن تغرق عاصمة الفيحاء بدماء أبنائها بعدما تم استدراج جزء كبير منهم، إلى مواجهة مفتوحة مع القوى الأمنية، وتحديداً مع الجيش اللبناني الذي أثبتت قيادته مدى حكمتها ووعيها لجهة التعامل مع الوضع الفوضوي في الميدان. والمُخيف في أحداث طرابلس، أنه في الوقت الذي كان الشارع الشمالي يغلي على وقع أصوات القنابل والرصاص، والتي ظلّت "مجهولة" المصدر، كان التراشق السياسي يتنقّل على جبهات الإتهامات بين "بعبدا" و"بيت الوسط" وسط تحميل كل طرف للآخر، مسؤولية ما يحصل على الأرض..
بين دعوة الرئيس ميشال عون إلى "التحقيق في ملابسات أحداث طرابلس، والتشدّد في ملاحقة الفاعلين"، ووصف الرئيس المُكلّف سعد الحريري ما حصل بأنه "جريمة موصوفة ومنظمة يتحمّل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة وإحراق مؤسّساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى"، تشير مصادر طرابلسية إلى أن "ما كان يُحضّر في طرابلس هو في غاية الخطورة، فقد كان المطلوب إلباس طرابلس ثوب الإرهاب وجعلها ورقة لمساومة الحريري في ملف تأليف الحكومة. لكن بفضل وعي الطرابلسيين وحكمتهم، قلبوا السحر على الساحر، بعدما كادت أن تتوسّع رقعة التظاهرات إلى عقر دار الجهات التي خطّطت للفتن..
وتابعت المصادر، أنه كان المطلوب سقوط الدماء بين الأهالي والجيش، وإجبار البعض لاحقاً اللجوء إلى حمل السلاح الفردي الذي يتواجد في بعض المنازل، والذهاب بعدها إلى معركة بين الجهتين، وعندها ستعمد بعض الجهات المنتفعة إلى تسهيل إدخال جهات متطرّفة على الخط لإعطاء ما يحصل بُعداً مذهبيّاً، وبالتالي، يُصبح الحريري المُتّهم الأبرز وإرغامه على تأليف حكومة على النحو الذي يُطالب به الفريق الآخر.
وذكّرت المصادر نفسها، بالدور السلبي الذي يلعبه العهد في ملف تأليف الحكومة، وذلك من خلال العودة إلى كلام كان قد طرحه رئيس الجمهورية قُبيل تكليف الحريري بفترة زمنية قصيرة جداً، جاء فيه "اليوم مطلوب مني أن أكلّف ثم أشارك في التأليف، عملاً بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح؟. وأضافت: "يومها كان واضحاً من خلال الكلام هذا، أن لا نيّة جديّة لتسهيل مهمة الحريري، وما أحداث طرابلس اليوم، إلّا إشارة واضحة تقول إما حكومة يوافق عليها العهد، وإما الفوضى بكل أشكالها".
أما من وجهة نظر الفريق المؤيّد للعهد، فهناك رواية ترّوج لها مصادر تنتمي إلى هذا الفريق، تقول أن "الحريري هو من يقف وراء الفوضى في الشارع الطرابلسي، وأن المقصود رسالة واضحة إلى العهد مفادها أن الشرارة على الأرض، قد تنتقل لاحقاً إلى مُختلف المناطق التي توجد فيها أغلبية سُنيّة. لكن في جميع الأحوال، فإن حكمة المؤسّسة العسكرية والتعويل على دورها في ظروف كهذه، خصوصاً بعد نجاحها في تفويت الفرصة على المُحرّضين، جميعها أمور تُثبت أن الوطن بحاجة إلى قيادات واعية تقود الدولة وليس الشارع".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا