Beirut
16°
|
Homepage
هل ينجَح "الثنائي الشيعي" في استحضار الدور السوري؟
بولس عيسى | الجمعة 04 حزيران 2021 - 6:36

"ليبانون ديبايت"- بولس عيسى

يعيش اللبنانيون منذ عطلة نهاية الأسبوع الماضية، حالة ترقّب لمعرفة ماهية نتائج المبادرة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيل الحكومة. هذا الترقّب الذي قطعه قرار قضائي كاد يفجّر الشارع، عاد بالأمس وستزداد وتيرته اليوم وغداً، باعتبار أن الأسبوع الذي قيل أنه حاسم، قد شارف على النهاية. ويتساءل عدد كبير من اللبنانيين عن الأهداف الكامنة وراء مبادرة بري وتحرّك الثنائي الشيعي المتمثل بـ"حزب الله" و"حركة أمل" بهذه الاندفاعة نحو التأليف؟

في هذا الإطار، قالت أوساط سياسية، بأنه يتمّ التعامل مع مبادرة الرئيس نبيه بري، على قاعدة أنها الفرصة الأخيرة أمام تشكيل الحكومة، ومرد ذلك إلى أنها تأتي عقب قوّة الدفع الفرنسيّة التي تبدّلت بعد اصطدامها بواقع الخلاف ما بين رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ومن خلفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من جهة، والرئيس المكلّف سعد الحريري من الجهة الأخرى، ما أدى إلى استمرار الفراغ.


ولفتت الأوساط، إلى أن "الثنائي الشيعي" دخل على خط تأليف الحكومة أخيراً لثلاثة أهداف أساسية: الهدف الأول، هو توجيه رسالة إلى الفرنسيين بأن الرئيس إيمانويل ماكرون، عندما أطلّ وقيّم المبادرة الفرنسية، تهجّم على هذا الثنائي المتمثل بـ"حركة أمل" و"حزب الله"، ومنذ ذلك الوقت اتخذ هذا الثنائي، قراراً بإسقاط المبادرة الفرنسية، وبالتالي أحد أهداف الثنائي، هو إيصال رسالة إلى باريس مفادها بأنه لا يمكن مرور أي تسوية داخل الساحة اللبنانية إلا من خلاله، وأنه سينجح حيث هم فشلوا.

وأوضحت الأوساط، أن الهدف الثاني هو محاولة إظهار "الثنائي الشيعي" نفسه، على أنه قوّة استقرار في لبنان، وهذه الرسالة موجّهة إلى المجتمع الدولي ، ومفادها أنه في الوقت الذي لا يستطيع فيه الرئيس الماروني الإتفاق مع الرئيس المكلّف السني، وفي ظل خلافات بين الرئاسة الأولى والرئاسة الثالثة، تستطيع القوّى الشيعية أن تشكّل قوّة استقرار في لبنان خلافاً للصورة المروّجة عنها وتحديداً "الثنائي الشيعي" في الخارج.

أما بالنسبة للهدف الثالث، بحسب الأوساط، فهو من طبيعة داخلية وهو أن الثنائي المذكور، يريد أن يشكّل بديلاً عن حالة الإحتلال السورية التي كانت تُعتبر ضمانة للقوى المتناحرة ضمن جماعاتها في لبنان، ويريد أن يثبّت أنه قادر على إدارة اللعبة السياسية في الداخل، وبالتالي، يحاول أن يشكّل هذه الإدارة الداخلية وإثبات أنه عندما تستعصي الخلافات فهو الوحيد القادر على حلّها والتواصل مع جميع الأطراف.

واعتبرت الأوساط، أنه بناءً على ما تقدّم، فإذا انتهت هذه المبادرة إلى نتائج سلبية، فهذا يعني أن "الثنائي الشيعي"، عملياً قد فشل في تحقيق أهدافه الثلاثة، الأمر الذي سيجعله يبدو بصورة الضعيف وغير القادر على التأثير داخلياً، وبالتالي، لن يتمكّن من أن يشكّل قوّة استقرار ومرجعية قادرة على وضع الحلول، في أعين المجتمع الدولي، وإنما سيبقى في موقع يُنظر إليه فيه على أنه جزء كبير من المشكلة، بالإضافة إلى أنه لن يتمكن على المستوى الداخلي من لعب دور ضابط الإيقاع لجماعة محور الممانعة في لبنان، وهو الدور الذي كان يلعبه السوري سابقاً.

وتساءلت الأوساط، عما إذا كان "الثنائي الشيعي" أصبح جاهزاً للتسليم بالواقع والإستسلام لنتيجة أن مبادرته سقطت، أم أنه سيستمر في السعي إلى مزيد من الدفع. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أنه في حال سلّم بالأمر الواقع ، فهو سيتضرّر كحالة تريد أن تثبت معادلة جديدة تُظهر فيها، أنها وبقدر ما تتمسّك بسلاحها وقوّتها ، فهي أيضاً قادرة على تشكيل أرضية سياسية مشتركة تؤمّن توافق الجماعات السياسية المتناحرة في لبنان. والإجابة على هذا التساؤل ستكون في الأيام القليلة المقبلة، حيث سيتبلور الإتجاه حول ما إذا ما كان "الثنائي الشيعي"، سيسلّم بالواقع أم أنه سيسعى جاهداً لمحاولة إعادة وصل ما انقطع بغية ترتيب الأمور.

وأكّدت الأوساط، أنه من الواضح أن "الثنائي"، مدرك تماماً الواقع الذي وصل إليه، ويدرك أيضاً بأن فشله في تشكيل الحكومة والتوفيق ما بين عون والحريري المقرّبين سيرتدّ عليه سلباً، وهو لن يتمكّن من التنصّل من قربه من الإثنين، لأن هذا الأمر واضح بدليل أن "حزب الله" لا يقدم أبداً على التهجّم على الحريري، بالرغم من أن الخلاف الكبير هو بينه وبين حليف الحزب الإستراتيجي الأول في لبنان الرئيس ميشال عون، لا بل العكس تماماً فهو يحرص على البقاء على مسافة واحدة من الرجلين ويقوم بتوزيع الأدوار بينه وبين "حركة أمل" بحيث أنه هو الأقرب إلى عون فيما الرئيس بري هو الأقرب إلى الحريري، فهما يعمدان إلى الوقوف على مسافة واحدة من الإثنين والدليل الآخر على ذلك وهو أنهما لم يطرحا في أي لحظة من اللحظات دفع الحريري إلى الإعتذار.

وختمت الأوساط، موضحةً أنه إذا لم يتمكن "الثنائي الشيعي" من حلّ الأزمة الحكومية، فسيكون أمام تداعيات كبيرة على صورته والدور الذي يريده لنفسه، والأيام القليلة المقبلة كفيلة بأن تعطينا النتيجة في حال سيتمكّن من تكريس هذا الدور لنفسه أم أن هناك عوامل داخليّة وخارجيّة التقت للإطاحة بهذا الدور، أم أن الخلاف المستحكم وصل إلى مرحلة غير قابلة للحل من قبل "الثنائي الشيعي" أم أنه يدّعي ما هو غير قادر على لعبه كدور ضابط إيقاع أساساً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 10 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 6 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 2
نائب يتعرض لوعكة صحية! 11 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 7 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 3
إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟ 12 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 8 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر