Beirut
16°
|
Homepage
أربعة متغيّرات محلية قد تسرّع تأليف الحكومة
بولس عيسى | الثلاثاء 02 شباط 2021 - 1:01

"ليبانون ديبايت" - بولس عيسى

في ظل ما تشهده الساحة السياسية اللبنانية اليوم، من دخول فرنسي متجدّد على خط الوساطة لتأليف الحكومة، وتجلّى باتصالين أجراهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بكلٍ من رئيس الجمهوريّة ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وما نقلته أوساط مقرّبة من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بأنه تلقى اتصالاً من جهات فرنسية لوضعه في صورة ما تم التداول به خلال هذين الإتصالين، فإن ما يهمّ اللبنانيين يبقى معرفة ما إذا كان التدخّل الفرنسي سيختلف هذه المرّة عن سابقاته، بعدما زُرعت في وجهه العراقيل، لينتهي به الأمر إلى الإصطدام بجدار سميك أدى إلى فشله، وإذا كان سيتمكن هذا التدخل من فرض اتفاقيّة هدنة في "حرب البيانات والتسريبات" المستعرة مؤخراً، ليعيد فتح المعابر المغلقة ما بين جبهتي بعبدا وبيت الوسط.

كما يهمّ اللبنانيين أيضاً معرفة ما الذي تبدّل أو تغيّر اليوم عن المرّات السابقة، من أجل أن تُفتح الطريق أمام تأليف الحكومة وتُزال العراقيل منها، بالرغم من أن الرئيس ماكرون كان قد أتى شخصياً في السابق إلى لبنان وتابع شخصياً أيضاً أدقّ تفاصيل التأليف، وأرسل من بعدها موفده الخاص وزير الخارجيّة جان إيف لودريان لهذه الغاية، ولم تولد الحكومة. وكان أن انتهى الأخير إلى خلاصة أعلنها لصحيفة "لو فيغارو" في 13 كانون الأول 2020، قائلاً: "لبنان هو تيتانيك من دون أوركسترا واللبنانيون في حالة إنكار تام".


وفي هذا الإطار، تؤكد أوساط سياسية مطّلعة ،أن الواقع السياسي وعلى الصعيدين الخارجي أو الداخلي، قد شهد تغييرات لا بد من التوقف عندها.

وعلى المستوى الدولي هناك ثلاثة معطيات مستجدّة وهي:

ـ التغيّر في الإدارة الأميركيّة، الذي، وبالرغم من أن البعض لا يعطيه الأهمية اللازمة، إلا أنه مؤثر جداً، باعتبار أن العقدة الأساسية التي تحول دون التأليف هي من طبيعة محلية، إلا أن الإدارة الأميركية السابقة كانت تشكّل بالنسبة لأكثر من مكوّن لبناني هذا "البعبع" الذي بإمكانه أن يشهر سيف عقوباته بوجه أي حكومة من الممكن أن تؤلّف من طبيعة معيّنة. ولذلك، شهدنا هذا التردّد والمماطلة لدى هذه المكوّنات التي كانت تنتظر تقطيع هذه المرحلة، والتي شهدت عقوبات وتشدّداً غير مسبوقين، عبر رحيل هذه الإدارة.
وبالتالي، هذا المعطى ليس من طبيعة تعقيدية، لكنه مهم جداً باعتبار أنه فرض جواً من عدم الرغبة والإنتظار والحذر من القيام بأي خطوة خوفاً من أي ردّة فعل كان من الممكن أن يقدم عليها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ـ الإتصال الذي حُكي عنه كثيراً ما بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس ماكرون. حيث أنه من الواضح أن الأخير ليس فقط مطمئناً إلى جلوس صديقه بايدن على كرسي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، في حين أنه كان على علاقة متوتّرة مع سلفه. كما أُعطي الإنطباع بأن هذا الإتصال كان بمثابة إعادة تجديد لتفويض ماكرون من قبل الأميركيين إدارة الملف اللبناني. ذلك أنه خلال الإتصال، وعن سابق تصوّر وتصميم من قبل الطرفين، أُعطي لبنان حيزاً واسعاً من النقاش بين الطرفين، وقد تم تسريب هذا الأمر على نطاق واسع لاحقاً، الأمر الذي يؤكد أن الرئيس الفرنسي قد أخذ الضوء الأخضر المطلوب بالنسبة للملف اللبناني.

ـ الإتصال ما بين ماكرون والمملكة العربيّة السعوديّة، التي لديها موقف ثابت وصريح ومُعلَن في ما يتعلّق بما آلت إليه الأوضاع في لبنان بعد إمساك "حزب الله" بمفاصل السلطة والقرار، إلا أن مضي الرئيس الفرنسي بمسعاه المتجدّد، وخصوصاً عقب الإتصالين اللذين أجراهما بالرئيس عون والحريري، واللذين يُعدّان إشارةً واضحة بأنه عائد وبقوّة إلى ملف التأليف، ما يؤكد أنه تمكن من خلال اتصاله بالرياض، من أخذ فترة سماح منها للتأليف مقابل ضمانات بألا تكون الحكومة العتيدة منصّة لإطلاق الصواريخ على المملكة والمواقف السياسية المعادية لها.

وشدّدت الأوساط، على أنه في موازاة هذه المعطيات الدوليّة الثلاثة، أصبح من الواضح أن الواقع السياسي اللبناني قد شهد أربعة متغيّرات أساسية وهي:

ـ المتغيّر الأول لدى الرئيس المكلّف، الذي كان من الواضح أنه ينتظر تبدل الإدارة الأميركية التي لن تتمكّن من إمساك ملفاتها قبل منتصف هذا العام من أجل التحرّك الجدّي في تشكيل الحكومة، فهو لو أراد الإعتذار لكان أقدم على ذلك في السابق، إلا أنه بالعكس تماماً متمسّك ببقائه في موقع التأليف.

ـ المتغيّر الثاني لدى طرفي التأليف، أي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، اللذين وصلا إلى الحائط المسدود، وبالتالي، أصبح الوضع يقتضي إعادة الوصل بينهما، وهذا ما يقوم به من جهة البطريرك بشارة بطرس الراعي، الذي أكّد في عظته الأخيرة أن المشكلة تكمن ما بين الرئيسين عون والحريري وهو يعمل على تقريب المسافات بينهما، كما أيضاً يعمل على هذا الخط من الجهة الأخرى اللواء ابراهيم.

ـ المتغيّر الثالث لدى "حزب الله"، الذي من الواضح أنه يريد تأليف الحكومة، وهذا ما أكّدته أوساطه ومصادره، وهو مطمئن ويعتبر أن المنطقة قد دخلت في مرحلة جديدة مع الإدارة الأميركيّة الجديدة، وبالتالي، يريد في هذه اللحظة السياسية بالذات أن يوجّه رسالة واضحة بأنه قوّة تأليف وليس قوّة تعطيل، الأمر الذي دفع "الحزب" لتعميم أجواء وتسريبات بأنه يعمل جاهداً على الوساطة لدى رئيس الجمهوريّة ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، من أجل حلّ عقدة "الثلث المعطّل"، وهذه المعلومات قد تأكّدت منذ أكثر من أسبوع بمعزل عن لعبة التكتيك السياسي التي تقتضي سحبها أو عدمه. كما أن هناك معلومات مؤكدة، أن اللواء ابراهيم يضع الأمين العام لـ"حزب الله" في أجواء أدقّ تفاصيل اللقاءات التي يجريها والمسعى الذي يقوم به.

ـ المتغيّر الرابع هو الإنفجار الإجتماعي، فقد وصلت الأمور بالنسبة إلى الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يتعمّم الإنفجار الإجتماعي الذي نشهده في طرابلس على كافة أرجاء الوطن، وبالتالي ذهاب البلاد نحو الفوضى أو نحو التأليف.

في النهاية، إن كل هذه المعطيات والمتغيّرات أدّت وستؤدي بالنسبة لهذه الأوساط إلى تسريع وتيرة التأليف في المرحلة المقبلة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر