Beirut
16°
|
Homepage
نزاع يكاد يكون الأوّل في تاريخ لبنان... ومخرجان فقط للحسم
علي الحسيني | الاربعاء 24 آذار 2021 - 4:45

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

لطالما وُصفت العلاقات بين رئاستي الجمهورية والوزراء في لبنان ب"الجدليّة"، وبأنها غير مُستقرّة، وذلك، منذ عهد الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، على الرغم من النظرة الموحّدة التي جمعت الأخيرين في ما يتعلّق بالإنتداب الفرنسي والدور الذي لعباه لتحقيق الإستقلال. لكن ما تشهده البلاد اليوم من نزاع علني بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المُكلّف سعد الحريري، يكاد يكون الأوّل في تاريخ لبنان، إن لجهة طريقة التعاطي السياسي بينهما، وهذا ما تؤكده البيانات المُضادة، وخصوصاً الأخيرة، أو لجهة الغياب الكامل لـ"الكيمياء"، وهو ما تُظهره الإتهامات المُتبادَلة وما رصدته أيضاً عدسات الكاميرا "الخفيّة" منذ فترة.

ما يظهر في خلافات اليوم بين عون والحريري، أنها أصبحت على "المكشوف" بحيث لم يعد هناك مجالاً للتشكيك بمصداقية أي طرف من عدمها، لا سيما وأن أي اتهام من أي طرف للآخر، يتم الردّ عليه بالحِجَج والوثائق على غرار ما حصل بينهما خلال اليومين الماضيين، حيث عمد كل من عون والحريري إلى نشر الجدول الذي قدّماه كدليل على صحّة إدعاءاتهما في ملف تأليف الحكومة. واللافت بهذه الخلافات، أن الشعب تحوّل إلى مرجعية للبتّ في الخلافات والنطق بالحكم، حتّى وإن لم يكن قادراً على فرض حكمه اليوم، لكن بالتأكيد سوف يفرضه داخل صندوق الإنتخابات النيابية المُقبلة.


يبدو واضحاً أن كل من رئيس الجمهورية والرئيس المُكلّف، يمتلك خطّة خاصة يخوض من خلالها طريقة "اللعب" مع الآخر، ففي وقت يستند عون إلى حليفه الداخلي "حزب الله" لتثبيت أقدامه وتفعيل مطالبه بالشروط التي يُريدها وسط إصرار منه بعدم التنازل، يُمارس الحريري "لعبة" الضغوط الخارجية من أجل توفير مساحة واسعة من الدعم لطريقة يراها الأنسب لإعادة تعويم البلاد وإخراجها من الكبوات العالقة بها منذ أعلن استقالة حكومته عقب قيام ثورة 17 تشرين. وبين الدورين الداخلي والخارجي، ثمّة من ينصح بتسوية "وسطية" تُلغي مفاعيل ما يتم تحضيره له خلف الكواليس.

في سياق الأزمة الحاصلة، تكشف مصادر سياسية بارزة، أن "ما ينتظره لبنان خلال الفترة المُقبلة من قرارات خارجية، وما سيُقابلها من ردود داخلية، سيكون أسوأ بكثير مما نحن فيه اليوم، ولذلك، هناك مخرجان فقط لحسم هذا الوضع القائم، فإما أن يعتذر الحريري من تلقاء نفسه ويُفسح في المجال لغيره لتأليف الحكومة، أو الذهاب إلى انتخابات نيابية مُبكرة يتحدّد من خلالها طبيعة المرحلة المُقبلة".

وترى المصادر، أن الكلام الأخير للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وما حمله من تهديدات مُبطّنة مقابل دعم واضح للرئيس عون، إنما يدل على خطورة المرحلة التي نحن مُقبلون عليها، فهناك إشارات خارجية وصلت إلى الأفرقاء في الداخل دعت فيها كل طرف لبناني للتمسّك بمواقفه وعدم التنازل قيد أُنملة، ما يعني في صريح العبارة أننا قد نترحّم على وضعنا الحالي. وهذا يُعيدنا بالطبع إلى "الخيارات" المُبهمة التي طرحها نصرالله.

وبحسب المصادر، ثمّة مُخطّط خارجي لإلهائنا عن عمليات التنقيب عن النفط من خلال تأجيج الصراع بين اللبنانيين، وسنكتشف عاجلاً أم آجلاً أن خسارتنا كبيرة، وأن "المعركة" بين عون والحريري أسبابها خارجية أكثر مما هي شخصية أو سياسية. وفي جميع الأحوال، فإن المُعالجة لن تكون إلا من خلال "ميثاق" جديد يقوم على حفظ التوازنات الطائفية، وإلا فإن أي حكومة من الآن وصاعداً، سيكون مصيرها الفشل والسقوط في الشارع في حال لم تنل موافقة الجميع، وتحديداً أصحاب القرار لدى الطوائف الكبيرة."
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 9 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 5 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 1
تقريرٌ يكشف مصادر تمويل حزب الله 10 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 12 واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 8 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر