Beirut
16°
|
Homepage
باريس تبحث عن مرشّح لرئاسة الجمهورية
عبدالله قمح | الاثنين 17 أيار 2021 - 3:05

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لم يكن اللقاء الذي جمع في قصر الصنوبر، قبل أكثر من أسبوع، وزير الخارجية الفرنسي جان إيڤ لو دريان وممثلين عن مجموعات ناشطة ضمن الحراك المدني مجرّد حدث عابر. صحيح أن الإطار العام المُعلن للإجتماع لُفّ بـ"لقاء مع مجموعات سياسية بديلة"، لكن الحدث في أصله، يُخفي بين طيّاته طموحاً فرنسياً بالدخول، ليس فقط على خط الإنتخابات الرئاسية، إنما على مسار معركة الرئاسة اللبنانية بصفة مُقرّر.

باكراً، بدأ المهتمون بالإستحقاق الرئاسي شحذ هممهم. رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، زيّت ماكينته وسلّحها بخطاب إنتخابي يتّخذ من أخطاء العهد مرتكزاً. في غضون ذلك، يرفع تدريجياً سقف مواجهته مع العهد و"التيار الوطني الحر"، ويطمح إلى المزيد من خلال الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة ولو تحت صفة الفرعية. غايته منها، "مغط" كتلته النيابية كي يفرض وزنها "المُطعّم" على المسار الرئاسي المرتقب. رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، هو الآخر في مستهل تدشين إطار مختلف من مواجهة الغريم في كلّ من بعبدا وميرنا الشالوحي، وقد رفع مستوى خطابه الساخن تجاههما، على الرغم من أن حضوره في الإعلام لا يُقاس بحضور جعجع. ومؤخراً تحوّل مع الأسف إلى ذخيرة تمدّ جبهة "التيارالأزرق" بالعون السياسي، في كل مرّة يخوض الأخير معركةً مع الغريم الأزلي، "التيار البرتقالي"، والنائب جبران باسيل.


والأخير، بات مُحالاً إنكار أدواره وجهوده في مجال الزحف صوب بعبدا. ويتردّد أن رئيس التيّار، أنشأ قبل مدّة "ماكينة إعلامية"، مهمتها محصورة فقط في فتح النيران على المرشحين المحتملين للرئاسة. صحيح أنه دأب على نكران أي طموح لديه لتولّي سدة الرئاسة الأولى، لكنه، وعلى الأرض يتصرّف بما ينافي كل ما يناوب على إذاعته دوماً.

على الخط الدولي، جميع المعنيين بالشأن اللبناني، يتهيّبون لحظة الوصول إلى الموعد الرئاسي. يُقال أن الولايات المتحدة قد سبقت الجميع وحجزت مرشحها. وبناءاً على رصد الحركة الأميركية، يبدو أن تركيزها منصبّ على رئيس حركة "الإستقلال" ميشال معوض، وقد باتَ أكثر من مستوى سياسي بصورة التوجّه الأميركي، وهذا يندرج ضمن استراتيجية واشنطن الطويلة الأمد، للإستيلاء على المؤسسات السياسية اللبنانية بالإعتماد على الأساليب الناعمة، حيث تضع منصب رئاسة الحكومة ضمن نطاق أهدافها البعيدة المدى، بعدما أنجزت التحضيرات اللازمة لتتويج مرشّحها.

أضف إلى ذلك كلّه، أن الولايات المتحدة وغيرها وكثيرون في الداخل، باتوا في صورة الإقرار باستحالة وصول "شخصية" مصنّفة ضمن فئة الأقوياء في طوائفهم إلى سدّة الرئاسة مرة جديدة، عطفاً على الرئيس ميشال عون، لذا نشطت كل جهة في البحث عن شخصيات بديلة ذات"بروفايل سياسي" يناسبها.

السعودية هي الأخرى، والتي تدّعي أنها وضعت الملف اللبناني جانباً من خلال رفضها التعاون في الشأن الحكومي وإزالة الفيتو "المانع للتأليف" عن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، ولهذا بحث آخر يتصل بسوء علاقة قيادتها مع الحريري، على الأعم الأغلب، تفضّل وصول سمير جعجع، إنما تدعمه نسبةً لأنه بات الحليف الأول لها على المسرح اللبناني. ومن هنا، ثمة من يعتقد أن تردّي العلاقة بين الحريري وجعجع، نابع أساساً من استيلاء الأخير على حضور الأول سعودياً.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتّهمة بأنها تتمتع بدور مقرّر ما في لبنان، يعلم الجميع بمن فيهم معارضوها في الداخل (رغم أنهم ينكرون)، أنها وفي قضايا من هذا النوع تُوكل أمرها إلى "حزب الله". الحزب ولغاية هذه اللحظة ورغم كل الإتهامات التي تُساق ضده بأنه يدعم وصول باسيل إلى كرسي بعبدا، يعتبر أنه ما زال من المبكر، إنما من المُعيب مناقشة الموضوع والخوض فيه، في ظل وجود الرئيس ميشال عون على رأس مهامه، لذا يفضّل تركه إلى حينه.

بين كل هؤلاء، بقيت باريس الوحيدة الضائعة في الخيارات. لغاية الآن لم ترسُ على بر، حتى في مجال العقوبات و"القيود" ما زالت متريثة. ولغايته، لم ترد إلى هاتف أي مسؤول أو صرح، notification، تُعلمه بمقتضى إدراجه (أو غيره) على القوائم المفترضة. جلّ ما فُهم، أن باريس ما زالت تبحث بالآليات وما زالت تنتظر.

بالعودة إلى العنوان الأساسي، فمن الواضح أن باريس لم تزل طامحة لأداء دور ما تبعاً للدور الذي عملت على تأديته من خلال المبادرة الفرنسية وفشلت، إلى جانب الدور الإقتصادي الذي تتولاه وبالإضافة إلى الحضور السياسي الجانبي، الذي تحاول فرضه من خلال إنشاء أو دعم مجموعات سياسية بديلة وتحفيزها على خوض الإستحقاق النيابي العام المقبل. لذلك لا بد من أنها تبحث عن دور لها في المجال الرئاسي أيضاً. من هنا، أتى حضور 3 شخصيات مارونية برتبة نواب مستقيلين (ميشال معوّض، سامي الجميّل، نعمة افرام) لقاء "قصرالصنوبر". وعليه، ثمة من يعتقد أن حضورهم هذا الإجتماع بالتحديد، لم يكن من دواعي تمثيلهم لقوى أو شخصيات سياسية بديلة ربطاً بحضورهم السابق داخل السلطة، بل حضورهم جاء كغطاء، من زاوية أن فرنسا تفضّل عدم إجراء لقاءات معهم بشكل فردي أو جماعي، كي لا تفتح شهية المتعقّبين والمعلّقين السياسيين.

المحيطون بالسياسة الفرنسية في الداخل حاولوا التخفيف من أسباب حضور الشخصيات الثلاث، عبر ربطها بأن الدعوة أتت على قاعدة أنهم نواب استقالوا من السلطة. لكن، وفيما لو أُخذَ هذا المعيار في الحسبان، فلماذا إذاً لم تتمِ دعوة نواب آخرين استقالوا أيضاً ولنفس الأسباب التي استقال من أجلها النواب الـ3؟

هنا عودة إلى قاعدة البحث عن مرشح بجدول أعمال فرنسي، فهل تجد باريس ضالّتها فتعوّض من خلاله إخفاقها الحكومي بتقدّم رئاسي؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يتعرض لوعكة صحية! 9 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
"عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 10 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
"الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 11 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 7 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 3
بيان "هام" من الشؤون العقارية 12 "سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 8 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر