Beirut
16°
|
Homepage
"خيارات إنتحارية" تلوح في الأفق
عبدالله قمح | الاربعاء 28 نيسان 2021 - 5:21

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

تولّى إذاً البابا فرنسيس وبالأصالة عن نفسه هذه المرّة، تصويب المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري من على منبر الفاتيكان، والتي استحوذت على اهتمام استثنائي خلال زيارته إليها، بعدما ربطَ خلالها، زيارة البابا المفترضة إلى لبنان بتأليف الحكومة جديدة برئاسته، والتي تسبّبت بعاصفة من الإستغراب، مجدّداً الحبر الأعظم رغبته، في رسالة بعثَ بها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، بأن "تتحقّق زيارته إلى لبنان وشعبه الطيّب"، وهو وصف خلا من أية شروط ربطاً بالزيارة الموعودة.

وإعادة التصويب التي اعتمدها الفاتيكان، تزامنت وإعادة تصويب أخرى شرعت بها بكركي، على بركة استعادة الحرارة إلى قنوات المحادثات الحكومية المجمّدة بفعل الشروط والشروط المضادة، بشهادة رصد إشارات ومؤشّرات تدور بهدوء، وصفتها مصادر متابعة للملف الحكومي لـ"ليبانون ديبايت" بـ"المشجّعة"، حيال إعادة تفعيل محرّكات بكركي، والتي استعادت عافيتها بعيد زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى بعبدا ومفاتحته الرئيس عون بالملف الحكومي من جملة القضايا التي عرضت في الجلسة قبل يومين، والتي يبدو الآن أنها تنشط بهدوء على قاعدة إعادة تزخيم النقاشات ومدّ اقتراح تأليف حكومة من 24 وزيراً، والذي أضحى أصلاً ثابتاً لفروع التأليف، بجرعات دعم استثنائية. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى أن تبادر بكركي، إلى التواصل السريع مع الحريري المتواجد في الإمارات العربية المتحدة لقضاء شهر الصوم إلى جانب عائلته، ومع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الصائم عن أي نقاش حول تفاصيل الملف الحكومي، ربطاً بخياره رفض الجلوس على طاولة مجلس الوزراء إلى جانب الحريري.


والجميع يعلم، بمن فيهم الحريري وباسيل والدائرة المحيطة بهما، أنه ليس فقط بقرار رفض المشاركة أو شبه الإعتكاف عن أداء أي دور يُذكر حيال "مشروع التأليف" بذريعة شهر الصوم، يُصار إلى تفعيل ورشة تشكيل الحكومة وحسب، بل أنه، وبحكم أن الطرفين لديهما تأثيرات مباشرة على مسار التأليف، يجب أن يُصار إلى تقريب وجهات النظر بينهما، وهو ما تعمل عليه بكركي الآن، إذ، وبحسب مصادر معلومات "ليبانون ديبايت"، ستباشر وبتوجيهات من البطريرك الراعي، بمحاولة للتواصل مع الحريري قريباً ثم مع باسيل لاحقاً، وسط اعتقاد باحتمال السعي، لجمع الرجلين تحت قبّة بكركي، وهو اقتراح جرى طرحه في مرحلة سابقة، وسقط نتيجة عدم الإجماع عليه من قبل المعنيين.

لكن ما يثير الخشية بالتوازي مع هذه الأجواء، الكلام الذي ردّده باسيل يوم السبت الماضي حيال "مستقبل التأليف"، والذي أوحى بأن دوائر القصر الجمهوري عادت لدرس "جملة خيارات" لوضع حدّ لمسار نزف التأليف وإعادة الإعتبار إلى التكليف الذي حازه الحريري من قبل النوّاب، وبات يُستخدَم على أنه نهائي ومطلق التصرّف به، وقد أوحى باسيل بكلامه السبت بأن "حالة وحيدة باقية للتفكير فيها من أجل سحب التكليف من الحريري، فيُصبح تكليفه بلا وجود، وهو الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكّرة". وبدا خلال الساعات الماضية، أن "القوّات اللبنانية"، تحاول أن تراكم على الطرح بمزيدٍ من استثمار ومحاولة نقل ما طرح إلى "مسار مسيحي" واضح، بعد الدعوة التي وجّهتها النائب ستريدا جعجع إلى تكتل "لبنان القوي" من أجل الإستقالة الجماعية من مجلس النواب والذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة. فهل أن "التيار" ومعه بعبدا سيركنان إلى منطق نزع الميثاقية المسيحية بشكلٍ كامل عن مجلس النواب، والذهاب إلى انتخابات مبكرة تُجمع الأرقام أن حظوظ "التيار" فيها غير ثابتة، وذلك تمهيداً لإعادة التوازن إلى المؤسّسات والإنتظام إلى مساري التكليف والتأليف، تسأل مصادر سياسية واسعة الإطلاع؟

وعلى أهمية ذلك، فإن هذا المسار، وبحال اعتماده، محفوف بالمخاطر. وبشهادة المصادر نفسها، ثمة خشية من تحويل الأزمة من أزمة تأليف حكومة واقعة بين تيارين سياسيين متخاصمين، إلى أزمة مسيحية ـ إسلامية في حالة نبات "معارضة إسلامية" لأي خطوة مشابهة على شكل استقالة مسيحية كاملة من مجلس النواب، وهو ما سيعمّق الأزمة اللبنانية أكثر. وقد لوحظَ أن اتصالات إستطلاعية قد بدأت، وعلى أكثر من مستوى وصعيد، في محاولة لفهم التوجّهات المقبلة للكتل المسيحية الباقية، ومدى إمكانية أن تتحوّل دعوة النائب جعجع إلى واقع، وهو ما قابلته مصادر سياسية قريبة من "التيّار الوطني" بدقّة وحساسية، على اعتبار أن ثمة "فخاً يُنصب من أجل تفريغ العهد من عناصر قوّته!".

و المطّلعون على الملف الحكومي، يعتقدون بنقاء جملة أن "آخر الدواء هو الكَي". وبهذا المعنى، يعتبر القصر الجمهوري نفسه معنياً في وضع حدّ للنزف الحاصل على مستوى التكليف، لكن ليس أن يتم إفقاد العهد آخر قلاعه أو عناصر قوّته الباقية في المتناول. ولا يُخفي هؤلاء، أن درس الموقف قد بدأ بالتوازي مع الحراك "المحدود حتى الآن" والذي تبرّع البطريرك الراعي لتوليه من خلف الأبواب الموصدة.

والخوف أو الخشية بالنسبة إلى أكثر من طرف داخلي، أن نتجاوز الصيف بلا حكومة في ظل المؤشرات السلبية المسيطرة الآن، وفي ظل خشية الحريري من إمساك البلاد في ظل القرار بإنهاء الدعم، ما يوجب عليه مواجهة إختبارات شعبية من النوع القاسي في الشارع، وذات قدرة على إسقاط أعتى أنواع الحكومات. بهذا المعنى، خلصت الأوساط إلى الإعتقاد، أن الحريري قد يستمهل حتى تمضي رياح رفع الدعم، وهذا قد يأخذنا إلى مشارف الخريف بنموذج التعطيل آنف الذكر، أي حين يحلّ موعد احتفال المبادرة الفرنسية بعامها الأول من دون أي فوائد تُذكر، فهل سيسمح الفرنسيون بأن تتآكل مبادرتهم على هذا الشكل، وماذا سيبقى من هذه المبادرة في حال دخلنا في عاملها الأول من دون أن تحقّق أهدافها؟ وهل أن الحريري سيستمر تحت ظلال المبادرة الفرنسية، في حال أعلن الإيليزيه تخلّيه عنها، والذي بات أمراً واقعاً سنصل إليه عاجلاً أو آجلاً، أم سيستبق كل ذلك بإعلان "إعتذار تكتيكي" هرباً من "جهنّم رفع الدعم"...؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 9 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 كتاب يُثير الجدل ولافتة "تحذيرية" في الضاحية الجنوبية: احذروا المرور! 8 تصلّبٌ مفاجئ! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر