Beirut
16°
|
Homepage
"حزب الله" وخصومه.. رؤية موحّدة وتفسير مُختلف
علي الحسيني | الاربعاء 17 شباط 2021 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

حتّى الساعة، لا يزال بعض أصحاب العقول الثابتة في لبنان مُمسكاً إلى حدّ كبير بجزء أساسي من اللعبة السياسية الحاصلة على الساحة الداخلية، ويشكّلون عامل تهدئة بين الداخل والخارج، وتحديداً مع الطرف الأوروبي. لكن، وعلى الرغم من هذا الدور المستمر، ولو من خلف الستارة في العديد من الأحيان، إلا أن الخوف يبقى حاضراً من العودة إلى زمن الإنقسامات السياسية العلنية، والتي مثّل الشارع في أبرز محطّاتها، والمكان الأوحد للمنازلة في بُعديها السياسي والأمني.

المرحلة اليوم، تُشبه إلى حدّ كبير تلك الحقبة المُمتدّة بين عامي 2005 التي افتُتحت باستشهاد الرئيس رفيق الحريري و2013 حيث الفترة التي اغتيل فيها الوزير محمد شطح، فما يجمع بين الأمس واليوم، دخول عامل الإغتيالات والتصفيات الجسدية على خط المناوشات والإتهامات السياسية المتبادَلة ورفع سقف التخاطب بين الجناحين المُمسكَين بمفاصل الدولة، سواء من الداخل من وراء حلف بدأ يميل نحو الإهتزاز، أو من الخارج عبر مجموعات مُنقسِمة على حالها، لم تجد حتى اليوم أرضية صلبة تقف عليها لتُعيد معها أمجادها الشعبية السابقة.


من نافل القول، أن اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم، غيّر بعض المشاهد على المسرح اللبناني، حيث أعاد في بعض الأمكنة الزخم لجزء، ولو صغير، من خصوم "حزب الله" السياسيين والرافضين لسلاحه، لاستعادة دور كانوا فقدوه في مراحل سابقة لأسباب كثيرة، منها الخوف والقمع، أو حتى غياب الدعم المعنوي الداخل والخارجي على غرار المرحلة المذكورة أعلاه، خصوصاً بعد انكفاء الأحزاب الرئيسية في مشروع المواجهة، عن الدور الذي كانت تؤدّيه، وتحديداً في الشارع.

واللافت في المرحلة الحالية التي تمر فيها البلاد، وجود رؤية موحّدة تجمع بين "حزب الله" وأخصامه، وهي أن المرحلة تُشبه بشكل كبير الفترة الصعبة التي رافقت لبنان منذ العام 2005، لكن هذه الرؤية لها تفسير مُختلف ووجهة نظر مُختلفة لدى كل فريق، إن من ناحية المقارنة أو لناحية القراءة، كما أن كل فريق يرى في تلك الحقبة، بداية مشروع للفريق الآخر للإستيلاء على البلد وعزل الآخرين، وبالتالي تحويل لبنان دولةً مُلحقة بالخارج.

خصوم "الحزب" يقرأون المرحلة الحالية، وتحديداً من نقطة اغتيال سليم، بأنها بداية جديدة لكمّ الأفواه الحرّة وإسكات أصحابها من خلال التصفيات الجسدية، وأيضاً ضربة إستباقية لضرب أي محاولة تحرّك تهدف إلى انتشال البلد من الواقع المأزوم الذي يغرق فيه بسبب هيمنة السلاح ودوره في التسلّط السياسي الذي يُمارَس. كذلك يرى الخصوم أنفسهم، أن المشروع الإيراني بدأ ينفلش بشكل أكبر وأوسع، وبات من الضروري إزاحة كل معارض لهذا المشروع عن الطريق، وسليم كان أبرز المعارضين له في العلن.

وبحسب خصوم "حزب الله"، فإن الأخير يُجيد ممارسة "التقيّة" في ممارسته للسياسة، فهو يُمكن أن يقف معك في الخندق نفسه لرفع شعار الحق، وفي الوقت نفسه يُمكن أن يكون هو الجهة التي تعمل بخلاف هذا الحق. وقد لمسنا هذا الأمر من خلال حالة التعبئة التي سبق أن قام بها على الإعلام في ملف محاربة الفساد، بينما لا نزال نلمس أفعاله في عمليات التهريب وحماية المعابر غير الشرعية وتوظيف سلاحه خدمة للمشروع الإيراني ومشاركته في حرب اليمن ووقوفه إلى جانب النظام السوري في قتل شعبه.

أما من جهة "الحزب"، فهو يعتبر، وبحسب حلفائه، أن المرحلة الحالية تُشبه مرحلة العام 2005 من حيث استهداف "المقاومة" بالمباشر، تمهيداً لاعتداء يُشبه عدوان تموز 2006. فكما بدأت الحملة في تلك المرحلة بتحميل "حزب الله" مسؤولية دماء الرئيس الشهيد الحريري وباقي الشخصيات التي سقطت بفعل الإغتيالات، كذلك يعمل هذا البعض نفسه على تحميله اليوم مسؤولية اغتيال سليم، وهذا بحدّ ذاته مؤشّر خطير للعبة خارجية قد ينتج عنها اعتداء إسرائيلي شبيه بالعام 2006.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر