Beirut
16°
|
Homepage
يقوِّي جهاز المناعة ويُطيل العُمر!
المصدر: عربي بوست | الاحد 13 حزيران 2021 - 23:07

رغم الصورة النمطية عن الوقوع في الحب، لا يستطيع العاشقون أن يسيروا على السحاب، أو الاستيقاظ يومياً بابتسامة عريضة وخوض غمار الحياة من دون أي مشكلات تُذكر. إلا أن "هناك العديد من الفوائد للوقوع في الحب من شأنها تحسين صحة الشخص النفسية والجسدية على حدٍ سواء".

يحدث تأثير الحب في الجسم بشكل سحري بسبب دوره في تغيير كيمياء الدماغ؛ وذلك نتيجة إفراز مواد كيميائية عصبية مثل الدوبامين والأوكسيتوسين، وهي المواد المسؤولة عن مناطق مرتبطة بالشعور بالمتعة وإحساس المكافآت في المخ، وهو ما يؤدي إلى استجابات جسدية ونفسية إيجابية، منها السعادة والنشوة وقلة الإحساس بالألم.

وتؤدي اللحظات الحميمة ومشاعر الحب إلى تقليل التوتر على الفور وزيادة مشاعر الهدوء والثقة والأمان بفضل هرمون الأوكسيتوسين، بينما تتحسن الحالة المزاجية العامة للشخص وإحساسه بالسعادة، نتيجة إغراق مركز المكافأة في الدماغ بالدوبامين.


وعندما يتعلق الأمر بتأثير الحب في الدماغ، فإن "الدوبامين ليس المادة الكيميائية الوحيدة المهمة، إذ ترتفع مستويات الأوكسيتوسين أيضاً، مما يعزز مشاعر الارتباط والأمان والثقة، وهو السبب في أنك ربما تشعر بالراحة والاسترخاء بصحبة شريك حياتك أو شخص عزيز على قلبك".

ويمكن للمشاعر الإيجابية المرتبطة بإنتاج الأوكسيتوسين والدوبامين أن تساعد في تحسين المزاج والحالة النفسية بشكل عام.

وفي دراسة على الموضوع أجرتها مجلة "Behavioral Med", لعلم النفس السلوكي، عام 2010، اتضح أن الأشخاص غير المتزوجين قد يكون لديهم مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر ومشاعر القلق، بالمقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بعلاقة زواج مليئة بالحب والتفاهم.

من تأثير الحب في الجسم أنه "يساعد في خفض احتمالية إصابة الأشخاص بخطر أمراض القلب، وأمراض ضغط الدم، وتحسين صحة المناعة، والتعافي بشكل أسرع من المرض وإطالة العُمر".

وحول دور مشاعر الحب في إطالة العمر، قارن بحث أُجري عام 2011 معدل الوفيات بين الأفراد غير المتزوجين مع معدل الوفيات للأشخاص الذين تزوجوا وحظوا بعلاقات مليئة بالمودة والحب.

ووجد مؤلفو المراجعة دليلاً يشير إلى أن "الأشخاص غير المتزوجين لديهم مخاطر أعلى بكثير للوفاة المبكرة؛ إذ بلغت نسبة وفاتهم 24% أكثر من غيرهم".

ووجدت دراسة أخرى، أجريت عام 2012 على مصابين خضعوا لعملية في الشريان التاجي للقلب، أدلة تشير إلى أن "الحب يمكن أن يساعدهم في التعافي وكانوا أكثر عرضة 2.5 مرة للبقاء على قيد الحياة بعد 15 عاماً عن غيرهم ممن خضعوا لنفس العملية ولم يحظوا بفرصة للوقوع في الحب".

كما كان الأشخاص الذين أفادوا بأنهم راضون للغاية في زيجاتهم أكثر عرضة 3.2 مرة للبقاء على قيد الحياة من أولئك الذين كانوا أقل رضا في علاقاتهم الزوجية.

لفت تقرير بمجلة Time الأميركية عن تأثير الحب في مستوى عناية الشخص بنفسه؛ إذ يشجع الأزواج بعضهم البعض على الذهاب إلى الطبيب عندما لا يريدون ذلك؛ وذلك لأن "العديد من الناس يعانون من حالات مطوّلة من إنكار الأعراض الصحية ويكون شريك حياتهم هو التنبيه الفعّال لتلك الأعراض".

وبحسب دراسات في هذا الإطار، اتضح أن "الشخص المتزوج يتمكن من اكتشاف إصابته بالورم الميلانيني في وقت أبكر من الشخص الأعزب، وذلك لأنه يمكن لشريك حياته اكتشاف الشامات المشبوهة على الفور حال ظهورها في جسم شريكه".

وينطبق الشيء نفسه على الكدمات غير الطبيعية، والتي يمكن أن "تكون علامة على حالات خطيرة مثل اللوكيميا وأمراض الكلى والأمراض الأخرى. وفي بعض الأحيان، يلاحظ الشركاء حتى علامات الحساسية أو غيرها من المشاكل الصحية المستمرة قبل أن يعاني المصاب بها أو يكتشفها بنفسه".

بالإضافة إلى تأثير الحب في المزاج وتحسين مستويات التوتر والقلق، اتضح أنه "بإمكان مشاعر الحب أيضاً أن تخفف من شعور الشخص بالألم الحسّي كذلك".

وفي دراسة علمية أجرتها مجلة "Plos One" عام 2010، تم قياس شعور المشاركين بالألم عند النظر في صورة شخص جذّاب وقارنوها بشعورهم عند النظر لصورة شريك حياتهم أو شخص عزيز عليهم يكنون لهم الكثير من مشاعر الحب.

وبعد التجربة خلصت النتيجة إلى أن "مجرد التفكير في الشخص العزيز يمكنه تشتيت ذهن الشخص عن الشعور بالألم الحسّي، وذلك نتيجة تنشيط نظام المكافأة في الدماغ كما أسلفنا".

مثل العقاقير المسببة للإدمان التي تُنشّط مراكز المتعة لدينا وتجعل الناس يعودون من أجل الحصول على المزيد، يمكن أن "يكون الحب مثيراً للإدمان بطريقته الخاصة".

وبحسب "Insider"، لاحظ العلماء في إحدى الدراسات العلمية، وجود استجابات كيميائية عصبية متداخلة في نفس مناطق الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات والذي يشعرون بالحب تجاه شريك حياتهم.

واستعرضت الدراسة التي نُشرت عام 2017 في مجلة الفلسفة والطب النفسي وعلم النفس عدداً من الأبحاث حول العلاقة بين الإدمان والحب.

واقترح المؤلفون أن الحب يمكن أن "يكون إدماناً؛ لأنه حاجة يمكن إشباعها مؤقتاً ولكن يمكن أن تصبح مشتتة للغاية إذا لم يتم الوفاء بها لفترة طويلة من الزمن, وهو بدوره ما يساعد في حالات التعافي وإعادة التأهيل للمصابين بالإدمان".

وأخيراً، يكمُن تأثير الحب في الجسد والعقل بصورة عامة عندما تتحفّز تلك المشاعر داخل الإنسان أياً كانت الوجهة التي تصُب فيها؛ لذلك لا يجب إغفال أن "الحب الرومانسي ليس هو النوع الوحيد من الحب النافع للجسم والصحة، حيث من الممكن الاستفادة من تلك الآثار من خلال الصداقات الوثيقة والعلاقات الأسرية وحتى من خلال حبك لحيوانك الأليف ونباتاتك المنزلية".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر